انهيار عقيدة عروبة التخوم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

انهيار عقيدة عروبة التخوم

 فلسطين اليوم -

انهيار عقيدة عروبة التخوم

بقلم : حسن البطل

اعتبر استراتيجيو الحروب الكلاسيكية (بين الجيوش) أن الحرب العراقية ـ الإيرانية هي الأقسى منذ الحرب العالمية الثانية.إن حرباً استمرت ثماني سنوات، وأوقعت مليون قتيل كانت، في نظر معظم العرب، حرباً قومية عربية ـ فارسية، أي وفق عقيدة «عروبة التخوم»، وفي نظر معظم الغرب كانت حرباً عربية ـ إسلامية.لم يؤازر عرب عربستان ـ خوزستان الجيوش العراقية؛ كما لم يؤازر الشيعة العرب في إيران جيوش «الثورة الإسلامية الإيرانية»، وفي محصّلة ونتيجة هذه الحرب الضروس بقي «شط العرب» هو الحدود الفاصلة بين إيران والعراق... لكن، بعد انكسار العراق، وتحرير الكويت، حصل تمرد شيعي جنوب العراق أمكن لحكومة بغداد قمعه بقسوة.

استمر حكم العروبة السنية العراقية بعده، إلى أن أنهى احتلال بغداد 2003 سيطرتها، وانهار شعار البعث العراقي عن «الشعب العراقي بعربه وأكراده وأقلياته القومية المتآخية»، أي انهار التخم العراقي في عقيدة «التخوم».بعد ذلك بعقد تقريباً، بدأ «الربيع العربي» في سورية، وأدى إلى انهيار الدولة و»التخم» السوري من هذه العقيدة.بدلاً من عرب وفرس إيرانيين؛ وعرب وطورانيين أتراك، صار الحديث عن حروب مذهبية وعرقية وقومية دخلت عامها الثامن، ولا تبدو نهايتها قريبة، مع تدخل إقليمي ودولي.الامبراطورية العربية ـ الإسلامية، التي عاشت قرنين ذهبيين، بعد الانتصار على امبراطوريتين في بلاد فارس وبلاد الأناضول، كشّت إلى رسم العروبة حسب حدود اللغة العربية .الإسلام العربي لم ينتشر بحدّ السيف فقط، بل بالدعوة والتجارة حتى مشارف الصين شرقاً وأفريقيا جنوباً، وروسيا شمالاً. يقال إنها حضارة عربية ـ إسلامية، نهلت من الحضارة الإغريقية، وحضارات ما قبل الإسلام في بلاد الشام والعراق، لكن ربما الأصح أن يقال إنها حضارة عربية ـ فارسية أساسا.العرب أعطوا دينهم لبلاد فارس، وأخذوا عنها حضارتها في الإدارة والعمارة والعلوم والثقافة.. وأيضاً في تقعيد اللغة العربية، وفي الشعر العربي، وتنقيط حروفها.. إلخ.ليس دقيقاً أن الامبراطورية العربية ـ الإسلامية، تقتصر على حقبتيها الأموية والعباسية، أو فرعهما الأندلسي.بعد معركة القادسية، وسقوط الدولة الساسانية، وسيطرة العرب على بلاد فارس، استمرت حركات التمرد على الحكم العربي في بلاد فارس طيلة القرون الإسلامية الأولى، وخلال حكم الخلفاء الراشدين، ثم الأمويين والعباسيين.المانوية والزرادشتية، وما لا يحصى من الحركات الدينية والمجوسية كانت جزءاً من حركات التمرد على الفتح الإسلامي، وسيطرة العرب على بلاد فارس.يعتقد بعض عامة العرب المسلمين السنّة منهم بشكل خاص، أن المذهب الشيعي ـ الإسلامي موطنه بلاد فارس، والحقيقة أن موطنه كان في بلاد الشام، وبخاصة العراق، حيث العتبات المقدسة للشيعة أولاً، وللسنة أيضاً، ومن ثم انتقل التشيّع إلى بلاد فارس، هرباً من الدولة الأيوبية السنّية، التي أسسها صلاح الدين الأيوبي وأولاده، الذي أنهى حكم الفاطميين الشيعة في مصر، ولم ينه الثقافة الشيعية و»موسم الحسين».يمكن القول، إجمالاً، أن الفرس الإيرانيين الحاليين الشيعة في غالبيتهم، ردوا «الزيارة» على العرب السنّة؛ وأن الأتراك ردوا على الفتح العربي بالامبراطورية العثمانية الإسلامية السنّية.مع انهيار عقيدة التخوم العربية، وخاصة الانهيارين العراقي والسوري، صارت إيران تتدخل عميقاً في العراق، وبشكل أقل في سورية ولبنان واليمن، مع أن فرق المذهب الشيعي أكثر تعدداً وتفرعاً من المذاهب الإسلامية السنّية الأربعة، لكنها تبدو وقد انضوت تحت راية الشيعة الإيرانية حالياً.يبدو حزب الله بالذات ذراعاً شيعية إيرانية، وكان ذراعاً إسلامية شيعية عربية، لما كان قائده هو الراحل محمد حسين فضل الله، وشيعة «جبل عامل»، وأخيراً أشاد نصر الله بالعروبة وجمال عبد الناصر، لتدعيم زعامته للشيعة المقاتلة والمعادية لإسرائيل، وميل بعض الدول العربية السنّية الى التحالف مع أميركا وإسرائيل ضد التمدد الشيعي الإيراني.لا يمكن فهم إيران الحالية، دون فهم الحركات الدينية فيها خلال القرون الإسلامية الأولى، وهو موضوع دراسة غنية بشكل أطروحة دكتوراه قدمها البروفيسور غلام حسين صدّيقي (1905ـ1991) إلى جامعة السوربون بالفرنسية 1938، وترجمت إلى الفارسية، وأخيراً العربية، وصدرت عن «المركز الأكاديمي للأبحاث» ـ بيروت 2013.لتركيا نموذجها في الديمقراطية الإسلامية السنّية، ولإيران نموذجها في الديمقراطية الإسلامية الشيعية، وللدول العربية السنّية نماذجها في الاستبداد العربي.. ولإسرائيل نموذجها في الديمقراطية اليهودية... هذا هو جانب من جوانب انهيار عقيدة التخوم العربية.

نقلًا عن جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انهيار عقيدة عروبة التخوم انهيار عقيدة عروبة التخوم



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday