ما بين دعم القضية وضرورات السيادة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ما بين دعم القضية وضرورات السيادة

 فلسطين اليوم -

ما بين دعم القضية وضرورات السيادة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يجب تقدير وإدراك أهمية المسيرة العالمية إلى غزة، حيث تظهر حجم الزخم الشعبى والدولى المتزايد تجاه غزة. فى نفس الوقت الذى نقدر ونتفهم الموقف المصرى منها الذى جاء متوازنا بين الترحيب بالمبادرات الداعمة لحقوق الفلسطينيين، وبين ضرورة ضبط الحدود وفق حسابات سياسية وأمنية لا يمكن تجاهلها.

مصر فتحت معبر رفح لإدخال المساعدات، وتولت مهمة التفاوض من أجل وقف إطلاق النار، لا يمكن التشكيك فى موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطينى. لكن فى الوقت ذاته، فإن السماح بدخول آلاف المتظاهرين أو المشاركين فى مسيرات جماهيرية إلى منطقة حدودية شديدة الحساسية، دون ضوابط مسبقة، يحمل مخاطر أمنية جسيمة، سواء على المشاركين أنفسهم أو على الأمن الوطنى المصرى.

من هنا، جاء بيان وزارة الخارجية واضحًا فى تأكيده أن أى زيارة للمنطقة الحدودية يجب أن تتم وفق آلية محددة مسبقًا، بما يضمن أمن الوفود وحقوقهم دون المساس بالسيادة أو القوانين الوطنية. هذا ليس إجراءً تعسفيًا، بل ممارسة سيادية مسؤولة.

حاول البعض تصوير الموقف المصرى على أنه نوع من التراجع عن دعم غزة أو تنكّر للمبادرات الدولية، وهو تفسير لا يستند إلى وقائع. فالقاهرة، التى رحبت صراحة بالمواقف الشعبية والرسمية الدولية الرافضة للحصار، أكدت أنها سبق وأن سمحت بدخول وفود إنسانية وحقوقية، لكنها، فى الوقت ذاته، لا يمكنها السماح بحشود غير منسقة أو بفعاليات قد تتحول، بقصد أو بغير قصد، إلى اشتباكات أو فوضى على الحدود، تُعطى إسرائيل ذريعة لتأزيم الموقف أو نقل المعركة إلى الأرض المصرية.

لا شك أن «المسيرة العالمية إلى غزة» تُمثل جهدًا نبيلًا ومهمًا لإبقاء الأنظار مسلّطة على الكارثة الجارية فى القطاع، وهى تحظى بتأييد شعبى واسع من الشعوب العربية، بما فى ذلك الشعب المصرى ذاته. لكن من الضرورى، فى المقابل، أن يتم هذا التحرك ضمن أرضية مشتركة تراعى الاعتبارات السيادية والأمنية للدولة المضيفة التى تبقى المنفذ الأساسى لغزة، وحائط الصد الأخير فى وجه محاولات التهجير أو التفريغ السكانى للقطاع.

دعم القضية الفلسطينية لا يُقاس بعدد اللافتات أو المسيرات، بل بمدى الفاعلية السياسية والإنسانية على الأرض. ومصر، رغم الضغوط الهائلة والتعقيدات الداخلية والإقليمية، لا تزال تلعب الدور الحيوى، وليس من مصلحة أى طرف أن يُضعف هذا الدور أو يشكك فى نواياه. المطلوب اليوم ليس فقط تضامنًا عاطفيًا، بل تنسيقًا واعيًا يضمن نجاح الحراك الدولى، ويستفيد من ثقل مصر ومكانتها، لا أن يصطدم بها.

أى مبادرة شعبية أو دولية تنجح فقط حين تُبنى على التفاهم مع من يملكون القرار على الأرض. فالدعم الحقيقى لغزة لا يأتى على حساب سيادة مصر، بل بالعمل معها، ضمن ما تتيحه من مسارات، وما تسمح به من هامش، فى إطار التحديات التى تعرفها هى وحدها جيدًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بين دعم القضية وضرورات السيادة ما بين دعم القضية وضرورات السيادة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday