90 دقيقة في «نفق أبيض»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

90 دقيقة في «نفق أبيض» !

 فلسطين اليوم -

90 دقيقة في «نفق أبيض»

بقلم : حسن البطل

أغفو على جنبي الأيمن، فأصحو على جنبي الأيسر. هذا يعني أنني في سباتي أتقلّب من جنب إلى آخر. لآخرين عادات نوم أخرى في الغفو والرقاد. يقولون: نم على الجنب الذي يريحك!

حسناً. «وجعلنا الليل سباتاً وجعلنا النهار معاشاً» ولا شيء عن قيلولة النهار، فأنا لا أقيل لا صيفاً ولا شتاءً، فإن أخذتني «سِنة من النوم» وأنا مستلقٍ على ظهري، رأيت كابوساً!

حصل معي أن استلقيت على ظهري في ما يشبه «نفقاً أبيض، طيلة ساعة ونصف الساعة، دون أن أغفو و»أكوبس» وكانت هذه أطول فترة وأقساها أمضيتها في جهاز التصوير الطبقي الحديث جداً في المستشفى الاستشاري. لماذا؟

خلال فحص بالتصوير التلفازي، رأى طبيبي د. محمد البطراوي شيئاً بدا له غريباً، وهو النطاسي، بين شطري قلبي. لماذا هذه العضلة المستقيمة عادة «منبعجة» قليلاً؟

كل خمس سنوات أخضع لفحص في هذا النفق، وفي مرّة سبقت جرت في جهاز مستشفى رام الله الحكومي، كانت النتيجة: عضلة القلب قوية، وكذا شرايين القلب.. ولكن؟ لماذا تدخن؟ حولني طبيبي إلى هذا «الاستشاري» حيث تزود بجهاز حديث، ويشرف اختصاصي نمساوي للأشعة على تدريب الفنيين الفلسطينيين عليه.

ماذا حصل؟ بدلاً من ثلثي الساعة المقدرة في «النفق» حسب مدير الأشعة في «الاستشاري»، مكثت ساعة ونصف الساعة مثل «حيوان تجارب» لتعليم من سيدير الجهاز، بعد أسبوع من رحيل الخبير، أو كما قال صديقي نكتة عن «حمير النوَر». تذكرت غير نكتة تقول: «نتعلم الحجامة في رؤوس اليتامى»! مجبور ولست متطوعاً!

لما حان دوري، ذهبت لتفريغ مثانتي قبلاً، ففي عمري هذا تغدو المثانة مثل بالون «منفّس» لا هواء فيه!

تستلقي على ظهرك كالحي ـ الميت بلا حراك أو «نحنحة» وهي مسموح بها لمن يؤدي صلواته، ودون سعلة واحدة أو عطاس من رئتي مدخن مزمن ـ مدمن.. ولكن بلا شراهة في معاقرة السيكارة اللعينة.

ظلام إن أغمضت عيني، وسماء من غيوم بيضاء رقيقة إن فتحتها، فتذكرت قولاً قلته وكتبته عن الموت،: «في آخر البياض فتحتُ عينيّ رأيتُ عظامي».. ولكنهم خلف الجهاز الحديث وإدارة الخبير كانوا يرون عمل قلبي!

فيما سبق من تجربتي مع هذا «النفق» أن تشعر برجرجة واحدة أو اثنتين، وهذه المرة شعرت بأربع رجرجات، ربما لأن الخبير يشرح للمتدربين ظاهرة قلبية غير معتادة!

إذا نجا المرء من خطر موت وشيك على الحياة يقولون له: يسلم رأسك، فإذا اشتكى من قلبه من همّ أو علّة قالوا له: «سلامة قلبك».. من ثم قالها د. محمد البطراوي: لا شيء يُقلق البتّة، ولا حاجة بك لمراجعتي، وقبله قال الخبير النمساوي لصديقي: ضربات قلب صاحبك قوية ومنتظمة!

كلما اشتريت شهرياً دواء لضبط ضغط الدم من صيدليتي المعتادة «قريطم»، أجريت قياساً للضغط، والنتيجة عادية عادة، سوى مرات قليلة من «النرفزة»!

كانت هذه ثالث مرة يدخلونني فيها إلى هذا النفق الأبيض، لكن كل ستة شهور أجري «شيك ـ أب» مدفوع الأجر، لأنني تعديت سن السبعين، فخرجت من تأمين جريدة «الأيام» إلى تأمين الحكومة، وكل صباح أبدل موضع خاتم في إحدى أصابع يدي حتى لا أنسى ميقات حبة الضغط اللعينة هذه.

هل ترفع الكتابة الصحافية ضغط الدم؟ في المسألة قولان؛ بين كتابة سياسية مشحونة وأخرى «إبداعية» رايقة، وصار لي قرابة نصف قرن أنوس بين كتابة سياسية وأخرى «إبداعية».
عندما يحين أجل لفحص آخر في هذا النفق، بعد خمس سنوات، فسأقول: لا.. لن أدخل النفق مرة رابعة.. وليكن ما يكون.. 77 سنة تكفيني!

البعض مصاب برهاب «فوبيا» المرتفعات، والآخر برهاب الأماكن المغلقة، وثمة رهاب الأماكن الشاسعة. وأنا مصاب برهاب المرتفعات، حيث «تتنمّل» ساقاي إن أطللت من شاهق على أسفل، فلا آخذ مقعد النافذة في الطيارة، ولعلّني سأصاب برهاب الأماكن المغلقة، بعد أن أمضيت تسعين دقيقة في هذا النفق الأبيض اللعين!

ميقات الشمس
تتعامد أشعة الشمس مرتين سنوياً (22 تشرين الأول، و22 شباط) على تمثال الفرعون رمسيس. هذا هو الميقات من آلاف السنوات.. لكن، هذه السنة تفتّحت أزهار الكرز في اليابان قبل موعدها «المقدس» بتسعة أيام.. وهذا ميقات منذر لاحترار جو الأرض، بعد صقيع استثنائي شتوي!

ليش؟
أمام مقهى «ركب» لوحة تذكارية تقول: في فترة رئاسة سلام فياض للحكومة تمّ تحديث البنية التحتية والفوقية لمركز مدينة رام الله.
سؤالي: لماذا كانوا يلصقون الإعلانات على اللوحة، لكن صار سؤالي: لماذا رفعوا اللوحة أخيراً.. عيب!

حصل أن..؟
في أحد أعمدتي كان العنوان: «قالت مريم لولدها: «أمّك أم» مريم المرحومة أمّي.. وأنا آخر أولادها وأبي.. وآخر الأحياء بين إخوتي الثمانية!

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

90 دقيقة في «نفق أبيض» 90 دقيقة في «نفق أبيض»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday