بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

 فلسطين اليوم -

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

بقلم : جبريل العبيدي

عودنا «حزب الله» على المغامرة والوجود في الجبهة الخطأ، في ظل تغييبه وتجاهله لسلطة الدولة اللبنانية المنهكة اقتصادياً، والتي عانت من حرب أهلية في السبعينات من القرن الماضي انتهت باتفاق الطائف الذي ضمن تقاسم السلطة بين الفرقاء السياسيين من دون الحاجة لأي تحالفات مسلحة، أو الحاجة لإبقاء السلاح في عهدة الأحزاب.

رغم أن «حزب الله» تعرض لضربة قوية غير مسبوقة أمنياً وإنسانياً وكانت «ثقيلة» وغير مسبوقة فإن حالة الانفصام (الشيزوفرينيا) السياسية، تظهر على لسان ما تبقى من قادة الحزب الذين يرددون: دخلنا مرحلة جديدة، عنوانها معركة الحساب المفتوح والمواجهة. بينما الواقع السياسي والعسكري لما تبقى من «حزب الله» أظهر وهناً وضعفاً غير مسبوقين منذ جيلين سابقين.

العملية العسكرية الإسرائيلية ضد «حزب الله» رغم «قذارتها» فإنها كشفت عن ضعف ووهن في الجهاز الأمني قبل العسكري الذي لطالما تغنى به حسن نصر الله الذي فقد العشرات من قادته من بينهم نصر الله نفسه في بضع ساعات، في ضربة خاطفة، مما يؤكد الاختراق الأمني الكبير.

ولسان حال الوطنيين في لبنان هو التخلص من «حزب الله» كقوة عسكرية كانت موجهة ضد الداخل اللبناني بين تخويف وترهيب وفرض إرادة للأجنبي، فلبنان كان ضحية لعشرات السنين لمغامرات حسن نصر الله والتغني بالمقاومة والوعد بالرد «القاسي» على حساب الجنوب بل ولبنان وبنيته التحتية. فالتهديد الإسرائيلي بإعادة لبنان إلى عهد ما قبل التاريخ وفق تصريحات عنترية يطلقها قادة جيش حرب إسرائيل في كل معركة صواريخ يطلقها الحزب نادراً ما تحدث أضراراً عسكرية للجيش الإسرائيلي وقواعده في حيفا التي هي أقرب الأهداف لصواريخ الحزب، هو الخطر القادم.

ظاهرة «حزب الله» ظاهرة إقليمية، بل وشبه عالمية تسببت في العديد من الأزمات والمشاكل حول العالم، بسبب تحوله إلى ذراع إيرانية في المنطقة وتجاوزه دور الحزب السياسي المدني وممارسة التداول السلمي إلى تحوله إلى ميليشيا مسلحة داخل الدولة وخارج سيطرتها. إذ إن «حزب الله» يصنفه الكثير من المحللين بأنه ذراع إيرانية في المنطقة، بل أثبت أنه مجرد خفير على مخازن السلاح الإيراني في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية، والدليل عجز نصر الله عن استخدام تلك الصواريخ من دون إذن إيران حتى في الدفاع عن نفسه قبل مقتله بدم بارد في مخابئ محصنة تحت الأرض.

كف اليد الإيرانية في المنطقة بدأ منذ اغتيال قاسم سليماني وانتهى بمقتل نصر الله وبينهما تقاطعات انتهت اليوم بانتهاء دور «حزب الله» في المنطقة، ورغم أن إيران صرفت مئات المليارات على «حزب الله» فإن الضربات الإسرائيلية الأخيرة قضت في بضع ساعات على أكبر مشروع توسعي إيراني في الشرق الأوسط.

معادلة «حزب الله» التي اختبأ خلفها لسنوات تحرير «فلسطين» وزوال إسرائيل، هي الشعار المعلن رغم أن «حزب الله» كانت مشاركته في حرب غزة خجولة بل شبه جبهة معطلة، فقط اكتفى بالرد على غارات إسرائيلية استهدفت عناصر الحزب بالاغتيال من دون أي مشاركة أو «مناصرة» حقيقية تذكر.

لم يعد مقبولاً تسلط ميليشيا «حزب الله»، والاستقواء بالخارج على الدولة اللبنانية، وعمله كدولة داخل الدولة، للحفاظ على لبنان مضطرب وعلى حافة حرب أهلية بين الحين والآخر، وهي غاية إقليمية ودولية، واستغلال مشكلات لبنان المتعددة ومنها «الديمقراطية» المبنية على محاصصة طائفية، بينما لبنان اليوم ينشد التحرر من سطوة الحزب وأمثاله في ظل جيل جديد لم يكن شريكاً في صنع الطائفية ولا فرض وجود «حزب الله» المسلح.

ليبقى سؤال مهم: هل نهاية «حزب الله» كانت بمجرد ضربة عسكرية إسرائيلية خاطفة لم تستغرق بضعة أيام وساعات أم كانت قراراً إيرانياً أيضاً لإخراج الحزب من الخدمة العسكرية؟ السياسات والتحالفات والمفاوضات القادمة ستحمل الإجابة التي أظنها تقع في خانة نهاية الخدمة لـ«حزب الله» وفق قرار من المستخدم.

«حزب الله» المسلح اليوم أصبح من الماضي المؤلم للبنان والشرق الأوسط، ولكن يمكن للحزب السياسي التعايش مع اللبنانيين والشرق الأوسط شريطة نبذ العنف وطي صفحة الميليشيا والتوقف عن كونه الثلث المعطل للحياة في لبنان وما جاوره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday