جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

"جنوبيون في صنعاء/ شماليون في عدن" !

 فلسطين اليوم -

جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن

حسن البطل

اليمن في الأخبار سياسة، وهذه مخلوطة بنزاع المذاهب والفرق الإسلامية، لكن قلما تجيب الأخبار السياسية على سؤال: كيف تشكل الفرق الشيعية محوراً من طهران إلى دمشق (العلوية)، فبيروت (جبل عامل).. والآن اليمن (الحوثي).. بينما يسود تناحر بين فرق المذهب الإسلامي السني وهو الغالبية (داعش، القاعدة، النصرة.. إلخ).
في النصف الثاني من القرن المنصرم، كانت ثلاث دول مغلقة أمام علاقات مع العالم: أفغانستان، اليمن، وألبانيا، وقد نضيف إليها دولة رابعة لا تزال مغلقة هي كوريا الشمالية.
أشدها انغلاقاً كان اليمن الشمالي، تحت حكم الإمام حميد الدين، الذي كان ينتمي إلى العصور الوسطى، ورغم انضمام نجله، الإمام البدر، إلى كونفدرالية مع الجمهورية العربية المتحدة، الا ان ناصر دعم انقلاب عبد الله السلال، كما دعمت السعودية الإمام البدر.. وكانت أول حرب أهلية عربية في القرن العشرين.
روى لنا، في دمشق، ضابط مصري، خدم في اليمن تفصيلاً عن حرب استنزاف شاقة خاضها الجيش المصري، وفيها أن أنصار الإمام البدر كانوا يكمنون في المرتفعات لأرتال الجيش المصري في الوديان.. ويصيبون منها مقتلاً.
كيف؟ يكمنون خلف الصخور ببنادقهم، ويصوّبون إلى الجنود قنصاً عن طريق تسديد سبطانة البندقية بين إبهام القدم واصبعه، دون أن يظهروا برؤوسهم خلف الصخور!
محمد حسنين هيكل روى تفصيلاً آخر: في جعبة كل مقاتل يمني دقيق (طحين) وفي جعبة أخرى ملح، وعندما يجوع المقاتل القبائلي يخلط الدقيق بالملح بالماء.. و»يخبز» العجين بوضع الرغيف على صخر أملس ساخن!
الآن، فرّ الرئيس اليمني الشرعي من صنعاء إلى عدن. حلم الوحدة اليمنية تحقق طوعاً، ثم تكرّس بالقوة الشمالية، مستغلاً صراع الرفاق في عدن، الذين خاضوا حرب عصابات مدنية (حي كرتير مثلاً) ضد البريطانيين، بدعم من مصر الناصرية، وكانوا عروبيين ويمانيين.. وأيضاً يساريين أولاً، أو يساريين متطرفين (أتذكر حواراً بين أدونيس وعبد الفتاح إسماعيل عن الثورة والثقافة واليسار).
قيل، على سبيل التفكه إنه كان في عدن مصنع البيرة الوحيد في شبه الجزيرة العربية، وليس لهذا السبب أخذ مجلس التعاون الخليجي (ممالك وإمارات وسلاطين) موقفاً سلبياً من ضم اليمن الجمهوري والعراق الجمهوري إلى عضويته.
تعرفون أن اليمن «غابة سلاح» حيث قطع السلاح بأيدي القبائل أكثر من تعداد السكان. لكن يجهل بعض العرب أن اليمانيين هم من أذكى الشعوب العربية وأشدها مراساً وصبراً على الشدائد، وأن قتلى «الانقلاب الحوثي» قلائل نسبياً إزاء العراق وسورية.
لا أعرف متى شاعر اليمن الكفيف عبد الله البردوني كتب قصيدة تصور حال اليمن قبل الوحدة اليمانية وبعدها.. ولكنها تعبّر عن واقع اليمن واليمانيين قبل الوحدة وبعدها:
«يمانيون في المنفى/ ومنفيون في اليمن»
«جنوبيون في صنعاء/ شماليون في عدن»
كان الرئيس صالح شمالياً، وكان كما يقال زيدياً، وصار الرئيس اليمني جنوبياً (عبد ربه منصور هادي) وهو جنوبي وأظنه سنّي المذهب!
خابت آمال اليمنيين الجنوبيين بالوحدة اليمانية، وعادوا منذ بعض الوقت ليطالبوا بالانفصال باسم الاستقلال عن يمن شمالي قبائلي، وبعد سيطرة أنصار عبد الملك الحوثي على صنعاء في أيلول الماضي، رفعوا أعلام اليمن الجنوبي.
لا أعرف من قال: «لا بد من صنعاء وإن طال السفر» هل هو الإمام الشافعي (أحد الأئمة السنّة الأربعة.. ومعظم الفلسطينيين شوافعة) أم سواه، لكن صاروا يقلبون كلامه إلى «لا بدّ من صنعاء وإن طال القهر»!
مجلس التعاون الخليجي يطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل العسكري ضد الحوثيين في اليمن، وفق «البند السابع»، بما يذكّر بالتحالف الدولي ضد العراق وفق هذا البند.. لكن أي دولة تجرؤ على إرسال جنودها إلى بلاد هي «غابة سلاح» ورجالها يجيدون القنص (شارك قناصون يمانيون في حرب 1948 في فلسطين).
شيء آخر طريف حقاً، وهو مطالبة أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، بإحياء وتفعيل «ميثاق الضمان الجماعي العربي» الذي وضع بعد نكبة فلسطين.
يعقدون تشابهاً بين خطيب «الانقلاب الحوثي» عبد الملك الحوثي، والخطيب العربي الأول حسن نصر الله أمين عام «حزب الله» ، لكن لا يجيبون على السؤال: لماذا تمارس طهران و»حزب الله»، والحوثيون سياسة سيطرة ذكية وتحالفات سياسية وعسكرية ومذهبية بينما الفرق السنية تتناحر، وتقوم «داعش» باستمالة ولاء غيرها من الفرق السنية، أو زجرها بالقوة، وحتى ردعها بالقتل و»التكفير».
عدن البحرية المتفتحة على العالم تاريخياً، عليها أن تنهض، كعاصمة مؤقتة، بمهام تحرير صنعاء، كما «حرّرت» صنعاء عدن من الانفصاليين اليساريين.
لكن، هل تكفي الشرعية العربية والدولية للرئيس منصور لمصارعة «القاعدة» والحوثيين معاً، حتى بالاستناد إلى قبائل سنّية شمال اليمن، معارضة للحوثيين، وإلى معظم الأحزاب اليمانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday