طبريا، «نحن من ماء»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

طبريا، «نحن من ماء» !

 فلسطين اليوم -

طبريا، «نحن من ماء»

بقلم : حسن البطل

 بحرٌ ميّت يصبّ فيه نهرٌ يموت. لنذهب، إذاً، من مصبّ النّهر إلى صبيب النّهر في «رأس النبع». تقول غادة السمّان في رواية لها «لا بحر في بيروت». يوجد بحرٌ أبيض ـ أزرق في بيروت وغزّة، وهذه الضفّة من فلسطين «جزيرة بريّة» جدّاً. لا نهر ولا نُهَيْر، لا بحر ولا بُحيرة.

للبحر الميّت نعت بُحيرة لوط، ولبحيرة الحولة أن تُسمّى «بحر الجليل»، وقد سملوا عين بحيرة الحولة، وبقيت «بيضة الثور» هذه ذات «الإحليل» الطويل الذي يصبّ في بحر ميّت أشبه بـ «فرج مشروم» لعجوزٍ شمطاء.

«نحن من ماء» قال النبي وصاحبه مراوغاً سؤال أعرابي زمن التخفّي والدعوة. قال الأعرابي «لا أفصح حتى تفصحا». قال النبي «لا نفصح حتى تفصح»، ثم قال للأعرابي «نحن من ماء»، فقال الأعرابي: «إذن أنتما من عراق».

لعلّ النبي كان يقصد أن البشر أجمعين أبناء ماء «نطفة، فعلقة، فمضغة».. ونحن ذهبنا إلى صبيب النُهَيْر، الحاصباني، في نهر يصبّ ببحيرة طبريا (بحر الجليل). الفلسطينيون، أيضاً، من ماء.

ليتها رحلة عائلات موظّفي «الأيّام» إلى الماء، لكنها «زيارة حامضة» إلى ما كان البلاد ويبقى البلاد.. فأي بلاد أضاعوا، لنصير في «جزيرة بريّة». لا نهر البلاد نهرنا المتاح، ولا شرفتنا على بحيرة لوط متاحة لنا يومي العطلة الجمعة والسبت، ولا بحر الجليل متاح دون إذن تصريح. طلبنا خمسين تصريحاً فأعطونا خمسة وثلاثين، وملأنا شواغر الباص بالزوجات والأولاد. رحلة عائلية، أو زيارة سحابة ساعات من النهار.

ثقالاً ذهب أرباب العائلات، وخفيفاً ذهبت معهم. الهُويّة واجبة، والكاميرا الرقمية بديل حقيبة الكتف القماشية. قبل البحيرة من طريق وبعد البحيرة من طريق، طرحت على الزملاء سؤالاً: ها نحن نسير 30 كيلومتراً في إسرائيل والأرض الطيبة شاغرة من الناس.. فكيف لا نسير أكثر من 10 كيلومترات في هذه «الضفة البريّة» دون أن تصطدم بمستوطنة أو بؤرة فوق التلال؟

حقّاً، نُزاحمهم» في المثلّث والجليل والنّقب، و»يُزاحموننا» في هذه «الجزيرة البريّة»، ربّما لأنّ تلالها تُغويهم كما يغوينا البحر والبحيرة والنّهر.
المدينة أعطت اسمها للبحيرة، التي نسيت اسمها «بحر الجليل»، والمدينة قلبت ظهر المِجَنّ لعرب البلاد الذين تركوا فيها حجارة بازلتية سوداء، على قلعة منها هذه العبارة: «بناها أمير بدوي يُدعى ظاهر العمر».. أو لوحة عن طوفان ما بعد طوفان نوح. في العام 1935 أغرق مطر مدرار مدينة طبريا، وأهلك أرواح العشرات، واعتبرها المندوب البريطاني «مدينة منكوبة».

من يسبح ومن لا يُجيد العوم امتطى ظهر زوارق مطاطية بمجاديف، غير عابئ بتعليمات الأمان (لباس سباحة ونظّارات.. وإياك أن تمسك بأغصان الأشجار فيتركك النّهر السريع خارج القارب).

من يسبح ومن لا يُجيد العوم امتطى ظهر العبّارة في جولة على سطح ماء البحيرة (البحر الميت يموت بسرعة، ونهر الأردن يجفّ أسرع، وبحيرة طبريا تكشّ شواطئها).

أهي مُصادفة؟ لا عرب في المدينة، وشواطئ البحيرة تعجّ بالعرب الذين يَحُجّون إلى كعبة البحيرة والنّهر الذي يُعانق نهراً (حاصبيا يرفد الأردن بغزارة أكبر مما يرفد الأردن بحيرة لوط). يمكنك أن تغرف الماء الزلال بكفّ يدك وتروي كما لا ترتوي من الحنفية وزجاجة الماء المعدنية.

الوقت سيف كما يقال، وسيف الوقت قطعنا ومنعنا عن صعود تلال أرض الجولان، أرض التفّاح والأبقار. الأولاد يُريدون «اللعبطة» في الماء، وأنا كنت

أريد تفّاحة جولانية لي وأخرى لصديقي في رام اللّه. تفّاحة لـ «الطعم» القديم ، لا تفاحة «مشمّعة» قاسية القشرة!

رحلة تذكّر برحلة يوم كنّا نزور الجولان، أيّام المدرسة، قادمين من دمشق، ورحلة كنا ننوي بها زيارة الجولان من فلسطين (قلت فلسطين) لماذا نسافر ثلاثين كيلومتراً في أرض خلاء بإسرائيل، ونسافر عشرة كيلومترات في ضفة ملأى بالمستوطنات؟ ضفة تجمع ماء السماء لإسرائيل التي تسقينا من بعض مائنا!

الماء والخضراء.. والصبايا الفلسطينيات يدبكن على متن العبّارة الحديدية «الليدو»، وهذه البلاد تستحق وصفها «قارة صغيرة» هي أكبر بلاد الساحل السوري تنوّعاً جغرافياً.

كثير من الصور للذكرى، وطبق من السمك النهري في المطعم العربي للنسيان. نحن واليهود من ماء، لكن الجدار يفصل بلادنا ــ بلاد الماء عن بلادنا ــ جزيرة بريّة.

المصدر : جريدة الأيام
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبريا، «نحن من ماء» طبريا، «نحن من ماء»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday