الفكرة «الترمبية»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الفكرة «الترمبية»

 فلسطين اليوم -

الفكرة «الترمبية»

بقلم : عبد المنعم سعيد

 

صعود دونالد ترمب كان إيذاناً بتاريخ سياسي جديد للدولة، حتى بعد أن خرج من البيت الأبيض عام 2021، لأن «الترمبية» بقيت راسخة في المجتمع الأميركي. لم تكن هزيمة ترمب السابقة حسماً لقضية، وإنما معالجة وقتية لقضايا مركبة يصعب تجاوزها. لم يعد النظام السياسي الأميركي قائماً على حزبين سياسيين يفترقان في مسائل اجتماعية واقتصادية، ولكنهما يجتمعان في توافق حول الهوية، والرسالة الأميركية في العالم وفي التاريخ. هذا التوافق وصل إلى نهايته. العديد من منتقدي ترمب المحافظين بعد هزيمته، وفي أعقاب تمرد 6 يناير (كانون الثاني) 2021، كانوا يأملون في عودة الحزب إلى شكله السابق؛ وتكون رئاسة ترمب جملة عابرة. الحزب الجمهوري ينأى عن ترمب و«الترمبية»، ويصبح حزباً بينه وبين الديمقراطيين مساحات من التوافق غير قليلة. هذا الحلم سرعان ما انتهى؛ وكانت رئاسة ترمب أول فصل في دراما سياسية أطول وأكثر سواداً، وأصبح الحزب الجمهوري أكثر تطرفاً. استمرت شعبية ترمب بين الجمهوريين، وشنّ الموالون له هجمات شرسة ضد المشرعين الجمهوريين الذين صوّتوا لمحاكمته لدوره في التمرد. أظهرت وسائل الإعلام اليمينية تعصباً متزايداً، وأظهرت استطلاعات الرأي العام أن ناخبي الحزب الجمهوري يتبّنون كذبة ترمب بأن الانتخابات سُرقت منه.لم تكن إقامة دونالد ترمب في البيت الأبيض لأربع سنوات ضائعة بالنسبة لحزمة من التيارات السياسية الأميركية، والتي كانت موجودة على هامش الحياة السياسية الأميركية ومعه أصبحت في قلبها. خارجياً، فإنه خلال سنواته الأربع كان حريصاً على تأكيد أن الولايات المتحدة عليها التراجع عن التورط في العالم، وأن تكون حريصة على نفسها من حلفائها الذين يستغلون «كرمها» ويطالبونها بحمايتهم بينما يبخلون في الإنفاق على الدفاع والقوة العسكرية. ترمب لم يكن حريصاً على فكرة «القيادة» الأميركية للعالم، خاصة من الناحية القيمية للديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان، التي رآها تعمي عيون أميركا عن أخطار الاختلاط بالعالم غير المتقدم، والمعادي بالضرورة للدولة الأميركية. جاء ترمب في وقت تبلور فيه تيار «ضد العولمة» ورموزه من أول هجرة البشر إلى حركة التجارة إلى المؤسسات التي عبرت عنها. بشكل ما لم يعد ممكناً تلاقي الأفكار اليمينية المعروفة حول دور الدولة في الاقتصاد والمجتمع مع أفكار العولمة. وعلى العكس فإن توجهات «اليمين» أصبحت تميل نحو الانعزال، والتقوقع داخل شرنقة الدولة القومية، مع درجة كبيرة من التوجس في الدول، بما فيها تلك التي اجتمعت داخل تحالفات عابرة للحدود الوطنية. لم يمضِ وقت حتى بدأت هذه الاتجاهات الجديدة تأخذ أشكالاً عملية، ظهرت في الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، فيما عرف بـ«البريكسيت» (Brexist)، وجاء انتخاب ترمب لكي يُشكل ما هو أكثر من انتخاب رئيس جديد تحت راية اليمين، وإنما ظاهرة متكاملة يمكن نعتها بـ«الأمريكسيت» (Amerexit).

الرئيس الخامس والأربعون دونالد ترمب، وخلال فترة رئاسته، وضع الأسس لما بات يُسمى بـ«الترمبية»، التي تقوم على آيديولوجية القوميين البيض المختلطة بأفكار الكنائس الإنجيلية، وكثيراً ما تستخدم شعاراتها ورموزها للتمييز ليس فقط بين البيض والسود، أو البيض والآسيويين واللاتينيين، وإنما أيضاً بين الطوائف المسيحية. وربما كان يوم السادس من يناير 2021 مفصحاً عن العناصر النقية لـ«الترمبية» بوصفها حركة سياسية، تشمل أكثر مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترمب حماسة وعنفاً، بما في ذلك مجموعات مثل «Proud Boys» و«Keepers QAnon» و«3 Percenters» و«America Firsters»، يغطون أنفسهم بلغة الكتاب المقدس. قال المراقبون إن الصلبان والأعلام وغيرهما من المعروضات كانت الأمثلة على كيفية استشهاد الإرهابيين البيض عبر التاريخ، بما في ذلك «الكو كلوكس كلان» (KKK)، والاستعانة بالمسيحية لتبرير حقهم الإلهي في السيطرة على الأجناس والمجموعات العرقية!خلال المرحلة التمهيدية لانتخابات 2024، نجد ظواهر، أولاها أن جميع المرشحين الجمهوريين عاجزون عن تخطي نسبة التأييد التي يحصل عليها ترمب بين الجمهوريين. وثانيها أنه لا يوجد أثر لتوجيه 87 اتهاماً للرئيس ترمب تتراوح ما بين الأخلاقي، والقانوني، والدستوري المتعلق بدوره في الضغط على الولايات من أجل تغيير نتيجة الانتخابات (ولاية جورجيا)، والإهمال الوظيفي باحتجاز الوثائق الرئاسية في «مارا لاجا» بولاية فلوريدا، وليس تسليمها للسلطات المختصة. وثالثها أن تأكيد ترمب أن الانتخابات السابقة جرى تزييف نتائجها، ولم تتغير تبعية تكتل سكاني كبير وراء ذلك. ورابعها أن سلوكيات ترمب عند الخروج من السلطة، فضلاً عن مساندة حادث الاعتداء على الكونغرس، فإنه خرج تماماً على جميع التقاليد المعروفة في حالة انتقال السلطة الأميركية، من أول تسليم البيت الأبيض إلى حضور قسم الرئيس الجديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفكرة «الترمبية» الفكرة «الترمبية»



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday