الاسرائيلي المشكلجي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الاسرائيلي المشكلجي !

 فلسطين اليوم -

الاسرائيلي المشكلجي

حسن البطل

حصل أن طلبت من بائعة في دكانة لقرية فرنسية "قداحة بلاستيك بسيطة" مستخدماً كلمات فرنسية بتراكيب إنكليزية. باعتني الولاعة مع ابتسامة.. لكن مع تراكيب مفردات فرنسية.

الإنكليز يتسامحون مع "باد انكليش" والفرنسيون أقل تسامحاً مع فرنسية سيئة (Mauvise)، فإذا خاطبت فرنسياً بالإنكليزية، قد يقول لك: أفهمها لكن لا أتحدث بها!

لكن التسامح الفرنسي Tloerance يغيب رسمياً وبروتوكولياً، إذا تعلق الأمر بـ "الاتيكيت"، علماً أن البروتوكول قد تكون الإمبراطورية الرومانية وضعته، كما الإمبراطورية العربية وضعت تقاليد لـ "الوفادة".. وأما "الاتيكيت" فهو بروتوكول فرنسي أولاً وبالذات (كانت الفرنسية لغة السياسة والدبلوماسية في القرنين 18 و19).

أحيلكم إلى الصفحة الأولى من "الأيام" أمس، حيث استفاضت الصحف الإسرائيلية في تعييب نتنياهو لخرقه قواعد البروتوكول والاتيكيت الفرنسية، أو أحيلكم إلى صفحة "بانوراما" اليوم عن الصحف الإسرائيلية حول الموضوع.

تعرفون أن فرنسا علمانية منذ مئات السنوات، وأن مدارسها تقوم بتدريس الأديان كـ "تاريخ"، وأن شعار فرنسا ثلاثي مثل ألوان علمها: حرية. إخاء. مساواة. من ثم، يصعب على الفرنسيين تقبل تعريف إسرائيل لنفسها "دولة يهودية"، فهي لا تعرّف نفسها "فرنسا علمانية".

من تراكيب اللغة، ومراسيم البروتوكول والاتيكيت والعلمانية والأصولية، إلى خصوصية فرنسا في أوروبا، حيث تحوي أكبر عدد من الفرنسيين المسلمين (4-5 ملايين) كما أكبر عدد من الفرنسيين اليهود في أوروبا الغربية (400 ألف ـ 500 ألف).

بعد المجزرة في صحيفة شارلي ايبدو (أسبوعية شارلي) جرت في فرنسا "مسيرة الجمهورية" التاريخية فرنسياً وعالمياً، بحضور الملايين و40 من رؤساء الدول، وتلتها مقتلة في مكان فرنسي يهودي.

لم يكن نتنياهو مدعواً، لكنه دعا نفسه خلافاً للرغبة الرسمية الفرنسية، وعندما حضر خالف قواعد الاتيكيت، وزاحم بكوعيه إلى الصف الأول، الخاص برؤساء الدول، وليس برؤساء الحكومات، أو الصف الثالث الخاص بوزراء الخارجية.

الحقيقة أن "شارلي الأسبوعية" تسخر من الأديان السماوية الثلاثة، أي من المسيحية واليهودية والإسلام، ويرى إسرائيليون متدينون أنها "معادية للسامية" ومسيحيون يرون أنها معادية للكنيسة على اختلافها.

هي ليست مثل الصحيفة الفرنسية الساخرة المشهورة عالمياً (لو كانار أتشينيه ـ البطة المقيّدة) الساخرة سياسياً واجتماعياً وبأسلوب راق!

لا تريد فرنسا العلمانية ذات الجاليتين الإسلامية واليهودية الأكبر في أوروبا الغربية، أن تكون ميداناً لصراع ديني، أو تداعيات الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

بعد إصرار وقح من نتنياهو على الحضور، وجهت باريس دعوة إلى الرئيس الفلسطيني، وعاملته كرئيس دولة مكانه في الصف الأول، ومكان نتنياهو في الصف الثاني، لكنه زاحم وناور بكوعيه ليقف في الصف الأول؟

فرنسا تعتبر أن رعاياها من المسلمين الفرنسيين هم فرنسيون أولاً، ولو اقترف بعض مواليدهم في فرنسا أعمالاً إرهابية، كما تعتبر يهودها هم فرنسيين أولاً.

لكن نتنياهو اعتبر نفسه في خطابه أمام الجالية اليهودية رئيساً ليهود فرنسا، وخاصة في خطابه داخل الكنيس الكبير في باريس، ودعاهم إلى الهجرة لإسرائيل، التي طالبت وسمحت للضحايا اليهود أن يدفنوا فيها. إزاء ذلك غادر الرئيس الفرنسي الاحتفال بمجرد وقوف نتنياهو على المنصة!

هناك مخاوف يغذيها أقصى اليمين الأوروبي الفاشي من ما يدعى "أسلمة أوروبا"، لكن أوروبا الغربية بخاصة مؤهلة لصراع ضد الفاشية والعنصرية، أكثر من أهلية الدول الإسلامية والعربية في الصراع ضد الأصولية و"الجهادية"، لأن تقاليد حرية التفكير راسخة في أوروبا الغربية بما فيها فرنسا وألمانيا بالذات.

الدليل على ذلك من ألمانيا، التي عانت وعانى العالم من الفاشية النازية، حيث شدّدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، وهي يمينية، على أن "الإسلام ينتمي إلى ألمانيا" لأن المسلمين الأتراك هم عصب الاقتصاد الألماني.

"المساواة" مبدأ من مبادئ الثورة الفرنسية، ولا ترى فرنسا في "دولة يهودية" وجود مساواة بين رعاياها، كما لا ترى في الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يتطابق مع مبدأ "الحرية".

وقاحة نتنياهو في خرق الاتيكيت والبروتوكول، وتدخله في علاقة فرنسا برعاياها اليهود، أثار أزمة بين الرئيس اولاند ورئيس الوزراء نتنياهو، كما توجد أزمة شخصية في العلاقة بين نتنياهو والرئيس باراك اوباما.

وفي النتيجة؟ قد تشدّد فرنسا من مشروعها المقترح على مجلس الأمن بخصوص الدولة الفلسطينية في الربيع المقبل.

هناك كتاب عن "الأميركي الوقح" ويبدو أنه سيكون كتاب عن "الإسرائيلي الوقح".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاسرائيلي المشكلجي الاسرائيلي المشكلجي



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday