قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

قال: "من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق" !

 فلسطين اليوم -

قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق

حسن البطل

مات الشهر الماضي، رينيه بوري، الذي له صورة شهيرة لـ "تشي" يدخّن سيجاراً. أنا أفضّل صورة "البيريه" تتوسطها النجمة الحمراء. سنقول: أجمل الصور لأجمل ثوار القرن العشرين.
سألني المصور أسامة السلوادي أن أكتب مقدمة لألبوم صور التقطها بعد سنة، وجميعها لوجه عرفات (بورتريه). حلّت المناسبة، ولعلّني أخلفتُ الوفاء بالوعد!
حسناً، من يقطع بجواب عن سؤال: من هو أحسن مصور التقط صورة وجه عرفات؟ وله ما لا يُحصى من الصور، قبل عصر التصوير الفوتوغرافي الملوّن، وبعد التصوير الملوّن الفوري.
كوفية عرفات أشهر من "نار على علم" كما يقال، لكن اعتماره الكوفية مرّ بمرحلتين؛ الأولى: عندما رفعها على جانب من "بروفيل" وجهه؛ والثانية عندما غطّى بقماشة الكوفية رقبته.
لا أعرف من قال إن طريقة اعتماره الكوفية تقارب، شكلاً، قبة المسجد الأقصى، وتنسدل على إحدى ذراعيه بشكل خارطة فلسطين!
لعرفات وجه غني في التعبير يشبه وجه جون لوتون، فهو في لحظة يبدو في قمة انفعال الغضب؛ وفي أخرى في ذروة السرور والانشراح.. أو حزيناً، مطرقاً في التفكير، أو تترقرق الدموع في عينيه.
هناك من يرى أن في وجه كل إنسان ما يشبه "مثلث برمودا" مقلوباً، ويشكل الحاجبان ضلعه، والأنف زاوية رأسه.
هناك من يرى أن لوجه بعض الناس "بروفيل" أيمن وآخر أيسر غير متشابهين في التعبير.. وهذا ما رآه الفيلسوف والصعلوك الثوري الفرنسي جان جينيه، الذي لاحظ أن "البروفيل" الأيسر لعرفات ذو شكل ناعم ورقيق، وشبه "أنثوي" أما "البروفيل" الأيمن لوجهه فهو "رجولي" وشديد الصرامة. 
ربما بعد هذه الملاحظة، صار عرفات يُرخي سدول كوفيته لتغطي "بروفيل" وجهه الأيمن، وتُعطي شكل خارطة فلسطين!
في المرحلة الثانية من "بورتريه" عرفات، صار يغطي رقبته بقماشة من "الكوفية" وأظن أن هذا بدأ شتاء العام 1985، حيث كان في زيارة للسويد، والتقط مصور سويدي بارع ما صار "بورتريه" لطريقة عرفات في ارتداء الكوفية على رأسه وتغطية رقبته.
أعرف، شخصياً، معظم "مصوري الرئيس"، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن لي دوراً في تعيين مصور خاص للرئيس. كيف؟
كانت جريدة ومجلة "فلسطين الثورة" تختار صوراً أرشيفية جامدة لوجه عرفات مرفقة بمقابلاته الليلية في بيروت، فقررت رفعها إن لم تكن صوراً حيّة ومرافقة لموضوع الخبر.. وهكذا، صار المصور المصري مراد عبد الرؤوف حتى وفاته مصوراً للرئيس.
بعد وفاة الرئيس ـ المؤسّس، أصدر مصورون محليون البومات صور عن حصاره في المقاطعة، وعن مغادرته للعلاج في باريس.. وعن مشهد وداعه ومواراته الثرى.
ومن ينسى صوره منكباً على العمل الليلي في ضوء الشموع أو البطاريات، وبالطبع منحنياً ومقبّلاً يدي طفل أو امرأة.
هاكم بعض عناوين أعمدتي في أسبوع غيابه: "تمرين على الغياب" 5/11/2004، و"الذي يحكم بالقلم" 1/11/2004، و"العرفاتية ـ اللاعرفاتية" 12/11/2004، أو "يوم من نهارين" 13/11/2004".
سأحكي عن "الذي يحكم بالقلم". لماذا؟ لأنه كان درساً لي خلال حصار مخيم تل الزعتر ـ بيروت الشرقية، وكان مانشيت الجريدة اليومية لا المجلة الأسبوعية: "تل الزعتر لن يسقط" وكتب عرفات على نسخة من العدد عبارة لن أنساها ما حييت: "من الخطأ المطلق التركيز على الصمود المطلق".
بعد سقوط المخيم الأسطوري، وانتقال من نجا إلى بلدة الدامور، ذهب عرفات إليهم، وتحدّث فيهم. ما الذي حصل؟ شبل مع بندقية احتدّ، وصرخ: لقد تركتمونا وتستحقون الموت؟
أم الشبل صفعته.. لكن عرفات قال: لا .. اتركيه يأتي إليّ هو وبندقيته أيضاً. عندما حضنه القائد العام، أجهش الشبل بالبكاء.
كان الشبل الحانق يعرف، والقائد العام أول من يعرف، ونحن في الجريدة والمجلة نعرف، أنه لولا الإسناد المدفعي الثقيل من بيروت الغربية، على قوات حصار المخيم، ما كان يستطيع الصمود فترة طويلة.. إلى درجة أن لِتر دم الشهداء كان يعادل لِتر الماء من الحنفيات الوحيدة على أطراف المخيم، وأنّ عبقرية نساء المخيم جعلت من "منقوع" العدس المغلي بديلاً من حليب الأطفال الذي جفّ في صدورهنّ!
***
لعلّني ذرفت آخر دموع الفرح في نيقوسيا بعد نجاة عرفات من سقوط طائرته في صحراء "السارة" الليبية؛ وذرفت آخر دموع الحزن يوم 11/11/2004. صرت هرماً و"عصيّ الدمع". وجفّت المآقي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday