قبطان العالم الجديد دونالد ترمب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

قبطان العالم الجديد: دونالد ترمب!

 فلسطين اليوم -

قبطان العالم الجديد دونالد ترمب

بقلم : عبد المنعم سعيد

من المعلوم أن العالم يتغير كل يوم، والأغلب أنه يتغير كل لحظة، والماركسيون والجدليون في عمومهم عندما يشتملون على هيغل حول الأفكار، يرون التغير يأخذ أشكالاً كمّية، وعندما تأخذ الكمية المدى تنقلب إلى تغير نوعي يمكن ملاحظته ويحتاج إلى درجات من التكيف وأنواع من العيش الجديد. آخرون منذ داروين رأوا هذه اللحظة الأخيرة في شكل طفرة، لا تصبح الدنيا بعدها كما كانت قبلها. هذا التعبير الأخير يُستخدم أحياناً بإفراط، إذ يبدو كل حدث كبير كما لو كان نقطة تحوُّل كونية. ولكننا هذه المرة أمام هذا الحدث بالفعل، وهو الطفرة والتحول النوعي معاً حتى لو كان صاحبه قد زارنا من قبل سنوات أربع، وعاش مع بلاده ومعنا أربع سنوات. الرئيس الأميركي دونالد ترمب أتى إلى الساحة الأميركية والعالمية جاهزاً كما لم يحدث من قبل لتيار أميركي جديد من الصعب وصفه بالعزلة، لأنه يبني الأسوار حول أميركا؛ وليس من السهل القول عنه بالإمبريالية لأنه يريد انتزاع قناة بنما، وكندا، وغرينلاند، ويضمها إلى أميركا، كما فعلها مع «خليج المكسيك» الذي صار «خليج أميركا»... الرجل يغيِّر الجغرافيا من خلال الضم وتغيير الخرائط؛ وبدأ بالفعل في تغيير التاريخ من خلال 78 قراراً تنفيذياً رئاسياً وقَّعها في يومه الأول على مقعد «القرار» في الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض؛ ومن وقتها لم يتوقف عن توقيع القرارات الجذرية التي بدأت بتغييرات راديكالية في الحكومة الفيدرالية الأميركية.

هذه التغييرات أولاً تلقي بكل ما يخص الولايات الأميركية في الأحلام السابقة على عاتقها في التو واللحظة. وثانياً فإنها تخفِّض راديكالياً من الإنفاق العام كلَّ ما لا يقدَّم للأميركيين فقط وليس غيرهم في الخارج أو الداخل الذين يشكّلون عبئاً على أميركا بالهجرة أو بالمولد. وثالثاً أنه لن يعود هناك مكان في أميركا للإضافات البيولوجية التي أتى بها الليبراليون الديمقراطيون من المنحرفين؛ فرادى ومتزوجين ومتحولين. العالم به رجل وامرأة ولا شيء غيرهما، وتتكون الأسرة فقط منهما ولا أحد آخر. ورابعاً أن الجهاز الإداري الأميركي يشكل حزمة من اللصوص الليبراليين الذين سيطروا على أميركا طوال العقود الماضية وآن أوان التخلص منهم. هؤلاء لديهم خطيئة أخرى لا تقل أهمية، وهي أنهم استهدفوا ترمب شخصياً في القضايا التي رُفعت عليه، وفي تزوير الانتخابات التي أخرجته من البيت الأبيض. وخامساً أن المؤسسات الأمنية كلها من الدفاع والمخابرات وشرطة التحقيقات الفيدرالية فاسدة من داخلها، وآن أوان تنظيفها ووضعها في القبضة الحديدية لرئيس الدولة: دونالد ترمب بأفكاره التي سوف تجعل أميركا عظيمة مرة أخرى.

بالتوازي مع تغيير أميركا سوف يجري تغيير العالم من خلال انتهاء الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة في تحقيق الأمن الدولي، والحفاظ على ازدهار الاقتصاد العالمي. الآن سوف يكون لكل خدمة ثمن من ناحية؛ وينصح من ناحيةٍ أخرى الحلفاء في حلف الأطلنطي، وأصحاب المعاهدات الدفاعية المماثلة، بزيادة موازنتها الدفاعية، وشراء كل ما تحتاج إليه من نفط وتكنولوجيا من الولايات المتحدة الأميركية. هذه الصفحة ذُكرت في أثناء الحملة الانتخابية، وفور الفوز بالانتخابات، ولعلها تنتظر الآن إنجاز الأساسيات في تغيير الدولة الأميركية من الداخل لبدء تراكم رأسمالي هائل، والتخلص من «أعداء الداخل» الذين يسممون «الدم الأميركي».

لم يبدُ على الرجل أنه متعجل في القضايا التي بشَّر بالتوصل إلى حلول لها قبل أن يدخل البيت الأبيض؛ مثل الحرب الأوكرانية، وحرب غزة الخامسة. في الأولى لم يفعل شيئاً ذا بال حتى وقت كتابة المقال؛ وفي الأخرى فإن الرجل شارك بمبعوثه ستيف ويتكوف، لكي تنجح المفاوضات. وبعدها فاجأ الجميع في العالم والشرق الأوسط بتسريب «دردشة» صحافية على متن الطائرة الرئاسية عن اتصالين بالعاهل الأردني الملك عبد الله، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، طلب فيهما قبول تهجير مليون ونصف مليون فلسطيني إلى الأردن ومصر. قبلها كان ترمب قد اقترح التهجير إلى إندونيسيا وأحياناً ألبانيا. في كل الأحوال جرى الرفض من الرؤساء والملوك والشعوب؛ واقترح الرئيس السيسي أنه بدلاً من الحديث عن التهجير، فإنه من الأفضل الحديث عن عملية السلام التي تحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. جواب ترمب جاء على لسان ويتكوف، وقوامه أن الرئيس ترمب يرحب بالأفكار التي يأتي بها الجانب العربي. ما نعلمه حتى الآن أن ترمب بدأ ولايته بالعفو ورفع العقوبات عن المستوطنين والمستوطنات التي فرضتها الإدارة الديمقراطية؛ وقبل ذلك أعلن أن إسرائيل، بصفتها دولة، ذات مساحة صغيرة، وهو تبشير بزيادة المساحة، وتغليفها بمد السلام الإبراهيمي إلى دول عربية أخرى. استعدوا واربطوا الأحزمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبطان العالم الجديد دونالد ترمب قبطان العالم الجديد دونالد ترمب



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday