الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

"الصعود" اليهودي؛ "النكوص" الإسرائيلي؟

 فلسطين اليوم -

الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي

حسن البطل

وجدتُ جوابي على "نصف اللغز" في مفردات الهجرة اليهودية إلى إسرائيل. إنها تنقص عدد المهاجرين الألمان اليهود إلى إسرائيل.
دَأبتْ إسرائيل على وصف الهجرة الإيجابية اليهودية إليها بأنها "صعود ـ علياه" والهجرة السلبية منها بأنها "نزول". مثلاً الهجرة الكبرى الروسية ـ السوفياتية أواخر القرن الفائت أضافت مليوناً وأكثر إلى سكان إسرائيل، وشكل ناتان شارانكسي حزب "إسرائيل بعلياه". ثلث هؤلاء المليون ما كانوا يهوداً، وغالبية هذا المليون هاجروا لأسباب اقتصادية، وقت الانهيار السوفياتي.
"علياه" تعني "الصعود"!
هل الكارثة النازية (المحرقة ـ الهولوكوست) هي سبب إقامة إسرائيل، أم أن التوق الديني إلى "صهيون" واللبن والعسل هو السبب؟ في هذا يتساجل الصهاينة الكلاسيكيون مع اليهود المتدينين.
في آخر إحصائية لسكان إسرائيل أن عدد يهودها ناف على المليون السادس، ويفاخرون في إسرائيل بأنها المكان الوحيد حيث يزداد فيه عدد اليهود، مقابل تضاؤل عددهم في الشتات "الدياسبورا" بفعل قلة الولادات، والزواج المختلط.
برلين عاصمة ألمانيا قبل وبعد "الرايخ الثالث"، الذي أنجب دولة الهيكل الثالث، أي قبل "المحرقة" وبعدها، وبسبب "الهولوكوست" صارت عبارات يهودية مثل "لن ننسى ولن نغفر" و"لن تتكرر أبداً ـ Never Again" جزء من أعجوبة و"ملحمة" نجاح إقامة دولة إسرائيل!
أحد الصحافيين الإسرائيليين قال، حديثاً: "أكثر الأشياء إضحاكاً أن إسرائيل تبتهج بغواصة [نووية] رابعة اشترتها من ألمانيا [غواصة دولفين] فالألمان الذين تسببوا بالكارثة صاروا شركاء، أما الفلسطينيون فليسوا شركاء.. لأنهم منكرون للكارثة في ظاهر الأمر. حسن والله"!
بدأ "النسيان والغفران" اليهودي لألمانيا باجتماع فندق "والف استوريا" في نيويورك أواخر الخمسينيات، بين المستشار الألماني كونراد أديناور، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، دافيد بن ـ غوريون، ودفعت ألمانيا ما مجموعه أكثر من 120 مليار دولار تعويضات مباشرة مالية وسلاحية لإسرائيل، غير التعويضات الفردية لـ "الناجين" من "المحرقة" وذراريهم.. حتى آخر عمرهم. "كارثة" أقامت إسرائيل وتعويضاتها نشلتها من الإفلاس!
الآن، صارت برلين مربط خيل المهاجرين اليهود الإسرائيليين، والسبب هو البحث عن رفاهية العيش، لأن الأسعار في برلين نصف أو ثلث مثيلاتها في إسرائيل (البيوت، البضائع.. وحتى الجبنة والحليب).
الاقتصاد الألماني يعدّ الأقوى أوروبياً، والبطالة هناك هي الأقل أوروبياً (حوالي 6,7%) وتشكو ألمانيا من ضعف المولودية كما معظم دول أوروبا الغربية.
في موجة جديدة تسمى "احتجاجات برلين" في إسرائيل بسبب غلاء المعيشة فيها، طلب منظمو الحملة 25 ألف تأشيرة عمل ألمانية. "احتجاجات برلين" توسع نطاقها إلى نشدان الهجرة لنيويورك، لندن، واشنطن، براغ، كوستاريكا "أو أي بلد بالإمكان العيش فيه من الناحية الاقتصادية"!
حوالي ربع أو ثلث الإسرائيليين اليهود يحملون جوازات سفر بلد آخر، وحملة "الاحتجاجات" شملت التوجه إلى حكومة إسبانيا لتسريع العمل في تشريع إسباني جديد يمنح الجنسية لذراري اليهود السفارد، الذين طردوا من إسبانيا في "حرب الاسترداد" و"محاكم التفتيش" وهم يشكلون، اليوم، في إسرائيل أكثر من ثلاثة ملايين يهودي شرقي "سفاردي".. معظمهم عربي الأصل!
لا يعني هذا جدّية النكتة الإسرائيلية، التي شاعت منتصف خمسينيات القرن الماضي، وتقول: ان هناك لافتة في مطار اللد كتب عليها "على آخر المغادرين إطفاء الأنوار".. لكنها تعني أن ما ينطبق على شعوب سائر الدول للهجرة طلباً لرخاء العيش يسري على الإسرائيليين اليهود.
يعيش في نيويورك عدد من الإسرائيليين اليهود يفوق عدد الأميركيين اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل، وربما فاق، مستقبلاً، عدد الإسرائيليين اليهود في ألمانيا وبرلين عدد الألمان اليهود المهاجرين إلى إسرائيل.
لافت للانتباه أن وزير المالية الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي صعد وحزبه "يوجد مستقبل" على موجة احتجاجات أسعار "جبنة الكوتيج" وصف القائمين على حملة الهجرة إلى برلين بأنهم "ما بعد صهيونيين" و"معادون للصهيونية" علماً أنه من دعاة "الإسرائيلية" لا اليهودية ولا الصهيونية!
كان وصف "ما بعد الصهيونية ـ بوست زيونيزم" يُطلق على جماعة مؤرخين أكاديمية إسرائيلية من نقّاد الصهيونية الكلاسيكية، وصار يُطلق على المهاجرين من إسرائيل لسبب اقتصادي؟!
كانت المحامية اليهودية التقدمية فيلتسيا لانغر قد هاجرت إلى ألمانيا، موطنها الأصلي، يائسة من الدفاع غير المجدي عن المناضلين الفلسطينيين أمام عدالة المحاكم الإسرائيلية.
"أرض اللبن والعسل" كانت جاذبة لأسباب سياسية واقتصادية أولاً ودينية ثانياً، وصارت طاردة لأسباب اقتصادية "إلى مكان يكون بالإمكان شراء بيت أو دخول سوبر ماركت من دون أن يُذبحوا".
"أين يذهب المال؟" سؤال حملة لبيد الانتخابية التي رفعته إلى وزير المالية. إنه يذهب للجيش والاستيطان اليهودي. ميزانية الجيش أكبر من ميزانيات جيوش الدول العربية المحيطة بإسرائيل! البيت في المستوطنة رخيص، وفي إسرائيل باهظ الثمن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday