الخاسر الأكبر من النزاع في السودان
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الخاسر الأكبر من النزاع في السودان

 فلسطين اليوم -

الخاسر الأكبر من النزاع في السودان

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تُعد مسألة صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين السودانيين من أخطر أزمات الحرب الدائرة فى السودان، وهى مؤشر واضح على أن الخاسر الأكبر فى هذا الصراع هو المواطن السودانى العادى، الذى يدفع ثمن نزاع لم يكن متسببًا فيه من الأساس.

مع استمرار القتال فى مناطق مأهولة بالسكان، وغياب أى هدنة إنسانية دائمة، باتت منظمات الإغاثة غير قادرة على الوصول إلى ملايين المتضررين، سواء داخل السودان أو النازحين على الحدود. وقد أكدت تقارير الأمم المتحدة أن السودان يعيش اليوم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية فى العالم، حيث يحتاج أكثر من 25 مليون شخص– أى نصف عدد السكان تقريبًا– إلى مساعدات غذائية وطبية عاجلة، فى حين تمكّنت المنظمات الدولية من الوصول إلى أقل من 10٪ من هؤلاء فقط بسبب انعدام الأمن، ورفض أطراف النزاع تسهيل مرور القوافل الإغاثية.

فى مدن مثل الخرطوم ونيالا والفاشر، يعانى المدنيون من نقص حاد فى الغذاء والماء والدواء، إلى جانب انهيار النظام الصحى بشكل شبه كامل، حيث دُمّرت أو أُغلِقت مئات المستشفيات والمراكز الطبية، ويفتقر الأطباء لما يلزمهم من معدات أو حتى وسائل الحماية الشخصية. كما تُسجّل حالات المجاعة بالفعل فى مناطق غرب دارفور وكردفان، وسط صمت دولى وعجز أممى عن الوصول للمحتاجين بسبب المعارك المستمرة. وقد حمّل برنامج الغذاء العالمى أطراف النزاع مسؤولية «تسييس العمل الإنساني»، مؤكدًا أن عمال الإغاثة يُواجهون مضايقات وقيودًا على التنقل تصل إلى حد التهديد المباشر.

وإلى جانب ذلك، أدّى النزوح الواسع للسكان– حيث اضطر أكثر من 13 مليون شخص إلى ترك منازلهم– إلى خلق أوضاع إنسانية كارثية فى معسكرات اللجوء التى تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة. يُعانى الأطفال من سوء تغذية حاد، وتفشّت الأمراض المعدية فى ظل شُح المياه النظيفة وتردى ظروف النظافة. كما أن النساء والفتيات يتعرضن لانتهاكات جسيمة من قبل ميليشيات مسلحة فى مناطق النزاع والنزوح، بحسب تقارير صادرة عن منظمة العفو الدولية.

فى ظل كل ذلك، يبرز المواطن السودانى البسيط– غير المنتمى لأى من طرفى الصراع– كأول وأكبر ضحايا هذه الحرب. فقد خسر أمنه، ومصدر رزقه، وحقه فى الحياة الكريمة، وأصبح رهينة لصراع لا ناقة له فيه ولا جمل. ولعل المأساة الأكبر أن العالم، رغم هول الكارثة، لم يخصص سوى أقل من 15٪ من التمويل المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 بحسب بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

إن ما يحدث فى السودان ليس مجرد أزمة سياسية أو عسكرية، بل مأساة إنسانية مكتملة الأركان، يُدفع ثمنها من دم وكرامة الإنسان السودانى العادى الذى كان يستحق السلام والكرامة لا الحرب والخراب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخاسر الأكبر من النزاع في السودان الخاسر الأكبر من النزاع في السودان



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday