غزة تختنق بالجوع والموت
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

غزة تختنق بالجوع والموت

 فلسطين اليوم -

غزة تختنق بالجوع والموت

بقلم : عبد اللطيف المناوي

قطاع غزة، ذلك الشريط الصغير من الأرض الذى دمرته بالكامل آلة القتل الإسرائيلية، دخل اليوم مرحلة جديدة من المأساة، وهى مرحلة المجاعة الكاملة. لم يعد الجوع مجرد عرض من أعراض الحرب التى يشنها جيش نتنياهو، بل صار أداة ممنهجة تستخدمها تل أبيب فى صراعها مع الشعب الفلسطينى. إنها سياسة التجويع المقصودة، حيث يُمنع الغذاء والدواء والماء والكهرباء عن نحو مليونى إنسان، أغلبهم من الأطفال والنساء، ليموتوا ببطء تحت أنقاض مدينتهم الجريحة.

بعد أن استُنزفت القوة العسكرية الإسرائيلية فى قتل الأبرياء وهدم البنى التحتية وتدمير المستشفيات والمدارس، يبدو أن إسرائيل قررت اللجوء إلى أكثر الأسلحة خبثاً وألماً، سلاح التجويع. هذا السلاح لا يُحدث دوياً، لكنه يُفنى الأرواح بصمت. لا يثير الدخان، لكنه يخنق الصدور، ويحول رغيف الخبز وشربة الماء إلى حلم بعيد المنال. ويكفى أن نقرأ تقارير المنظمات الدولية لنفهم حجم الكارثة. فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) وبرنامج الأغذية العالمى (WFP) أن غزة تواجه الآن مجاعة فعلية، وأن جميع سكانها يعانون من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائى، فى ظل غياب أى استجابة إنسانية حقيقية.

وكلما حاولت المبادرات الإنسانية التقدم بهدنات مؤقتة لإغاثة المنكوبين وإدخال المساعدات، كانت إسرائيل تسرع إلى إفشالها، فهى لا تريد هدنة، ولا سماحًا بدخول المساعدات، لأنها تسعى إلى أمر أبعد من القتل، هى تسعى إلى تفريغ غزة من أهلها، إلى دفعهم قسرًا نحو التهجير. إنها سياسة ممنهجة لإعادة إنتاج النكبة ولكن بشكل أكثر قسوة.

أما العالم، فهو كما عهدناه، يكتفى بـ«القلق العميق»، والإدانات الشكلية، والبيانات الباردة التى لا تمنع دمعًا ولا توقف رصاصة أو قذيفة من طائرة أو من فوهة مدفع اعتاد الإسرائيليون على توجيهه صوب ضحاياه. يشاهد العالم الجريمة تُرتكب يوميًا على الهواء، ويصمت. صمتًا يرقى إلى مستوى التواطؤ. لا قرارات أممية تنفذ، ولا عقوبات تُفرض، ولا ضغوط تُمارس. وكأن هذا الشعب لا يستحق الحياة، وكأن موته لا يعنى أحدًا.

ما يحدث اليوم فى غزة ليس مجرد صراع، وتجاوز حتى فكرة العملية العسكرية الحربية. إنها مجزرة موثقة، مكتملة الأركان، بأسوأ ما يمكن أن يسجله تاريخ البشرية من وحشية. فحين يصبح الجوع وسيلة للقتل الجماعى، فإننا أمام فصل جديد من الجرائم التى لا تسقط بالتقادم، وستظل شاهدة على انحدار الضمير الإنسانى إلى أدنى درجاته.

غزة اليوم لا تطلب شيئًا سوى الحق فى الحياة. لا تسأل إلا عن إنسانيتها التى تُذبح أمام عيون الجميع. وفى الوقت الذى تُرفع فيه شعارات حقوق الإنسان، تُحاصر غزة، وتُذبح بلا شفقة. وفى هذا العالم يبدو أن أقسى ما يمكن أن تكونه، هو أن تكون فلسطينيًا يبحث عن الحياة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة تختنق بالجوع والموت غزة تختنق بالجوع والموت



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday