تمدين الريف بدءاً من الريحان
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

"تمدين الريف" بدءاً من "الريحان"

 فلسطين اليوم -

تمدين الريف بدءاً من الريحان

حسن البطل

لا أشتغل ولا أفكر بالاشتغال لدى (ص.ا.ف)، لكنني، شأن مواطن وشأن صحافي، انشغلت بشيء يشبه، لغة وشكلاً، صافات من الحجر الأبيض المعماري الملطش بالأخضر الطبيعي، أي مشروع «ضاحية الريحان».
«الصافات صفاً» في كتاب الله العزيز الحكيم هي إما طيور تصف أجنحتها (للمقاربة مثل طائرات على مدرج حاملة طائرات) أو هي كناية عن «الملائكة». يُقال: «ناقة صفوف» أي مدرارة اللبن.
لطشت من زميلي المحرر الاقتصادي مجموعة «كتالوغات» لأرى كيف تبدو «صافات» الضواحي، بدءاً من ضاحية الريحان، في المحاكاة الحاسوبية للوحدات السكنية ومنافعها بالذات، وبدافع أقوى (ربما لأنني جغرافي - جيولوجي أصلاً) هو رؤية الموقع «من فوق». يا الله.. كم أتوق لرؤية تلال البلاد من فوق!
عشمي أن إحدى شركات (صاف) استعانت بخدمات «غوغل إيرث» المصوّرة لتحديد الموقع (خمس دقائق عن رام الله) وليس بخدمات الكارتوغرافيا الجوية الإسرائيلية.
أملي أن تبقى الضاحية (وهي أول استيطان وطني، أو توطين إسكاني بمواصفات جيدة) ضاحية، وألاّ تمدّ مدينة رام الله - البيرة ذراعها لتحتوي قرية سردا، أو تمدّ ضاحية الطيرة أناملها (بأظافرها المدرّمة.. مع مانيكور وبيدكور) إلى مشروع الضاحية.. يعني؟ ترك فراغات خضراء، وبالتالي إبراء مدننا من داء الكردسة (من كردوس، وهي مفردة لوجستية عسكرية إسلامية قديمة، يناظرها الفيلق والجحفل.. والجيش اللجب).
معماريونا صاروا مَهَرة في بناء الوحدات السكنية، والآن يزدادون خبرة مع بدء سلسلة من «الضواحي» لبناء أحياء ثم مدن جديدة، لأن المشروع الرائد لبناء أوّل مدينة في الضفة (روابي) قد يتطوّر الى ما يشبه «نيو رام الله».
أقف على الحياد في سجال بين أصحاب ادّعاءين، يقول الأول: إن مدن الضفة تفيد في «تمدين» قرى ريفها؛ ويقول الثاني: إنّ زحف سكان القرى الى المدن يقوم «بترييفها»، بينما يدّعي رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لصندوق الاستثمار الفلسطيني (صاف) أن فلسفة الضواحي هي بناء نمط نموذجي إسكاني يجمع الأصالة بالذات، ويمزج حياة الريف بحياة المدينة.
نظرة إلى المدن الرئيسة في هذه الضفة تفيد بأن معظمها على خط عمودي واحد، وهي تتمدد بحيث قد تأتي على الاحتياطي الاستراتيجي من الأراضي الزراعية (مثلاً: من آخر بيرزيت حتى آخر بيت لحم ما يشبه هيكلاً عظمياً لديناصور حجري).
على أن للمدن الفلسطينية في الضفة ميّزة لا نجدها في الكثير من مدن الشرق الأوسط (والعالم الثالث أيضاً) وهي خلوّها من إحاطتها بسوار من «مدن الصفيح»، أو الأحياء الرثّة، ولكنها قبل زمن السلطة، كانت أطرافها مهددة ببناء عشوائي يستبق إقامة البنية التحتية الضرورية.
للعلم، فإن بنية مستوطنة «معاليه أدوميم» التحتية مؤهّلة لاستيعاب التطوير حتى العام 2050، وهي أقوى من البنية التحتية لتل أبيب ذاتها.. كما يقال. بينما تقادمت شبكات المياه في معظم مدن الضفة.
هناك ما يشبه سباقاً فلسطينياً - إسرائيلياً غير متكافئ على «تحجير» تلال هذه الضفة المصابة ببرص أخضر أو بهاق أخضر (مايكل جاكسون مصاب ببهاق أبيض كما يقولون). الإسرائيليون نثروا على تلال الضفة ما يقارب الـ 120 مستوطنة (مدينة، بلدة كبيرة، ضاحية)، ونحن سنبدأ بعدد محدود من الضواحي.
يفترض بالضواحي الفلسطينية ألا تخلّ باخضرار التلال، بل تزيدها اخضراراً، لأن عدد الأشجار المزروعة في كل ضاحية يزيد على معدّل الأشجار في المساحة ذاتها. فمثلاً، ضاحية إسكان أساتذة جامعة بيرزيت المطلّة على ضاحية الطيرة، وعدد أشجار الضاحية الأخيرة أكثر من عددها عندما كانت تلالاً عذراء. المهم أن تكون ضواحينا ذات مشهد يجمع الأبيض بالأخضر، كما يفاخر بذلك سكان المستوطنات اليهودية.
على العموم، كان بناء المدن الجديدة بداية بناء الدول الجديدة، فإذا كانت 2000 وحدة سكنية في الضاحية تعني إسكان 10 آلاف مواطن، فإن مشروعاً لبناء 30 ألف وحدة سكنية في عدد من الضواحي يعني بناء مدينة في حجم الخليل من حيث عدد السكان.
يلزم دولة فلسطين عشرات الضواحي وعدّة مدن جديدة على التلال الجرداء المطلّة على الغور ليتغيّر المشهد الفيزيائي والعمراني والديمغرافي. من فوق، عبر «غوغل ايرث» ومن تحت أيضاً.. أي على خط النظر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمدين الريف بدءاً من الريحان تمدين الريف بدءاً من الريحان



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday