مصر تركب الموجة العفيّة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مصر تركب "الموجة العفيّة"!

 فلسطين اليوم -

مصر تركب الموجة العفيّة

حسن البطل

فاجأني المصريون لا بحبهم المعروف لمصر، لكن خلال اسبوع، لا غير، تحت تغطية اكتتاب مشروع "سويس جديدة" في مرحلته الاولى البالغة ٦٠ مليار جنيه. هذه "حمّى" غير مسبوقة، كما وصف الاقبال على الاكتتاب!
مصر الأمة - الدولة مثل عجلة ثقيلة، يُفترض إن دارت تدور ببطء، وان توقفت توقفت ببطء، لكنها دارت بسرعة مشهدية في ميادين يوليو ويونيو، بما جعل من ملايين "ميدان التحرير" ظاهرة عالمية عزّ نظيرها.
مصر كانت العلامة، الحقيقية والكبرى، لـ "الربيع العربي" .. والآن، هل تكون البوصلة؟ الاكتتاب الكبير هو، اولاً وأساساً، علامة استعادة الثقة المفقودة عربياً بين الشعب ودولته، وبينه وبين حكومته ونظامه.
قيل الكثير عن "اغتراب" المواطن العربي عن هذه الثقة، كسبب عميق ومحرك لثورات الربيع العربي .. لكن، ليس في اي بلد عربي غير مصر، تجري محاكمة رئيسين بعد ثورة يونيو وبعد ثورة يناير!
هذا يعني ان نظاماً جديداً قام في مصر، لاستئناف ثورة يوليو ١٩٥٢، ومشاريعها الكبرى من تأميم القناة، الى بناء السد العالي، الى قوانين الاصلاح الزراعي.
في مقالتب، بعد الاقبال الغفير المصري على الاكتتاب في يومه الاول، قلت ان الرئيس عبد الفتاح السيسي عليه، اولاً، ان ينهض بمصر كما فعل محمد علي، لتنهض مصر بالعالم العربي كما فعل جمال عبد الناصر. أولاً محمد علي مصر المصرية، وثانياً ناصر العربي او مصر العربية.
مشروع سويس جديدة ليس وحيداً في مشاريع نهضة مصر الجديدة، فهناك مشروع لشبكة طرق، وآخر لاستصلاح أربعة ملايين فدان، وثالث لقناة توشكي .. او لتجديد وتحسين وتوسيع هذه المشاريع.
كان محمد حسنين هيكل قد نصح الرئيس السيسي بأن يجمع حوله مجموعة من المستشارين والخبراء والعلماء، لأن الإدارة المصرية مشهورة، تاريخياً، ببيروقراطيتها وفسادها.
هكذا شكل السيسي "المجلس الاستشاري للعلماء والخبراء" ومصر لا ينقصها عقول في كل مجال، لكن كانت تنقصها علاقة ثقة بين المواطن والنظام وحكومة وإدارة النظام انعكست على علاقة المواطن بالوطن.
سيشكل نجاح باهر للاكتتاب في مشروع "سويس جديدة" يعود بإرباح مجزية وسريعة على المكتتبين من عائدات القناة، دفعة لمشاريع قومية أُخرى، وبخاصة استصلاح أربعة ملايين فدان، اي اكثر من نصف مساحة مصر الزراعية راهناً!
تبقى السرعة التي نبذ بها الشعب حكم الإخوان، الذين هم حركة عالمية إسلامية ذات منشأ مصري، علماً ان المصريين اكثر شعوب العالم تديناً. من هذه الحركة تفرعت معظم الفرق الإسلامية ذات التوجه الأصولي - الجهادي، التي شوشت على "الربيع العربي" وجعلته خريفا او حتى شتاء، بفعل ما يجري في العراق وسورية (سورية بخاصة) لأن مشاكل العراق سباقة على الربيع العربي، وكذا مشاكل اليمن والسودان، وأما مشاكل لبنان فهي هزات ارتدادية لمشاكل سورية.
الى جانب مصر، كعلامة وبوصلة للربيع العربي، هناك تونس التي ثارت على علمانية - فردانية - استبدادية، وعلى اغتراب المواطن عن وطنه ونظامه.. لكن ضوابط حركة النهضة الإسلامية منعتها من الوقوع في التطرف الجزائري، وكذا تطرف الإسلام الجهادي الأصولي في العراق وسورية، فاختارت النهضة المشاركة في الحكم مع قوى ليبرالية وحتى علمانية .. وسجال طويل حول الدستور الجديد، والحكم الجديد الائتلافي، بما يثبت بانتقال ديمقراطي في هذا البلد، الذي كان "باكورة" عدوى الربيع العربي.
كما في تونس، كما في مصر، حيث يستعد البلدان لانتخابات برلمانية في الشهر المقبل، علماً أن مصر أنجزت، اولاً، انتخاباتها الرئاسية قبل البرلمانية، وستجري الانتخابات الرئاسية التونسية في تشرين الثاني، حتى بمشاركة شخصيات من نظام بن - علي البائد، لأن للأحزاب التونسية المعارضة خبرة في الديمقراطية اكثر مما للأحزاب المصرية المعارضة، او لأن "التراث" البورقيبي العلماني، والتراث الناصري القومي كانا خير معين لتصحيح ثورات الربيع العربي في البلدين.
أما العنف والاحتراب الجاري في دول عربية أُخرى طالها "الربيع العربي" مثل ليبيا وسورية والعراق، فيعود جزئياً او كلياً الى حالة القمع التي مارسها القذافي في ليبيا (وشعاره .. من تحزّب فقد خان" وتلك التي مارسها حزب عروبي فاشي في العراق وسورية، رغم ان هذين البلدين هما موطن العروبة السياسية؛ وهما الاكثر تعددية مذهبيا ودينيا وقومياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تركب الموجة العفيّة مصر تركب الموجة العفيّة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday