السياسات الجمركية وتحوّر «العولمة»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

السياسات الجمركية وتحوّر «العولمة»

 فلسطين اليوم -

السياسات الجمركية وتحوّر «العولمة»

بقلم : فهد سليمان الشقيران

لم يتوقّف السجال عن العولمة بعد القرارات الجمركية لترمب. وما كان النقاش مقتصراً على الجوانب الاقتصادية، وإنما شمل التغيير في الأفكار الجوهرية بين الدول والمجتمعات والديانات.

ثمة أطروحاتٍ انعزالية إزاء العولمة. يطرح بعض المفكرين والفلاسفة أفكاراً عديدة عن نهايتها باعتبار هذه القرارات إنما تؤسس لنظريات الانعزال القديمة التي سادت في أزمان الحروب الأهلية، والنزاعات العرقية، وهذا فيه خطرٌ وخطأ، فالعولمة لا تزال فعّالة بسياساتها الاقتصادية والفكرية حتى الآن.

والعولمة ليست بمفهومٍ ثابت؛ وإنما من المفاهيم المتطوّرة ضمن تحوّلات السياسات. كان هنري كيسنجر يرى أن للعولمة سيرورتها وتطوراتها. يقول في كتابه «النظام العالمي»: «ليس لدى مديري العولمة الاقتصادية إلا القليل من فرص الانخراط في سيروراتها السياسية. كما أن مديري العمليات السياسية ليس لديهم إلا القليل من الحوافز الدافعة نحو المخاطرة بتأييدهم الداخلي توجساً من مشكلات اقتصادية أو مالية تعقيداتها تراوغ فهم جميع الخبراء».

بل يرى أن «تحقيق التناغم بين النظامين الدوليين؛ السياسي من جهة، والاقتصادي من جهة أخرى، يتحدى جملة من الآراء الراسخة: المسعى الهادف إلى اجتراح نظام عالمي لأنه يتطلب توسيعاً للإطار الوطني - القومي؛ وضبط عملية العولمة لأن الممارسات القابلة للإدامة تنطوي على نوع من تعديل الأنماط التقليدية».

بمعنى آخر؛ فإن العولمة مفهومٌ عصيٌّ على الانتهاء، وإنما تعتوره بعض التحديات، وما كانت الإجراءات الجمركية الأميركية قادرة على إنهاء مفاعيلها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولا الفكرية.

الفيلسوف إدغار موران لديه رأيٌ خلاصته أن «العولمة عمليّة بدأت منذ قرون مع غزو الأميركتين ثم غزو العالم على يد الغرب. لكننا شهدنا منذ التسعينات عولمة تقنيّة واقتصاديّة متسارعة، وذلك في ظل تعميم الاتصالات العالميّة في كلّ المجالات، وهو ما خلق مصيراً مشتركاً لكل البشر الذين أصبحوا يواجهون المشكلات والمخاطر نفسها، سواءً تلك المحدقة بالمحيط الحيوي البيئيّ، أو انتشار الأسلحة المدمّرة، لا سيما النوويّة، أو الاقتصاد الذي يزداد انفلاته، أو الهيمنة الخارجة عن السيطرة للماليّة العالميّة».

لكن هل نحن في مرحلة «ما بعد الإنسانية»؟!

يجيب موران في كتابه «مفهوم الأزمة»: «فيما يتعلّق بالمستقبل، وهو عصر يتَّصف بتشعّب الإمكانات بما في ذلك إمكانية حدوث أسوأ الكوارث البيئيّة والنوويّة والسياسيّة و(ما بعد الإنسانية le transhumanisme) على سبيل المثال، ينبِئُ بابتهاج بعصر جديد للبشريّة –وهو أمر ممكن جزئيّاً– مع إمكانيّة العيش لفترة أطول والحفاظ على الشباب، والتحرّر من الأنشطة المملّة وغير الضروريّة عبر تعميم الروبوتات، بما في ذلك ضمن أنشطة نفسيّة وفكريّة. لكن، لئن وُجِد تقدّم علمي وتقني لا جدال فيه، ذو طابع انعتاقيّ ومُحوِّل، فهناك بالتوازي نموّ للاحتمالات الكارثيّة، حتّى لو كان ذلك فقط لأنّ الوعي البشري، بالمعنيين الفكري والأخلاقي، قد أصبح في كلّ مكان تقريباً متخلّفاً. نحن نعيش وحدة مصير، وهذا أمر واقع».

الخلاصة؛ أن العولمة في حالة تطوّر وتحوّر وليست في زاوية النهاية التي يروّج لها البعض. نهاية العولمة نظّر إليها منذ عقود كبار المفكرين والفلاسفة اليساريين، بيد أن مفهوم العولمة بقوّته وفرض حيويّته في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هو أساس اليوميات البشرية، نعم قد تبدو بعض النزعات الانعزالية، أو الإجراءات الاقتصادية ذات البعد السياسي، ولكن كل ذلك لا يعني نهاية هذا المفهوم الذي أثّر على البشرية، إنما هو مفهوم متطوّر، ولكنه لن ينتهي مهما كانت التحديات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسات الجمركية وتحوّر «العولمة» السياسات الجمركية وتحوّر «العولمة»



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday