الموارد مقابل الحماية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الموارد مقابل الحماية

 فلسطين اليوم -

الموارد مقابل الحماية

بقلم : عبد اللطيف المناوي

هل تذكرون صفقة «النفط مقابل الغذاء»، تلك التى أقرها مجلس الأمن على العراق فى منتصف التسعينيات، ونصت على إلزام بغداد بتصدير جزء من النفط، مقابل استخدام عائداته فى شراء الاحتياجات الإنسانية للشعب العراقى؟!.

هذا القرار، أو الصفقة بمعنى أدق، ربما تتكرر هذه الأيام بين أمريكا وأوكرانيا، إذ كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن اتفاق بين واشنطن وكييف ينص على حماية الولايات المتحدة لأوكرانيا، مقابل تنازلها عن جزء من مواردها الطبيعية. هذا الاتفاق بدأ يثير الجدل فى الأوساط العالمية، وبالأخص مناطق الصراع فى روسيا أو أوكرانيا.

معادلة «النفط مقابل الغذاء» تتكرر، ولكن تحت اسم آخر، وهو «الموارد مقابل الحماية»، وربما يعطينا هذا فكرة عن منهج إدارة ترامب، إذ يصر الرئيس الأمريكى على أن تكون هناك صفقات، مثلًا تدفع الدول مقابل الدعم العسكرى الأمريكى أو الحماية. وهذا ما صرح به ترامب نفسه حول بلاد عربية بعينها، فى بداية ظهوره سواء فى عهده الجديد أو عهده القديم.

بالتأكيد تدرك أوكرانيا حاجتها إلى الدعم الأمريكى لتعزيز دفاعاتها فى مواجهة روسيا، فإن تقديم نصف عائداتها المستقبلية، مثلما ذكرت الصحيفة، من الموارد الطبيعية، وفقًا لمسودة الاتفاق، يُعد تنازلًا استراتيجيًّا يحدّ من استقلالية قراراتها الاقتصادية.

وأكثر ما يلفت الانتباه هو غياب الالتزامات الأمنية الواضحة من جانب الولايات المتحدة فى مسودة الاتفاق. رغم الإشارة الغامضة إلى دعم جهود أوكرانيا للحصول على الضمانات الأمنية، فإن كييف كانت تأمل فى التزامات أكثر صراحةً، خاصة مع دخول الحرب عامها الرابع.

هذا الغموض يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى جدية واشنطن فى توفير الحماية الفعلية، أم أن الهدف الرئيسى هو تحقيق مكاسب اقتصادية على حساب مصالح حليفها.

أوكرانيا تملك احتياطيات هائلة من المعادن الحيوية مثل التيتانيوم والليثيوم والمعادن الأرضية النادرة. هذه الثروات تجعلها مطمعًا لأمريكا بكل تأكيد، لكن تحويل جزء كبير من هذه الثروات إلى صندوق تسيطر عليه الولايات المتحدة يُضعف قدرة أوكرانيا على الاستثمار فى إعادة الإعمار والتنمية الداخلية.

ورغم المبالغة فى تقدير قيمة الموارد الأوكرانية، كما يرى بعض الخبراء، فإن هذه الثروات تبقى أداة تفاوضية حيوية لأوكرانيا. هذا الاتفاق، إن تم تنفيذه، قد يضع أوكرانيا فى موقع التبعية طويلة الأمد لواشنطن، ما قد يحدّ من استقلالية قراراتها المستقبلية، بل قد يجعلها ذراعًا من أذرعها فى آسيا وأوروبا.

فقط بقى لى أن أحذر مجددًا من أن نهج ترامب فى غزة هو نفس نهجه فى أوكرانيا. هو يريد الاستفادة بشكل عام، كما يريد لحليفته إسرائيل أن تستفيد. لكن هل سيسمح العرب بصفقة أخرى على هذه الشاكلة؟. أتمنى أن يأتى الرد فى القمة العربية، التى تستضيفها القاهرة خلال الأيام القادمة، وأن يكون الرد قويًّا برفض أى صفقات تحول موارد غزة وشعبها إلى سلعة للضغط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموارد مقابل الحماية الموارد مقابل الحماية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday