كا كافكوية تركية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

"كا" كافكوية تركية!

 فلسطين اليوم -

كا كافكوية تركية

حسن البطل

حاولت، بالأمس، ما يشبه "فضاء" رواية التركي اورهان باموك* (نوبل - آداب 2006) ومقاربة السؤال المزمن: هل حلقت لجنة حكماء نوبل - آداب في مدار محاباة المبدعين "المنشقين"، أم كافأت مبدعاً - بارعاً.. مبدعاً في رواية ملحمية؛ وبارعاً في البناء الروائي الحديث؟
لعل باموك يلخص نفسه وروايته معاً في أحد الاقتباسات الاستهلالية للرواية، التي تنوب عن عادة "الاهداء" الكلاسيكية. اقتبس باموك من ثلاثة مفكرين. لعل اقتباسه من مؤلف جوزيف كونراد المعنون "تحت عيون الغرب" يلخص الروائي ويضع شراعاً وبوصلة للرواية. يقول الاقتباس: "لقد غدا الغربي الذي في داخلي قلقا".
كان كونراد موضوع كتاب رئيسي للمفكر ادوارد سعيد، وهو قلق كما نعلم بين عقله الغربي وقلبه الشرقي.. وكذا السيد اورهان باموك، وكذا روايته كلها، التي قد نلخصها بإبدال اقتباسه من كونراد الى النحو التالي: "لقد غدا العلماني التركي الذي في داخلي قلقاً".
من القلق الفكري يأتي الألق الابداعي الروائي.. ومن موقف حداثوي في الفكر والحياة تأتي البراعة في بناء الابداع الروائي، بدءاً من اسم الرواية ذاته "الثلج".
يعود المنفي السياسي "المغربن" السيد "كا" الى بلدة قارص الاناضولية في اول عاصفة ثلجية عاتية، ويغادرها مع نهايتها.. وخلال اربعة أيام عاصفة يعيش عاصفة داخلية مزدوجة، حدها الاول مطابقة عاصفة علاقات اثنية - دينية - فكرية في بلدة مهملة ذات تاريخ لامع؛ وحدها الثاني عاصفة ذاتية مركبة من علاقته العاطفية، ومن هيجان شيطانه الشعري (يكتب السيد "كا" 19 قصيدة في اربعة ايام؛ ولا يكتب اي قصيدة خلال اربع سنوات بعد عودته الى فرانكفورت.. ومصرعه اغتيالاً).
الثلج ذاته أعطى اسمه لـ "فندق ثلج بالاس"، او اخذ اسمه، وفوق بساط الثلج، حيث لا تكف السماء عن ان تندف، هناك هيجان من القلاقل، وهيجان علاقة عاطفية بالمرأة "ايبك" البنت الكبرى لصاحب الفندق، تلامس شقيقتها الصغرى "قديفة".. وهي من "فتيات الايشارب".
شخوص الرواية يزيدونها غنى، وكل واحد منهم "بلورة ثلج" مختلفة، باعتبار ان كل "ندفة ثلج" سداسية الشكل ذات توزيع هندسي فريد. السيد "كا" بطل الرواية العلماني فريد، وكذا غريمه الاسلاموي "الكحلي"، وكذا صديقه الليبرالي الاثير نجيب، وكذا، المسرحي العلماني الأناضولي صوناي.. وجميعهم يلاقون مصرعهم، وكل واحد بطريقة واضحة كالثلج، فريدة كهندسة "ندفة الثلج"؟!
للقارئ المثقف الذي رصد اقتباس باموك من قلق كونراد، ان يرصد مغازي اسم السيد "كا"، وان لا يصدق احالة الراوي هذا الاسم الغريب - المحبب والموسيقي الجرس الى اختصار اسمه "كريم الأقوش اوغلو".. بل الى "كا" بطل الرواية كافكا الشهيرة "المسخ".
 "الكحلي" الاسلاموي المطارد (حبيب النساء وعشيقهن مع ذلك)، يتهم "كا" بانه "ممسوس" بالغرب، اي "ممسوخ".. لانه يخبر الجميع بان معطفه الرمادي الفاخر صناعة ألمانية اصلية، ومن مخازن "كاوفهوف" الشهيرة، وعند الخطر من اجهزة امن الدولة، يسخرون منه "قد يثقبون لك معطفك بالرصاص".. وبالفعل، يثقبون جمجمته بطلقة من الخلف، وكذا قلبه بطلقة اخرى من الخلف.. ولكن في فرانكفورت، بعد عودة "كا" باربع سنوات.. لا يكتب فيها قصيدة، ولا يضاجع امرأة. يكتب رسائل الى "إيبك" ولا يرسلها!
يغادر "كا" البلدة، قبل اجراء انتخابات لرئيس بلدية جديد خلفاً لسلفه المقتول، لكن أمن الدولة (بأجهزته المختلفة) يلقن الناس درسين دمويين يحصلان على خشبة المسرح، وفي المسرحيتين تسقط ضحايا بفارق يومين. في الاول يقتل الجنود طلبة مدارس اسلامية احتجوا على مسرحية علمانية، وفي الثانية تقتل الفتاة "قديفة" مدير المسرح صوناي بمسدس يفترض انه غير محشو، وانتقاماً من نقض الامن الخاص التركي اتفاقاً صعباً عقده السيد "كا" مع المطارد "كحلي"، وقوامه السماح للمطارد بالخروج، مقابل سماحه لعشيقته "قديفة" بخلع الايشارب في المسرحية.. ونشر بيان للمعارضة في الصحف الألمانية.
لا اثر للدفتر الأخضر حيث سجل "كا" قصائده المحمومة، لان قاتله يسرقه.. ويذهب "الروائي" الى "قارص" باحثاً عن تسجيلات القصائد عبثاً، ويكاد، بدوره، يقع في غرام "إيبك" التي وقع الإسلاموي "الكحلي" والعلماني "كا" في غرامها.. 
احد أصدقاء "كا" يلخص الرواية: "اذا وضعتموني في رواية تجري احداثها في قارص، اريد ان أقول للقارئ الا يصدق شيئاً مما تقوله عنا. لا احد يستطيع فهمنا من بعيد". يقول الراوي تعقيباً: "لا احد يصدق رواية كهذه أصلاً".
تنتهي الرواية بعاصفة ثلجية في موسم آخر.. في المحطة ذاتها.. وكما بكى السيد "كا" يبكي الذي يكمل روايته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كا كافكوية تركية كا كافكوية تركية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday