الهجرة الطوعية والتلاعب بالمصطلحات ١٢
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الهجرة الطوعية.. والتلاعب بالمصطلحات (١-٢)

 فلسطين اليوم -

الهجرة الطوعية والتلاعب بالمصطلحات ١٢

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى خضم الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، ووسط وضع إنسانى كارثى يصفه مسؤولو الأمم المتحدة بأنه «غير صالح للحياة»، ووصفه ضمير العالم بأنه «مأساة مكتملة الأركان»، وافقَ المجلس الوزارى الأمنى المصغر فى إسرائيل على إنشاء هيئة حكومية مهمتها تسهيل ما سمَّتهُ «الهجرة الطوعية» للفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى. هذه الخطوة، التى تُعرض على أنها مبادرة إنسانية اختيارية، تُثيرُ فى جوهرها جدلًا عميقًا حول أهدافها الحقيقية، ومدى توافقها مع القانون الدولى، وانعكاساتها الخطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية. ليست فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة بجديدة، بل تعود جذورها إلى أطروحات إسرائيلية يمينية، أبرزها ما جاء فى رؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى تحدّثت عن ضرورة إعادة التفكير فى غزة، وإعادة إعمارها، شرط إيجاد حلول بديلة لتصفية الصراع، تضمنت ضمنيًا خيار تفريغ القطاع من سكانه وتحويله إلى منطقة ذات طابع اقتصادى وسياحى، وجعلها «ريفييرا الشرق» مثلما أسماها ترامب فى أحد مؤتمراته الصحفية. هذا كان مشروعًا قديمًا طُرح منذ سنوات، حتى إن الكثيرين وصفوه بالخيال السياسى صعب التحقيق، ولكن ما كان قبل سنوات مجرد خيال سياسى أو سيناريو متطرف، بات اليوم سياسة حكومية رسمية فى تل أبيب، وحليفتها واشنطن. فقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس أن الهيئة الجديدة (المُشكّلة) ستعمل على تنظيم وتنفيذ النقل الطوعى لسكان غزة إلى دول أخرى وفق القانون الإسرائيلى والدولى، فى تنفيذ مباشر لما وصفه بـ«رؤية ترامب».

ورغم أن إسرائيل تصف الخطة بأنها طوعية، فإن السياق الميدانى يثير شُكوكًا جوهرية بشأن هذا الادعاء، ويشير إلى أنها تهجير قسرى، وليس طوعيًا. فالحرب على غزة خلفت أكثر من ٥٠ ألف شهيد، ومئات الألوف من المصابين، ومِمَّن فقدوا ذويهم، وتسببت فى انهيار البنية التحتية تمامًا، كما تسببت فى تدمير المستشفيات والمدارس، وحرمانِ السكان من الغذاء والدواء والماء. وفى ظل هذه الظروف، يرى كثير من المراقبين أن الحديث عن هجرة طوعية هو تضليل لغوى لعملية تهجير قسرى تم التخطيط لها بعناية. وقد وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش هذه المبادرة بأنها ترقى إلى مستوى التطهير العرقى، مؤكدة أن القانون الدولى يجرّم أى عملية ترحيل جماعى أو تغيير ديمغرافى بالقوة فى الأراضى المحتلة.

وتطرح الخطة الإسرائيلية تهجير الفلسطينيين إلى دول مثل إندونيسيا، وقبرص، ورواندا، والصومال، رغم أن بعض هذه الدول نفت وجود اتفاقات رسمية مع إسرائيل. ولكن يبدو أن هناك مساعٍ من حكومة إسرائيل الحالية تجرى بعيدًا عن الأطر الدبلوماسية التقليدية، عبر وسطاء أو مقترحات تقدّم فى ظروف معقدة. وفى هذا الإطار، حذّرت اللجنة الوزارية العربية-الإسلامية المعنية بغزة من تداعيات هذه السياسة، مؤكدة أن ما يحدث ليس مغادرة طوعية بل تهجير قسرى تحت القصف والتجويع، وهو استمرار للسياسة العربية التى تقودها مصر برفض التهجير، ما يؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهجرة الطوعية والتلاعب بالمصطلحات ١٢ الهجرة الطوعية والتلاعب بالمصطلحات ١٢



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday