العروبة الجديدة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

العروبة الجديدة؟!

 فلسطين اليوم -

العروبة الجديدة

بقلم : عبد المنعم سعيد

في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2018، وفي خطاب ممتلئ بالأمل، ذكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: «أنا أعتقد أن أوروبا الجديدة سوف تقع في الشرق الأوسط»، وبعدها عدّد الإصلاح والانطلاق الجاري في دول مجلس التعاون الست، وذكر ما هو جارٍ لدى الجميع من تقدم. ومَن شاهد القول في التلفزيون أو «اليوتيوب» فإنَّ الأمير ضرب بيده على صدره قائلاً: «هذه حربي»، و«حتى أغادر الحياة سأسعى لتحقيق الهدف». وفي ظل الغيوم والدخان والحرائق الجارية في منطقتنا، فإنَّ مراقبة التقدم الجاري في العديد من الدول العربية، وعلى رأسها الدول الخليجية الست ومصر، ورغم «كوفيد - 19» والحرب ضد الإرهاب، والحروب الأخيرة؛ تُبين لنا أنَّ محصلة ما جرى خلال السنوات السبع الماضية كان، وبشكل ملحوظ إيجابياً، سواء كان في الجغرافيا التي واكبت مع الديموغرافية العربية إقامة المدن والبنية الأساسية على مساحات شاسعة، جرى ذلك من خلال مشروعات عملاقة وجريئة ربطت البحار بالصحاري، وأقيمت الزراعة والصناعات الحديثة، وزادت الرابطة العربية سياسياً واقتصادياً، بينما اكتسبت قناة السويس السرعة والكفاءة حول البحر الأحمر وخليج العقبة، خالقة منطقة للرخاء المشترك.

وخلال الأسابيع الأخيرة أطلّت علينا مرحلة «تاريخية» جديدة في عملية التقدم الشاملة، عندما حدثت زيارة الرئيس دونالد ترمب إلى المنطقة، وبقدر ما كانت الرحلة تحتوي على معالجات «جيو سياسية» تتناسب مع الأحوال الحرجة في المنطقة، فإن ما غلب كان المبادرات «الجيو اقتصادية»، وبينما الأولى تحقق قفزات في القدرات الأمنية والعسكرية، فإن الثانية تقفز إلى أعتاب الثورة الصناعية والتكنولوجية الرابعة.

فكرة اللحاق بأوروبا وتقدمها كانت مطروحة منذ القرن التاسع عشر، عندما صرح الخديو إسماعيل بأنه يريد لمصر أن تكون قطعة من أوروبا، وخلال العقود التالية، فإن التصريح وما كان قبله من إرسال 324 طالباً أزهرياً مصرياً إلى أوروبا فاتحة الحداثة الأولى في المنطقة، ولكننا لم نصل إلى الأعتاب الأوروبية.

في العصر الحالي، وقبل عقود قليلة، فإن مئات الألوف من العرب، وخاصة من دول الخليج، ذهبت إلى أوروبا والولايات المتحدة للحصول على العلم والمعرفة، ولعل ذلك كان الدافع وراء الكلمات الواثقة لولي العهد، والتي تضيف لها التطورات الأخيرة الكثير من الإضافة للقدرات والطاقة المعرفية. والحقيقة أن اتباع طريق التنمية والتقدم يشكل في حد ذاته دافعاً قوياً لإقامة «العروبة الجديدة»، التي تختلف عن تلك التي سادت آيديولوجياً خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي. «الجديدة» هذه المرة تقوم على أسس جديدة نابعة مما حدث في العالم من تطورات، فلم يعد العالم كما كان في الفترة الاستعمارية وما بعدها من استقلال وما تلاها من حرب باردة ووفاق وعولمة. والأهم من ذلك حالة التنافس ما بين أميركا والصين وأوروبا والزائرين الجدد من الهند والبرازيل.

كثيراً ما أشرنا في هذا المقام إلى أن النهضة الأوروبية جاءت بعد الثورة الفرنسية والحروب النابليونية، وما جاء بعدها من إقامة القاعدة للسياسة الأوروبية The Concert of Europe التي ضمت وقتها بريطانيا وفرنسا وروسيا والنمسا وبروسيا، وقامت قاعدة الإصلاح في الداخل على أكتاف الثورة الصناعية، والاستعمار في الخارج بتقسيم العالم غير الأوروبي في آسيا وأفريقيا. هذه القاعدة هي التي قادت فيما بعد لإنشاء الاتحاد الأوروبي منعاً للحروب، وسبيلاً للتقدم في مجالات الطاقة النووية، والآن في منافسة الذكاء الاصطناعي مع العالم.

أنْ يكون العالم العربي هو القاعدة لأوروبا جديدة في الشرق الأوسط ليس بعيد المنال، وما تحقق من رؤية «2030» الذائعة في دول الإصلاح العربية يحتاج إلى «عروبة جديدة»، ليست فقط ممثلة لوحدة الثقافة العربية، وإنما لكي تقي من الحروب التي ازدادت حرائقها نتيجة «الربيع العربي» المزعوم في ناحية، والتطور التكنولوجي في ناحية أخرى. «التقدم» الذي يقي من الخلافات والانقسامات والقدرة على حل النزاعات يقع تاريخياً الآن على أكتاف الدول التي اختارت الإصلاح والاستقرار والسلام سبيلاً إلى المستقبل، وهو كذلك الذي يولد ما يكفي من الاعتماد المتبادل في الإنتاج والأسواق؛ لكي يتيح براحاً كافياً لتكامل موضوعي بين دول تجمعها حضارة واحدة. ما يحتاج الكثير من التفكير والدراسات أولاً هو المتابعة الفكرية لما تحقق خلال السنوات العشر الماضية وطريقها خلال السنوات الخمس المقبلة؛ وثانياً السعي نحو أشكال جديدة من التعاون والاستفادة من الاعتماد المتبادل، خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وثالثاً استكشاف المزايا النسبية لكل دولة عربية مشاركة حتى يحسن استغلالها وتعظيم فوائدها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العروبة الجديدة العروبة الجديدة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday