تناديني ليلى حبيبي آدو
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

تناديني ليلى: "حبيبي آدو"!

 فلسطين اليوم -

تناديني ليلى حبيبي آدو

حسن البطل

قالوا ما قالوه عن: عودة الشيخ إلى صباه. هل قالوا عن عودة الجد إلى الوالد. في سن السبعين، زمن الجدودية لا عودة إلى سن الثلاثين، زمن الوالدية .. لكن الحفيد الأول، سواء ابن الابن أو بنت البنت، له مذاق العسل المصفّى.
قالت أم ليلى لابنتها ليلى بالعربية: «هادا سيدو»، وطيلة عشرين يوماً، مثل نحلة عسل، صارت ليلى تلثغ وتقرص قلبي بالفرح: «هابيبي آدو»!
منذ ربع قرن، لم تدفع ذراعاي عربة طفل، ولا امسكت يمناي بملعقة اطعام طفل، وها أنا أفعل، شيخاً، ما كنت افعله أباً، سوى أن الابنة - الأم ما زالت تناديني «بابا» وسوى أن ابنة - الابنة تناديني «آدو» يعني سيدو، يعني جدي، يعني أبو أمي، يعني «اللي خلّف ما مات» .. لكنني سأموت، وليت الموت يمهلني قليلاً لتناديني «سيدو»، أو يمهلني أكثر قليلاً لتمسك الحفيدة ليلى بيدي، كما «يتعكز» الشيخ على عصاه.
منذ ربع قرن لم الاعب طفلاً في ألعابه. ها أنا وليلى نبني هرماً من مكعبات الكرتون، ثم تطوّح الصغيرة بما نبنيه ضاحكة. نعيد الكرّة وتعيد الكرّة. تأتيني بلعبة أخرى ثم تخربطها قبل أن تكتمل .. لكنها وقت الخروج بمشوار على عربة، تنسى ألعاب البيت، وتحتضن لعبتها الأثيرة.
تعطي ماما وتعطي «آدو» كتاب أطفال بالعربية، وتعطي بابا كتاب أطفال بالانكليزية، وليلاً لا تمل من مشاهدة فيلم الكرتون الأثير «Frozen» من انتاج والت ديزني.
تعلمت ليلى شيئاً من صديقها الأكبر منها بنصف عام، وفي مشاوير الحدائق تحاول نزع لحاء الاشجار الهرمة، لترى حشرات شتاء مختبئة بين اللحاء وسيللوز خشب الشجرة.
ماذا ايضاً، تنتقي ما شاءت من افلام، وما شاءت من ألوان ثم «تخربش» كما كانت أمها تخربش طفلة في عمرها، فأتذكر أن أمها عندما تجاوزت سن الخربشة، وأن أولى لوحات أمها حملتها من بيروت إلى نيقوسيا، فإلى رام الله وعلقتها على الجدار، فهل أعلق، بعد سنوات، أولى لوحات الحفيدة الى جانب لوحات أمها، وإلى جانب لوحات جدتها أو «تيتا» المعلقة في بيتي برام الله، وبيت أمها وأبيها في لندن؟
يميزون في قواعد العربية بين جمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، لكن ليلى تعجن بلسانها العربية من أمها على الانكليزية من أبيها، أو أسهل «اللثغة» على النطق بلسان الطفولة السالم Book أسهل لفظاً من الكتاب و«هادا» أسهل لفظاً من This is، ومن ثمّ تقول: «هادا بوك»، فإذا استطابت وجبة قالت «زاكي».
بين زيارة خامسة لم تكن ليلى، وفي زيارة سادسة فاتني كيف تحبو ليلى، وفي زيارة سابعة صارت ليلى تمشي، كما يمشي أطفال في عمر سنة ونصف. إنها تخطو بنعلها الشتوي وتطرق خشب البيت كأنها «تدبّ» وتطرقع في خطواتها، لا تطوي مفاصل ركبتيها .. وفي الزيارة الثامنة ستمشي كما نمشي، وفي الزيارة التاسعة ستهرول.
عندما كانت أمها في السادسة سابقتني في عمّان .. ثم بكت لأني سبقتها. قلت لها بعد سباق في نيقوسيا سبقتني فيه: ألم أقل لك أن «الدادا» سوف تسبق البابا. أكيد سوف اخسر سباقاً في الركض لما تبلغ ليلى سن السادسة.
تسألها أمها بالعربية: «مين حبيب آدو»؟ فترد ليلى «ماما». تسألها «مين حبيب الماما» فترد بالعربية «ليلى». «مين حبيب البابا» فترد بالعربية «ليلى». و«مين حبيب آدو» فترد: ليلى!
في زيارات سبقت كان كلب العائلة «روسو» يقعي ورأسه بين قائمتيه الأماميتين، و«يهمّر» فتقول أم ليلى: إنه «ينوح» لأنك ستسافر، فهو يرى حقائب السفر.
في زيارة أخيرة لم يكن الكلب هناك، اعطوه الى أصدقاء، لكن بعد عودتي إلى رام الله، كتبت لي ابنتي: صورتك في غرفة ليلى، وكل مساء قبل أن تنام تقول بالانكليزية: ليلة سعيدة آدو، وفي الصباح نهار سعيد آدو.
يا لها من حياة: الابنة والابن في لندن، وهما من زوجتين اردنية ولبنانية، والوطن في فلسطين. في لندن اعيش حياة عائلية، وفي فلسطين أقول: الاصدقاء نوع من الوطن!
لأم ابنتي صار لها لوحات في المتحف البريطاني، ولابنتي دعوة الى متحف «ميتروبوليتان» في نيويورك هذا الصيف، أما ابني فهو يدرس الدكتوراه في هندسة الفضاء، ويتعاون وفريقه على تصميم جديد لأجنحة الطائرات لصالح «ايرباص».
.. لي ماذا؟ لا أكثر من حبور وشيطنة الصباح عندما تستيقظ ليلى، وتناديني «حبيبي آدو».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تناديني ليلى حبيبي آدو تناديني ليلى حبيبي آدو



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday