الأمير «دال»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الأمير «دال»

 فلسطين اليوم -

الأمير «دال»

بقلم حسن البطل

هناك من يشتغل كاتباً لأمير، أو حاجباً من حجابه، غير أن الله مَنَّ عليّ - وأنا العبد الفقير صاحب القلم النحرير - أن يعمل لديّ أمير من أمراء جبال الشوف، معقل التوحيديين، أي: إخواننا الدروز.

أمير درزي صغير، ليس فيه من علائم الإمارة .. إلاّ هذه الطريقة الصقرية المميزّة في تحريك رأسه، كأن رقبته تدور على ترس، فيدير لك رأسه دوران عقارب الثواني في ساعة "أوميغا سي ماستر" الذهبية، سيّدة الساعات قبل عصر "الكوارتز". باختصار : يتوقف رأسه برهة في دورانه.

فيما بعد، لاحظت أن أفلام الخيال العلمي، جعلت البشر الآليين بشراً حقيقيين تقريباً .. إلاّ من شحوب غامض على محيّاهم، وحركة الرقبة البطيئة هذه .. والعجز عن ممارسة الحبّ.

كيف لي أن أسخر من أمير ابن أمير، فبالأقل أنه يدير رقبته كما يفعل "الصقر الأصلع" الذي كاد ينقرض. أمير - صقر؟ هذا مديح يرضي كبرياء الأمراء؟!

ثم كيف لفلسطيني أن يهزأ بأمير من حلفائنا الدروز، وزميل متدرب على مهنة التحرير. لا أدري لماذا لم يستثمر الأمير دريد عراقة محتده، فيصير قائداً صغيراً (مطاعاً كأمير) في ميليشيا الحزب التقدمي الاشتراكي (شعاره القلم والمعول متعانقين)، فالدروز اللبنانيون كانوا أوفى حلفاء الفلسطينيين، وأوفاهم كان "الحزب الجنبلاطي" في الطائفة الدرزية.. لا "الأرسلاني".

أمير درزي، صغير كأنه ابن أختي الكبيرة، جاءنا إلى جريدة "فلسطين الثورة " اليومية ليتدرّب على التحرير، لأن في رأسه موالاً ثورياً لم يستمعوا إليه في الحزب الشيوعي اللبناني العريق، ولا في "منظمة العمل الشيوعي" القومية - الراديكالية .. فذهب إلى "رابطة الشغيلة " التي كان يترأسها التروتسكي القبضاي - الأزعر نائب البرلمان زاهر الخطيب، ثم وجد نفسه على أقصى يسارها، فهو أمير التطرّف طرّاً.

أميرنا يضرب بقلمه كأنه سيف والورقة ترس، أو عبد من عبيده يجب أن يجزّ عنقه لسبب معصية ما اقترفها، أو جارية تمنعت عليه! وأميرنا دريد إذا سألته عن ركاكة خبره المطبوخ في "الأتون" الثوري، يدير لك عنقه كأنه صقر أصلع هبط من جبل صنين ووجد عشّاً له غير مريح في مكاتبنا المتواضعة.

كنا نناديه "دريد" حاف، فكان رأسه يدور ببطء مثير للأعصاب. فصرنا نناديه "أمير دريد" فلانت عظام رقبته بعض الشيء. وأخيراً: يا أمير (لا أدري لماذا لم نفطن ونناديه : يا أمير بلدة بَعْقَلينْ، ربما لانت حركة رقبته كما في ممثلي فيلم "درب النجوم" الشهير).
ومع أن بين دروز لبنان وموارنته ما صنع الحدّاد الأول والأخير، غير أنّ أحلى "القفشات" هي تلك التي كانت تتطاير من حواره مع المخرج الفني "إميل" (وهو ماروني أصلي حتى أن والده الأب طانيوس منعم، يلقب بـ "الخوري الأحمر").

جاءنا الأمير دريد، في "عز دين" الحرب الأهلية اللبنانية، وكاد يفارقنا في أول الورطة السوفياتية في افغانستان، فقد كان له "موقف صنديدي" ضد ذلك التدخل .. وما كنا نستطيع نشر أي "موال" من مواويله، وحتى لا يزعل السفير "الرفيق سولداتوف" فيزعل حلفاء موسكو المتحالفون معنا!

صحيح، أنه كان أميراً بالوراثة؛ وكان أميراً مفلسّاً، ويقيم في "بيت عز" غابر. صحيح، أنه كان أفشل محرّر عمل لدينا (أو عمل لديّ) غير أنه كانت للأمير دريد نبوءات شفهية، كنا نسخر منها ومنه. ومن نبوءاته أن السوفيات دفنوا الاشتراكية في "ممر خيبر" الأفغاني. ذات مرة - يقول أصدقاؤه الخلّص - استهلك مائة ورقة ليملأ ورقة ناريّة واحدة ضد ذلك التدخل .. ثم مزّقها بعد أن سخروا منه.

لو التقيت "الأمير دريد" مصادفة .. لربما التفت إليّ كأن رقبته زوّدت، أخيراً، جداً، ببطارية كوارتز، ولقال : ألا زلتم تقولون أن الانهيار بدأ في برلين؟ أما قلت لكم أنه بدأ في أفغانستان؟
يا دريد. يا أمير. يا أمير الفشل في التحرير. يا أمير بعقلين: هناك مسافة دقيقة بين اللسان الحصيف، والعقل السديد..والقلم الرهيف. تستطيع أن تحلّها لأنك "توحيدي".. لكن لا تستطيع إملاء الحل على سكرتير تحرير أية صحيفة.

يا أمير دريد، يا أغرب من عرفت من الأمراء ..ومن المحررين الصحافيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمير «دال» الأمير «دال»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday