هوريوب  هوريوب؛ وحّدجني الكاعود
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هوريوب .. هوريوب؛ وحّدجني "الكاعود"!

 فلسطين اليوم -

هوريوب  هوريوب؛ وحّدجني الكاعود

حسن البطل

«أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت» . ربما أنظر إلى الخلائق كما نظر داروين. لكن ذلك الجمل الصغير (القاعود) حدجني بنظرة لن أنساها.
قد أهرب من نظرته إلى ما قاله الشاعر: «ما للجمال مشيها وئيدا / أجندلاً يحملن أم حديدا».. لكن ذلك «القاعود» كان معداً للذبح، قوائمه الأمامية وقدماه مقيدتان، وكان يرغي ويزبد كما الأسود تزأر.
رأيت خرافاً وانعاماً تُنحر، وسمعت عن كيف ينحرون الإبل، لكن لم أر، بعد نظرة هذا «القاعود» في حلحول لن أرى، فقد توهمت بأنه حدّجني بنظرة القتيل إلى القاتل، او الآكل الى المأكول.
مرّة واحدة في حياتي تناولت كباباً من لحم الجمل مع والدي في العام ١٩٥٦، وبقي الطعم تحت أسناني سنوات حتى العام ٢٠٠١، وعندما زرت حلحول تمنيت على صديقي أن نتناول كباباً من «لحم القاعود».
التهمت أول سيخ، و«قطمة» من السيخ الثاني، عندما سمع صاحبي في الغرفة المجاورة شيئاً لم يكن «كالثغاء» قال: سيذبحون قاعوداً آخر. مانعتُ فأصرّ مضيفي .. ثم حدجني هذا القاعود بنظرة زلزلتني، وقطعت شهيتي عن إكمال الأكل.
في وليمة أولمها صديقي لابنتي الطفلة في عيد ميلادها، كان هناك خروف صغير مشوي ومحشي، فصرخت الابنة. هذا خروف وليس لحمة.
أنا لست لاحماً ولست نباتياً، واكتفي من وليمة الأعراس التقليدية بقطعة واحدة صغيرة، نصف مدهنة من اللحمة.
يفترض أن أذهب الجمعة (أكتب هذا الخميس لينشر السبت) إلى الخليل، حيث ستزف المهندسة الخليلية علا إلى صديقي حاتم وهو من غزة، ورفضت اسرائيل اعطاء تصريح لشقيقه الكبير المهندس في غزة ليحضر عرس أخيه. لا بدّ من حضور ما تيسّر من أصحاب العريس.
شيئان في بالي: المشوار الربيعي الى الخليل، في يوم ربيعي حقاً، والنيّة في تناول لحم كباب «القاعود» مرة ثالثة .. ربما لأنسى نظرة ذلك القاعود.
سمعت قصصاً عن صبر الجمل، وعن ذاكرته، وعن انتقامه من الأذى، ومنها أن جمّالاً أساء معاملة جمل في قطيعه، وقبل أن يأوي ليلاً في الخلاة؟ رأى نظرة مريبة في عين الجمل المكلوم، فقام من فراشه بعد أن وضع مخدّات فيه، وراح ينتظر خلسة انتقام الجمل، الذي هجم على الفراش و«دبك» عليه بأقدامه وجسمه، وحط عليه بكلكله .. وما أن برز الجمال من مخبئه، حتى «طق الجمل» .. ومات قهراً.
كانت «دوما» قرية صغيرة، وصارت بلدة، والآن هي مدينة حرب بين النظام والمعارضة السورية، لكنها لما كانت قرية على حافة الغوطة الشرقية، كان جمّالو البادية يقصدونها بقطعان من الإبل والنوق.
كان لبعض بيوت القرية باب خشبي واسع من خشب صلب مع حديد، وكان الباب مثلث الفتحات. فتحة كبرى ليمّر منها الفلاح ممتطياً جمله. فتحة كبيرة ليمّر منها الفلاح ممتطياً حماره. فتحة صغيرة ليمّر منها راجلاً.
لم يكن بيت الصافي سوى باب صغير، وكان فيه شباب «قبضايات» أو «سكرت»، ولما جاء جمّال مع قطيعه يسأل عن بيت «يبرّك» فيه قطيعه دلّه رجل مشهور بالمزاح إلى بيت الصافي ولولا صلحة عشائرية بين المزّاح وقبضايات بيت الصافي لصارت هناك جريمة قتل ثورّت ثارات.
تعرفون أن الفلاح يحثّ حماره بعبارة «حا» لكن كان الجمالون في الغوطة يحثون إبلهم مطلقين عبارة غريبة «هوريوب .. هوريوب».
يتناول البعض رأس الخاروف بعد طهيه وكذا اقدامه، لكن البعض يقف عن تناول رأس الجمل وأقدامه، وخصوصاً المسلمين الشيعة، وفسرت أمي الأمر بأن الجمل كان مطية الرسول في دخول مكة، أي أنه أطلّ عليها برأسه، ووطئ أرضها بأخفافه.
يبدأ اللحامون بيع لحم الجمل بدءاً من عنقه وينتهون بـ «قاعوده» أي مؤخرته الطرية.. ولذلك يسمون لحم صغار الإبل بـ «القاعود» حيث يقعّى الجمل ويبرّك.
كان الجمل «سفينة الصحراء» وصارت مطيّة أهل الصحراء سيارات دفع رباعي، ورياضة سباق النوق، وموضة حليب النوق.
.. ويستوردون الجمال من استراليا .. ويشيعون للرسول أن من علامات القيامة أن يبطر الحفاة العراة من سكان الصحراء .. والله أعلم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوريوب  هوريوب؛ وحّدجني الكاعود هوريوب  هوريوب؛ وحّدجني الكاعود



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday