الأخــوان والــعــربــة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الأخــوان والــعــربــة

 فلسطين اليوم -

الأخــوان والــعــربــة

بقلم :حسن البطل

شائخان تقريباً، شايبان تماماً، يقفان على الزاوية ذاتها دائماً من أربعين حولاً. صُعداً من رام الله التحتا يدفعان عربتهما المقنطرة دائماً بالفول وعرانيس الذرة والترمس، وفي بواكير الربيع لوز أخضر، وهذا «الجرنك» بحباته الخضراء الصغيرة الحامضة.
هما سابا ووليام عزّ من علامات شارع ركب (الرئيس) مقابل مقهى ركب، وعلى زاوية متجر ملابس عرائس هليو بولس.

ما أن يصلا، بعد جهد الصعود ومشقته من طلعة رام الله التحتا إلى قرنتهما في الشارع المنبسط المستقيم، حتى يفتحا مظلة فوق العربة، صيفاً اتقاءَ أشعة الشمس، وشتاءً اتقاءَ حبات وزخّات المطر، يخرجانها مع كرسيين بلاستيكيين من مخبأ في مدخل عمارة مجاورة، ثم يشعلا بابور الكاز تحت نصيتين طافحتين من الفول وعرانيس الذرة!
لهما ذات الشاربين الأشيبين، وشعر الرأس الأبيض. خيّل إليّ أنهما شقيقان توأمان، لكن «أبو إلياس» صاحب مقهى رام الله الذي يروي في مسلسلات تلفازية تاريخ رام الله، قال لي إنهما أخوان لا توأمان.

من شبَّ على شيء شابَ عليه، والتحق ويليام بالصنعة العام 1979 بعد عامين من شقيقه سابا في العام 1977، وهما ورثا صنعة والدهما الراحل التي بدأها في العام 1954، كما يتابع الأخوان الشابّان جورج وشادي مهنة والدهما الراحل في محل عصير وساندويشات «الصوصو» في شارع فرعي آخر.

روت لي الزميلة رنا عناني جانباً من ذكريات طفولتها: فيلم عربي في سينما دنيا، ثم بوظة «ركب» الذي تأسس 1944، وربما شيئا من عربة الأخوين سابا ووليام عزّ!
هدموا السينما وأشادوا عمارة تجارية مكانها، لكن بوظة «ركب» بقي في مكانه القديم، كما بقي المبنى الحجري الأقدم للأخوين (ربما) داوود وحنا إبراهيم صلاح في مكانه منذ العام 1927، ولعلّه عميد مباني «شارع ركب»، متعدد الطبقات، مع ذلك المبنى «الأثري» المطل على دوار المنارة بطبقته الواحدة، والذي يشغله حالياً فرع من «بنك فلسطين» لأيام معدودات أو أسابيع، غاب الأخوان وعربتهما عن ركنهما المزمن. قيل إن البلدية فرضت عليهما «ضريبة دخل» لإشغالهما شيئاً من رصيف الزاوية.. ثم عادا إليها. هل تراجعت البلدية عن جورها، أم هاودت في مبلغ الضريبة.. لا أدري!

يبقى شارع ركب (الرئيس) أقدم شوارع المدينة التجارية، وأكثفها في حركة المشاة، لأنه شارع مستقيم «للمشورة» في مدينة شوارعها كثيرة الطلعات والنزلات.

لما كان شارع الإرسال ـ شارع الإذاعة، يدعونه شارع العشاق المشجر، إلى أن صار شارع المراكز والمجمعات التجارية ينمو، كما المدينة «على عجل» وبأسرع من تحوّل شارع ركب في مبانيه القديمة الواطئة من طبقتين: دكان مسكن، إلى عمارات وظيفية ـ تجارية.

مع ذلك، بقي المبنى القديم، من طبقة واحدة الذي تشغله صيدلية طوباسي وجيرانها، كما بقي مبنى «بنك فلسطين» محمياً وكذا المبنى العميد لمباني الشارع للأخوين إبراهيم صلاح كما هو، لكن مرآبه الذي كان محطة باصات للقدس لم يعد كذلك يوصلك للقدس.
في زحمة التطور السريع للمدينة (وشقيقتيها البيرة وبيتونيا) فظنت البلدية لخلوّ مركزها من أشجار الرصيف، وحاجتها إلى تحديث وتقوية البنية التحتية والفوقية (إنارة حديثة وأرصفة موحّدة) كما حاجتها إلى مجمعات خاصة متعددة الطبقات لوقوف السيارات.

لكن تلك القرنة، وتلك العربة، والأخوان سابا وويليام عزّ بقوا علامة أخيرة من علامات شارع ركب، وعلى تعدد عربات بيع حبّات الذرة المفروطة المعبّأة في علب معدنية ضخمة، بقي معظم الناس يفضلون عرانيس الذرة المسلوقة من عربة أخوين هما من علامات الشارع، الذي هو من علامات المدينة.

الأب أورث الصنعة لولديه الشائخين الأشيبين الآن، اللذين ما زالا يستطيعان دفع العربة المقنطرة صُعداً من رام الله التحتا إلى زاويتهما الأبدية. لا يبدو لي أنهما سيورثان الصنعة والعربة إلى أولادهما من بعدهما.

السيسي!
نوعاً ما، صُدمت كغيري لأن انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة ثانية، كان أقرب إلى استفتاء منه إلى انتخاب تنافسي، على العكس من انتخابه الأوّل للرئاسة، كما التنافس الجدي في انتخابات الرئيس الإسلامي محمد مرسي، الذي فاز بأغلبية بسيطة، وبتزكية قيادة الجيش!
صدقاً، لم أتوقع أن يفوز الرئيس السيسي في الاقتراع ـ الاستفتاء بغالبية 97% مع كسور عشرية، بعد حملة تعبئة لصالحه.. لكن مع ذلك كانت نسبة المقترعين الفعليين لا تتعدّى الـ40% مع كسور عشرية.

هل حقق الرئيس لبلاده واستقرارها منجزات في أربع سنوات تزيد على منجزات أربعين سنة، كما قال بعض المقترعين لصالحه. هذا سؤال معلّق؟
قبل الاقتراع، طالعت عددين من صحيفة «الأهالي» الناصرية، لمؤسسها الراحل خالد محي الدين، وخلفه في رئاسة حزب «التجمع الوحدوي التقدمي»، الراحل رفعت السعيد (التقيته في قبرص)، فوجدت هذا الحزب الناصري داعماً ومنحازاً لمرشح رابع للجيش منذ ثورة يوليو 1952!
قالها السيسي بصراحة: على الديمقراطية في مصر أن تنتظر انتخابات العام 2022، بعد «خضة» دعم قيادة الجيش لانتخاب رئيس مدني ـ إسلامي.
هل يكون السيسي آخر رئيس عسكري لمصر؟ سننتظر لنرى نهاية الرئاسة الثانية للرئيس السيسي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأخــوان والــعــربــة الأخــوان والــعــربــة



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday