كما تعول النساء، كما يضحك الجنود
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كما تعول النساء، كما يضحك الجنود

 فلسطين اليوم -

كما تعول النساء، كما يضحك الجنود

بقلم - حسن البطل

صدري هو الباب. وفريال لكمتني على صدري كما تلكم النساء الرجال .. هكذا نقرع أبواب الأصدقاء. 
لكمتني فريال زوجة صديقي طلال على صدري. كانت هذه اللّكمة الودّية أول العويل. أنا تصارخت مفتعلاً الألم؛ وصديقي الأثير تضاحك مفتعلاً المرح. سأقبله، بعد شهور قليلة قبلة الوداع. لن يفتح طلال عينيه الزرقاوين، ثم يفترّ ثغره عن ابتسامة تهكميّة، مثلما كنت أوقظه من قيلولة الصيف المتأخرة، لنذهب نحن الأربعة إلى سهرة الليل الطويل في الشام.
بعد شهور قليلة، ستدلف فريال باب مكتب «فلسطين الثورة» في بيروت. عيناها المذعورتان مثل سهام في عيني، تصرخ باسمي. أشيح بوجهي. سيبدأ العويل الأخير. طلال مات. فتح طلال رحمة باب الموت الأول لمحرري المجلة. سيأتي دور زوجة عدل وصفي (خالد العراقي) للعويل؛ ودور زوجة رشاد عبد الحافظ. سيصير الموت عادياً .. بالشظايا (طلال) بالرصاص .. (رشاد) .. وبالمسدسات مكتومة الصوت (خالد).كلا، بدأ عويل الأرامل قبل ١٣ نيسان ١٩٧٥ بنبوءة سوداء قاسية. بين مكاتب مجلة «الحوادث» في «عين الرمانة» وبين «المطاحن» على شارع الشيّاح (الذي سيغدو شهيراً) .. وقبل أن ندخل بيت طلال، استوقفني وقال: حملتُ بندقية في أيار ١٩٧٣. يعرف جيراني الكتائبيون هنا أنني مؤيد للفلسطينيين .. إذا «ولعت من جديد» لن تخبو النيران .. ولا حتى خلال عشر سنوات.
صرنا زملاء في المكتب، وصار طلال رحمة المحرر الأدبي لمجلة «الحوادث» محرراً للشؤون اللبنانية في الصحيفة المركزية لـ (م.ت.ف). أيام الشام ولياليها من حزيران ١٩٦٧ إلى أيلول ١٩٧٠ لن تتكرر في بيروت. هناك كنا نحلل الحرب الفاشلة ونحلم بالحرب الناجحة، وهنا بدأت الحرب تأخذنا إلى الموت .. خبط عشواء.
عندما لكمتني فريال على صدري، بقيت صورة طلال في جيب قميصي. صورة «باسبورت» مثلاً. كأنها نبوءة سوداء قلت: «ستصير بوستراً: الشهيد البطل طلال رحمة». وهكذا صار!
قال لي أحمد عبد الرحمن: «جيب طلال». ترك طلال عموده اللاذع «نقطة على الحرف» في «الحوادث» واسعة الانتشار وجاء إلينا. قبّلته في مستشفى الطوارئ - جامعة بيروت العربية لم يفتح عينيه. لم يقم من سرير النوم ليرتدي ملابسه الفاخرة.. ولنبدأ ليلنا الدمشقي الصاخب.
قال لي: «إذا ولعت..» ثم أخذني إلى بيت في «حي المراية». هناك سألتقي بعائلة كتائبية معتّقة ومهذبة. الأب مهندس. الأم مريضة بسرطان الدم. «أرزة الكتائب» وصورة أمين الجميل في غرفة الفتى فادي، كتائبي مهذب ومتحمس. ستنتهي الزيارة اللطيفة والنقاش المهذب بقولي للفتى فادي: «إذا ولّعت .. لن يعود لبنان الأخضر أخضر» .. وبعد أن «ولعت» سألتقي، في فترات الهدوء، الأم المريضة وبناتها الشابات. أسأل عن «فادي» فلا أحظى بجواب شافٍ. قال طلال: «لا تسأل! .. إنه في الخندق الآخر».قذيفة تنفجر على مقربة من طلال رحمة الذاهب إلى «تل الزعتر» لكتابة ريبورتاج عن حصار المخيم الأول. ستُخرج الشظية قلبه من صدره. سيحمله زميلنا هاني الزعبي الصاخب جداً لساعات قصيرة - الهادئ جداً لأيام وأسابيع. هكذا رأيت دم صديقي على ثياب صديقي. هكذا يبدأ عويل النساء.قبل ١٣ نيسان ١٩٧٥ كنتُ أذهب إلى «الحوادث» في عين الرمانة دون خوف، وفي الهدنات القصيرة صرت أذهب متوجساً بعد «حادث البوسطة». قال لي: هل تصدق زوجتي تشم رائحة غادة في ثيابي وتقرأ اسمها على وجهي.. وعندما فتحت فريال الباب سألت الزوجة: هل رأيت غادة؟ .. استنجد صديقي بي .. فأنجدته. هو تحدث إليّ عنها في الطريق وزوجته قرأت صفحة وجهه. ستضحك غادة السمان، بعد موت طلال، ضحكة الأنثى الفخورة لهذه الواقعة. سأكرهها.سيقرع فاروق باب بيتي في ليلة ماطرة. صار جندياً في جيش التحرير يرابط في موقع يسمع فيه دائماً: «هنا مات الصحافي».
سأسهر مع الجندي فاروق حتى الصباح. كان أحد أركان «شلّة الشام» بعد حزيران 1967. أقول له: ضربتني فريال هنا. يضع كفّ يده على قلبي بحنان.. يضحك كما يضحك الجنود في الحرب، وكما يضحك الأصدقاء القدامى .. في حرب لا تشبه الروايات في الكتب، لكن في حرب تصلح روايات في كتب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كما تعول النساء، كما يضحك الجنود كما تعول النساء، كما يضحك الجنود



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday