زغـــلـــــــولان
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

زغـــلـــــــولان

 فلسطين اليوم -

زغـــلـــــــولان

حسن البطل

.. إلى أن صار خلخالها يشفع لزغلوليها من قصقصة أجنحتها الأربعة وذيليها الاثنين. إن لم تقصقص لن تنحر ثم تغطس الفرخين القتيلين في ماء يبقبق.. ثم تبعج البطن، وتنتف الريش.. الخ.

نويت شراً منذ فقست البيضتان في قوارة مهملة على الشرفة.. كلا، أخمدت نيتي الشريرة بشراء زوجين من الحمام المجمد مؤونة في فريزا البراد. رحت أغوص في فضول الشاعر: سبحان الذين جعل من قوت حبة القمح طيراً بجناحيه يطير.

لتلامذة تشارلز داروين، أبو الانتخاب الطبيعي، أن يقنعوك كيف انحط بيض الديناصور الى بيض الطيور، ولتلامذة غريغور ماندل، أبو علم الجينات، أن يفسروا لك احتمالات فرخ زغلول أبيض لحمامة سخماء.. لكن، ماذا تراه يقول لك فيلسوف سخيف: بيتك يصير مقدساً إذا سكنته مع طفل ونبات وحيوان.

أطفالك حلقوا مجازاً (الإنسان طير لا يطير) ونباتات الظل والشمس تنمو مباركة وتذوي، والكلب والهر عبودية متبادلة.. وطير في القفص استعباد.. ويمامة باضت في قوارة الشرفة تطرح عليك سؤال الحرية وتجيب عليه: اليمّ سماء الاسماك، والسماء بحر الطيور.. وأما الهواء فهو بحرك وسماؤك، لأنك ملك الثدييات المتوج. الحيوان المنتصب، الناطق، العاقل.. الآكل الأعلى للخضار والثمار، للحوم والبيوض.. والقاتل الوحيد الذي يقتل ليأكل، ويقتل حتى لا يؤكل.. ويقتل دون أن يأكل ما قتل. إذا انقذ حياة فهو بطل، وإن سلب حياة فهو بطل.

شيئاً فشيئاً صارت الحمامة ذات الخلخال ربيبتي، أملأ لها زاداً من الماء في منفضة السكائر، وأعلف لها جريش الحب وفتات الخبز. شيئاً فشيئاً صار زغلولاها ربيبي أيضاً. يخرجان صباحاً من المخبأ ويخرجان مساء أيضاً.. وأخيراً، توقفت الحمامة - الأم عن تغذية الزغلولين من حوصلتها، وبالكاد صرت أميز الطفل عن أمه.. لولا خلخال وضعه مجهول في ساق الحمامة- الأم. أنت تعرف يدك اليمنى من اليسرى، وساقك اليسرى من اليمنى. الحمامة لا تعرف وأنت لا تعرف.

في الليل أطوي صفحات كتاب عن قصة عجيبة لرجل تاه في لجة المحيط الهادي على قارب نجاة بصحبة نمر بنغالي وضبع وغزال وسعلاة، بعدها غرقت السفينة المهاجرة من الهند إلى كندا.

كتاب "حياة باي" لمؤلفه يان مارتل حاز جائزة بوكر الدولية للأدب 2002. هو ابن عائلة هندية تملك حديقة حيوانات ويعرف طباعها في الأسر، وكان عليه أن يتعلم طباعها في زورق تائه.
النمر يفترس الغزال أولاً، ثم الضبع والسعلاة.. لكن يجد الابن التائه طريقة لترويض النمر خارج القفص.. وينجوان معاً بعد 277 يوماً في عباب البحر. الماء من السماء (وتقطير الماء المالح) والغذاء من كائنات البحر، والدليل هو: لا تشرب الدم لا تشرب بولك. لا تشرب ماء البحر.. غير أن دم سلاحف البحر حلو المذاق.

هناك كسر في قانون علم الاحياء: حيوانات لبونة.. وحيوانات بيوضة. ذات الحافر، وذات الاظلاف. ما هو؟ حيوان منقار البطة هو الحيوان الثديي الوحيد الذي يبيض. لا اعرف أهو بحري أم بري.. أم يعيش هنا ويبيض هناك.

من الذي وضع الخلخال في ساق اليمامة الوالدة؟ عالم حيوان معني بهجرة الطيور أو صاحب مزرعة حمام دأب على حز اعناق الزغاليل.. فوجدت الحمامة ملجأ آمناً على شرفة بيتي، وكلفتني بمهمة لا تعنيها وهي جمع غائطها الذي لا يشبه بعر الماعز، ولطع البقر.. بل يشبه قرن بوظة متعدد الالوان ساح وسقط من يد طفلة صغيرة.

من خفقات جناح الطير تعلم الانسان علم الطيران، ومن ذيل الطير تعلم كيف يحط أرضاً، ومن ثمانية أسابيع تعلمت من الحمامة وزغلوليها كيف أقرأ تفاصيل الحياة قراءة أبسط وأعمق، كيف أتذوق الشعر الجميل برهافة أكبر، وكيف أضع ساقاً في عبودية حرية الانسان، وساقاً أخرى في حرية عبودية الطير.

ستفوتني، على الاغلب، متعة أخيرة لحظة وقوف الزغلول على حافة الشرفة.. ثم يرفرف بجناحيه الى حيث أمه على حافة شرفة عمارة مقابلة قيد البناء.. ثم الى السماء المفتوحة.

يقول البعض إن الحمام يعود في ربيع وصيف مقبلين.. لكنني اكتفيت من سقف هذا الدرس ومن عنائه. ستكون هناك هريرة، أو سيكون لدي مقص يجز أجنحة الزغاليل، وسكين مطبخ رهيفة الحد..

كلا، سأنظر الى سيقان الحمامة ذات الخلخال وأقول: أهلاً وسهلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زغـــلـــــــولان زغـــلـــــــولان



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday