أيــكــيــا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

"أيــكــيــا" ؟

 فلسطين اليوم -

أيــكــيــا

حسن البطل

شهدتُ بعيني، قبل سنوات، كيف انهمك شقيقان سويديان في عمّان بتركيب هدية شقيقتهما العروس، إلى فلسطيني لاجئ، بالاستعانة بكتيّب تعليمات ورسوم.

العريس، شقيق صديقي، صار وزيراً، ولا أدري هل حافظ، بعد هذا العمر، على هدية هي بمثابة "جهاز العروس" أم لا، وهو عبارة عن غرفة نوم ذاتية التركيب. جاؤوا بالهدية على قاطرة من السويد للأردن؟

أعرف أن الخشب السويدي ممتاز لصنع الأثاث مثلاً، شأنه شأن الصلب السويدي، لكن لم أكن أعرف أن "أيكيا" صناعة أثاث سويدية ذات شهرة عالمية.

علمتُ من "تذاكي" الأخرق وزير خارجيتهم ليبرمان، ومن ذكاء وزيرة الخارجية السويدية، مارغو فالستروم، موقع "أيكيا" من تبادل "قرصات" دبلوماسية بين إسرائيل والسويد، بعد اعتراف حكومة ستوكهولم بدولة فلسطينية رسمية.

لدغ ليبرمان حكومة السويد بقوله: علاقات دول الشرق الأوسط أكثر تعقيداً من تركيب قطع أثاث "أيكيا".

لسعت فالستروم بردها: يسرّني أن أرسل إليه قطعة أثاث "أيكيا" ليقوم بتركيبها، ويرى أنها تحتاج دفتر تعليمات وشريكاً معاوناً.

هل لسعة الوزيرة للوزير إشارة له ولحكومته أن لا غنى لهما عن "شريك" فلسطيني أم أن "كتالوغ" التعليمات يتضمن اعتراف السويد بدولة فلسطين كعنصر مساعد؟

حكومة السويد لم ترد، حتى الآن بالمثل، على سحب السفير الإسرائيلي من ستوكهولم، وهو إجراء إسرائيلي نادر في العلاقات الدولية الدبلوماسية لإسرائيل، لكنها وعدت بزيارة قريبة إلى المنطقة، وستكون مفارقة أن ترحّب بها رام الله، بينما تعتبرها تل أبيب شخصاً غير مرغوب به!

جاءت الانتقادات المتبادلة بين السويد وإسرائيل، في غمرة توتّر عابر بين مسؤولي الإدارة الأميركية ورئيس الوزراء الإسرائيلي، حدّ وصف نتنياهو بأنه chichkenshit أي "رعديد وبائس"!

ليست السويد أول دولة تعترف بفلسطين، لكن ما أثار حفيظة إسرائيل من الاعتراف السويدي هو أن تقتدي دول اسكندنافية باستوكهولم، ثم تليها دول "نوعية" في الاتحاد الأوروبي.. ثم أن تختار واشنطن، ذات العلاقات الخاصة جداً، بإسرائيل، أن تمتنع عن استخدام حق "النقض" في التصويت المقبل حول دولة فلسطين في مجلس الأمن.

كان أبا إيبان دبلوماسياً مفوهاً، ولعله أذكى وزراء خارجية إسرائيل، وكانت علامة انحطاط الدبلوماسية الإسرائيلية تعيين وزير خارجية تونسي المولد، سلفان شالوم، الذي يجيد الفرنسية/ الإنكليزية، لكن "غباء" و"طوشانيّة" ليبرمان، جعلت رئيس دولة إسرائيل السابق، شمعون بيريس، يقوم بمهام وزير خارجية "دولي" مساعد!

ما الذي يفسر "وجع" إسرائيل من الاعتراف السويدي الرسمي بفلسطين؟ ربما نجده في عبارة إسرائيلية أثيرة وهي: لن يكون سلام قبل أن يصبح الفلسطينيون اسكندنافيين!

ما الذي حصل؟ هناك منظمة تسمى OECD لتصنيف الدول المتطورة، وهي زهاء 24 دولة، ودائماً تأتي السويد في مقدمتها، وتأتي إسرائيل، في مجالات كثيرة، في ذيلها، أي أن السويد هي الدولة "النوعية" العالمية الأولى!

لا أعرف هل ستحمل وزيرة خارجية السويد خلال زيارتها للمنطقة قريباً قطعة أثاث "أيكيا" هديّة إلى الوزير الإسرائيلي الأحمق ليبرمان، مع كتاب تعليمات.. لكن، هذا الأسبوع سيزور وزير خارجية الدانمارك، ماركن ليد يغارد فلسطين، وبالتالي وعلى الأغلب إسرائيل، وسيلتقي الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، ويزور غزة أيضاً. من غير المستبعد أن تحذو كوبنهاغن حذو ستوكهولم.

إن الاعترافات الدولية من الدول "النوعية" العالمية، حتى لو شملت اعتراف دول غرب أوروبا والولايات المتحدة ذاتها، لا تغني عن دولة عن طريق التفاوض، لكنها تشكل ضغطاً معنوياً ودبلوماسياً وسياسياً على إسرائيل.

رئيس السلطة الفلسطينية يعرف هذا ويدركه ويعيه، لكنه يريد قواعد جديدة للتفاوض، أي قراراً من مجلس الأمن بتطبيق القرارين 242 و338 على علاقة إسرائيل بفلسطين، بعد تطبيقهما في علاقة إسرائيل بمصر والأردن.

كان لأبا إيبان ادعاء سياسي يقول: العرب لا يتركون فرصة لإهدار الفرص، ثم صار الإسرائيليون يقولون هذا عن الفلسطينيين.. والآن تقولها السويد وحتى الولايات المتحدة أن إسرائيل هي من يهدر فرص السلام العربي ـ الإسرائيلي؟ والفلسطيني ـ الإسرائيلي، ويقول بعض الإسرائيليين أن حكومتهم تهدر فرصة مشروع السلام العربي.

قالت إسرائيل العمّالية إن عرفات "لا شريك" وتقول إسرائيل الليكودية إن عباس "لا شريك"، ويقول الفلسطينيون إن كل حكومة إسرائيلية ينتخبها شعبها هي "شريك" بالضرورة.

.. وتقول قاعدة إنشاء السلام إنه يُعقد بين الأعداء. إيران لا تحتل أرضاً إسرائيلية، وإسرائيل تحتل فلسطين.. ولا سلام مع الاحتلال.

السويد ليست شهيرة فقط بـ "أيكيا" والصلب السويدي، وسيارات "فولفو" و"ساب"، وحتى بطائرات حربية صناعة ساب SAAB تنافس الأميركية والروسية والفرنسية، بل أيضاً بـ "متلازمة ستوكهولم".

هذه المتلازمة هي مرض من يتعاطف مع العدو ويُعجب فيه غلاة الإسرائيليين يصفون من يؤيد منهم حقوق الفلسطينيين بأنه "محبّ للعرب" و"كاره نفسه"، ومن يكره الاحتلال بأنه "لاسامي" و"يعادي اليهود".. حتى أن رئيس دولتهم الجديد، رؤوبين ريفلين، قالوا له بعد خطابه في كفر قاسم: "اذهب إلى غزة" و"أنت خائن".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيــكــيــا أيــكــيــا



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday