شجرة البطم العنيدة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

شجرة البطم العنيدة

 فلسطين اليوم -

شجرة البطم العنيدة

بقلم : حسن البطل

هي الشجرة القوية تجلس على الرصيف، كما يجلس البشري المتعب. مقعدته على الحافة، وكوعاه على ركبتيه، وفي إحدى يديه سيجارة مثلاً، وكوب قهوة مثلاً. قل هذا عامل نظافة يستريح وأمامه عربته الملأى.
هي شجرة بطم معمّرة، على قارعة شارعين. معمّرة حقاً، فقد زُرعت على حافة الرصيف قبل شق الشارع وبناء رصيف، ومن ثم زُرعت باقي الأشجار غير العنيدة تفسح مجالاً بين الحافة والرصيف.
منذ قرابة ثلاث سنوات، تدور حرب موت وحياة بين عمال البلدية وشجرة البطم العنيدة هذه.
في مرّة نشروا جذعها، فأطلقت جذورها العميقة فيضاً من الأغصان المتشابكة، مشكّلة دغلاً أخضر طغى على الرصيف، وامتدّ بعض طغيانه إلى الشارع.
في مرّة لاحقة، اجتثّوا أغصانها الفوضوية، وصلموا جذعها المقطوع مرة ثانية إلى مستوى الشارع، فصرخت قوة اليخضور في شروشها القوية فيضاً أكبر عشوائية وغزارة من الأفنان اليانعة الخضرة.
في مرة ثالثة، قلت إن حرب العناد بين الشجرة وعمال البلدية قد حُسمت، بعدما سقوها سُمّاً زعافاً من النفط والنار. فوجئت أنها أطلقت، بعد أسابيع، بداية موجة ثالثة من العروق الخضراء.
ماذا سيفعل هذا البشري في المرّة الرابعة؟ هل سيهدم الرصيف وجانباً من الشارع، ويجتث شروش الشجرة، أم سيتركها في حالها تنمو أجمة خضراء تسد الرصيف بأسره وجانباً من الشارع؟
لو كانت شجرة البطم العنيدة والعريقة في عرصة دار قديمة مرشحة للهدم لبناء عمارة، لكان ممكناً أن تذهب شروشها العميقة ضحية أسنان الجرافة وهي تمهّد أساساً للمبنى.
حصل مثل هذا الاجتثاث الأخير لشجيرات من الخروب في قطعة أرض صارت معدّة لبناء عمارة عالية بين عمارتين.
مصرع شجرة الخرُّوب، التي كانت بين عمارة وفسحة لعمارة أخرى، لم يكن بلا مفاجأة قتل أُخرى. كانت الشجرة موطناً لأفعى من نوع «العربيد ـ الحنش» قاتلت أسنان الجرافة حتى هلاكها!
أحكي لكم قصة حقيقية عن شجرة في تقاطع شارعين في رام الله ـ التحتا، قبالة مدرسة عزيز شاهين الثانوية للبنات ( شارع الشقرة وشارع دار جَغَب).
شجر، بشر، حجر؟ هل هذا جانب آخر من «عبقرية» لغة الضاد، أم مجرد مصادفة. إذا احتاج البشري إلى قتل شجرة بطم أو خرُّوب مثلاً، لبناء عمارة قد ينتصر، لكن إن احتاج لقتل شجرة على حافة الرصيف، مثل شجرة البطم العنيدة هذه أعيته الوسائل.
يا جماعة، قولوا لموسى حديد، رئيس البلدية، أن يعفّ عُمّاله عن مواصلة حرب إبادة، حرب حياة ـ موت مع هذه الشجرة العنيدة!
يقولون إن الشعب الفلسطيني له جذور «النعنع»، أو يقولون إن له جذور الصبّار، أو تقول شجرة البطم هذه إن شروشها الضاربة في عمق التربة هي كجذور هذا الشعب في عمق ترابه الوطني.
***
مع سلوك عُمّال البلدية إزاء شجرة عنيدة أكثر من «تيس الجبل»، فإن عُمّالها يستحقون الشكر على تشجير أرصفة الشوارع، في «حرب» مع شبيبة عابثة دأبها هو قطع جذوع الشجيرات، فتنمو جذورها أو لا تنمو.
في غير الشوارع الرئيسية في المدينة، صارت البلدية تشتل في حوض الأشجار نباتات مثل الزنبق أو غيره، وصار الناس، في غير شوارع رئيسية يزرعون شجيرات أو نباتات معمّرة في قوّارات جميلة، أو حتى في براميل حديدية، أي أن تقاليد قوّارات شرفات المنازل الملأى بالأخضر صارت تقاليد أرصفة على قارعات الطرق.. سُرَّ من يرى!
***
مادام الحديث عن حماية ممكنة لما تبقّى من أبنية قديمة أمام زحف العمران الطولاني، فقد لاحظت مبنى قديما وجميلا، حجارته وردية مصقولة يدوياً، في زمن المباني من حجارة الطوبزي السميكة والنافرة، أمام ما كان متنزه بلدية رام الله.
صار المبنى مقرّاً لشرطة رام الله، وضاق عن استيعاب عملها، فبنوا طابقاً بشعاً يعلو المبنى الجميل.. ثم انتقلت قيادة الشرطة إلى مبنى آخر جديد وكبير. اهدموا البشع الطارئ والمضاف!
البشر يموتون، وقد تموت البيوت بعد موت أصحابها وأجيال أجيالهم، إذا لم تسعفها يد الرحمة بإعادة إحيائها مع تحديث معين لوظيفتها الجديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجرة البطم العنيدة شجرة البطم العنيدة



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday