رُعْبٌ
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

رُعْبٌ

 فلسطين اليوم -

رُعْبٌ

حسن البطل

١- جِلدُ «الكُرّ» 
بيننا وبين القاتل نُهَيْر صغير، وبين القاتل وضحيّته طول باع. «إنّ أنكرَ الأصواتِ لصوتُ الحمير»، لكن الكرّ الصغير لا ينهق، وهو لم ينهق نهقته الأخيرة.
رأينا القاتل الغجري يقتاد الكرّ الصغير إلى موته تحت شجرة الجوز الوارفة. قال الأولاد الكبار منا: يصنع الغجر من جلد الكرّ «دربكّة»، وترقص بناتهم وزوجاتهم على نقرِ الطبلة، ويجمع رجاله المال في الأعراس.
صغيرُ الحمارِ يُدعى «الكرّ»، وصغير الفرس يُدعى «المُهْر»، والكرُّ والمُهْرُ يرقصان رقصةَ الفراشة والسهم. الأتان الكبيرة والفرس الأصيلة هي شمس الكرّ والمُهْر.
اغمضوا أعينكم وتذكّروا «برطعة» الكرّ والمُهْر على حواشي الأمّ - الأتان، والأمّ – الفرس .. وبيننا وبين القاتل نُهَيْر أو جدول، ونحن نحتمي من هولِ الجريمة كما يكمن الجنود الأشاوس في حرب الشوارع: نأخذ زاوية البيت الأخير المطلّ على النهر، ونترك للولد الكبير أن يطلّ برأسه ويروي لنا لون الدمّ على يدي القاتل.. وكيف يُقتل.
تحت شجرة الجوز الوارفة، وبين ثلمين كبيرين يُشكّلان جذرين لساقية حقل، رأينا الموت موتاً، والكرّ الذي يُبرطع جثّة هامدة.
تعرفون كيف يبدو «حمار الوحش» الذي يُسمّونه «زيبرا». صغار حمار الوحش تُبرطع أيضاً (رأينا برطعتها في السينما).
كيف رأينا جثّة الكرّ القتيل؟     
سلخَ القاتل جلد بطن الكرّ الأبيض. سلخ القاتل جلد ظهره البنيّ الداكن. وتركَ جلد الرأس من فوق النحر.. وتركَ جلد قوائمه الأربع.. أما الذيل فقد اجتزّته سكين القتل من «عُصعُصِه».
وعندما صرنا نقرأ عن التنكيل في الجثث، والتمثيل فيها في حروب الممالك والامبراطوريّات وصراع الملك والأديان، والقتلة من أتباع «الماركيز دو - ساد» نتذكّر كيف ترك لنا القاتل الكرّ المُبرطع وهو «مُرقّط» بألوان الموت: موت سوريالي.
كانت أُمّنا تهدّدنا «سأكسر رجليك» وكانت تهدّدنا «سأسلخ جلدك». ورأينا أربع قوائم للكرّ الصغير غير مسلوخة. رأينا جلد بدنه مسلوخاً.. رأينا ذيله اللطيف.. كلا ترك لنا رأسه وأخذ الجلد والذيل.
في درس الرسم رسم الولد الصغير رسمة غريبة. ما هذا؟ سأل المعلّم. هذه «صوصة قاتل يذبح فيها».

٢- جِلدُ الميّت
مشهد سوريالي جدّاً على منضدة المشرحة.  
عارياً يُولد الطفل؛ وعارية تُوضع جثّة العجوز الفقير على منضدة المشرحة. ما هو الرعب؟ أن ترى «بروفيل» وجه الإنسان، ملتصقاً بـ «بروفيل» وجه إنسان آخر. ما هو الهلع؟ أن ترى سلخَ نصف جلدة رأسه. نصف أنفه. خدّه الأيمن.. شقّاً طويلاً من نصف ذقنه إلى نصف عورته. الذراع الأيمن. القدم اليمنى.
لا تشبه جثّة الرجل الميّت جثّة أي حيوان ميّت. لحم الإنسان ضارب للأبيض (بفعل الجملة العصبية شديدة النمو والتعقيد للكائن الأعلى).
وتلك العين الإنسانية المقتلعة من محجرها كانت على كتف الجثّة تنظر إلينا. تنظر إلى الباب وراءنا. تنظر إلى المدى وراء الباب.. وتنظر إلى اللاشيء!

٣- صُورة أشِعّة»؟
«شِدْ حِيلَك». الحيل هو القوّة. القوّة هي العمود الفقري. الجيش هو «حيل».. وفي الكارثة التي لا رادّ لها: «لا حولَ ولا قوّة إلاّ باللّه». 
في مقبرة السيّارات، كانت السيّارة المهشّمة تحت سيّارات أقلّ تهشيماً أو أكثر. شمس صيف وشموس صيف بعد صيف جعلت «نايلون» المقعد الأمامي يتخّ ويهترئ.
قلبتُ غطاء النايلون بطرف قلمي: شعرتُ بصدمة كالتي شعرتُ بها يوم صَفَّفْتُ شعري بـ «السيشوار» وأنا حافي القدمين على أرضية الحمّام المبتلّة. هكذا هو «الكرسي الكهربائي» على الأرجح. 
وهكذا كانت صورة جذع القتيل منطبعة بالأبيض - الأحمر على الغلاف الآخر لغطاء النايلون في المقعد الأمامي للسيّارة المهشّمة.
ظلال الفقرات واضحة فقرة فقرة، وحدود الفقرات واضحة، مرسومة بالدّم وظلال العظم. حدود أضلاع القفص الصدري واضحة.
رأيتُ ما رأيت من أفلامِ الرُّعب. ومثل ذلك الجمال المُرعب لصورة القفص الصدري لم أَرَ مُطلقاً.
لو أنني ساديّ لجعلت قطعة «النايلون» لوحة في «برواظ». لم أفعل. أخذتُ قالبَ الجبسِ لأسناني وجعلتُ منه تمثالاً.. وفوقه صورة دائرية بالكمبيوتر لأسناني كلّها.
«كيف تبدو صورة العالم لو أنّك لست موجوداً فيه»؟  
«لا صورة للعالم إلاّ لأنني موجود فيه».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رُعْبٌ رُعْبٌ



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday