إعادة إنتاج المأساة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

إعادة إنتاج المأساة

 فلسطين اليوم -

إعادة إنتاج المأساة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

على مدى عقود، ظلت نكبة ١٩٤٨ جرحًا مفتوحًا فى الوعى الفلسطينى والعربى، حيث أدت إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم، وولدت معاناة ممتدة لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.

واليوم، يتجدد شبح النكبة عبر مشروع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى يقضى بتفريغ قطاع غزة من سكانه، فى خطوة تثير القلق من إعادة إنتاج مأساة التهجير القسرى، لكن هذه المرة وسط رفض عربى ودولى واسع.

شهد عام ١٩٤٨ تأسيس دولة إسرائيل على الأراضى الفلسطينية، فى ظل صراع عسكرى أدى إلى تشريد أكثر من ٧٠٠ ألف فلسطينى، فروا أو أجبروا على مغادرة منازلهم إلى دول الجوار، مثل الأردن وسوريا ولبنان. هذه الكارثة، التى يسميها الفلسطينيون «النكبة» لم تكن مجرد مأساة إنسانية، بل شكلت الأساس لصراع طويل الأمد حول الأرض والهوية والحقوق.

ومنذ ذلك الحين، ظلت قضية اللاجئين الفلسطينيين محورًا رئيسيًا فى أى نقاش حول الحلول السياسية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى.

فى ظل استمرار الحرب المدمرة فى غزة، خرج ترامب بمقترح يطالب بترحيل سكان القطاع إلى الدول المجاورة، وهو طرح أثار موجة غضب واسعة، فقد اعتبرته أطراف عديدة محاولة لإعادة إنتاج سيناريو النكبة، لكن بأسلوب جديد وتحت ذرائع مختلفة، مثل «الأمن الإسرائيلي» و«إعادة إعمار غزة».

هذا الطرح ليس مجرد فكرة عابرة، بل جاء ضمن سياق تحركات سياسية وضغوط اقتصادية، من بينها تجميد الولايات المتحدة لمساعداتها للأردن، أحد أبرز الدول المعارضة لهذه الخطة.

ويبدو أن هذا الإجراء يهدف إلى الضغط على عمان للقبول باستقبال الفلسطينيين المهجّرين، وهو ما يرفضه الأردن بشدة، إذ يعتبر أى تهجير جديد للفلسطينيين تهديدًا وجوديًا لأمنه القومى واستقراره الداخلى.

على عكس عام ١٩٤٨، عندما كانت الدول العربية فى حالة ضعف سياسى وعسكرى ولم تستطع منع التهجير، فإن الموقف العربى اليوم يبدو أكثر تماسكًا، فقد أعلنت مصر والأردن وقطر والإمارات، خلال اجتماع فى القاهرة، رفضها القاطع أى محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، كما شدد الملك عبد الله الثانى على أن «بقاء الفلسطينيين على أرضهم هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه».

أما على الصعيد الدولى، فقد انضمت أصوات أوروبية بارزة إلى الرفض، حيث أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أن «تهجير السكان المدنيين من غزة غير مقبول وينتهك القانون الدولى» بينما شدد رئيس الوزراء البريطانى، كير ستارمر، على أن الفلسطينيين «يجب أن يعودوا إلى ديارهم ويعيدوا بناء حياتهم».

وبينما تحاول الولايات المتحدة فرض رؤيتها بالقوة السياسية والاقتصادية، فإن الموقف الفلسطينى والعربى، مدعومًا برفض دولى واسع، يعزز الأمل فى إحباط هذا المخطط، كما أن تَجذُّر الفلسطينيين فى أرضهم ورفضهم مغادرتها رغم سنوات الحصار والقصف يثبت أن غزة ليست مجرد مكان قابل للإخلاء، بل هى وطن لا يمكن اقتلاعه من قلوب سكانه.

التاريخ لا يعيد نفسه بنفس الطريقة، لكن محاولات فرض التهجير القسرى كما حدث عام ١٩٤٨ قد تجد اليوم واقعًا مختلفًا يصعب تجاوزه. وما بين الضغوط الأمريكية والرفض العربى تبقى العِبرة الأساسية أن الفلسطينيين لن يسمحوا بتكرار نكبتهم، وأن العالم بات أكثر وعيًا بمخاطر هذا السيناريو، ما قد يمنح الأمل فى منع نكبة جديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة إنتاج المأساة إعادة إنتاج المأساة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday