ليبيا النصر على الاستبداد انقلب حزناً على العباد
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ليبيا: النصر على الاستبداد انقلب حزناً على العباد

 فلسطين اليوم -

ليبيا النصر على الاستبداد انقلب حزناً على العباد

بقلم : جمعة بوكليب

قبل حلول الذكرى الرابعة عشرة للسابع عشر من فبراير (شباط) بأيام قليلة، شوهدت سيارات جهاز الردع في العديد من شوارع طرابلس، بعد انقطاع طويل. حدث ذلك، بعد أن نقلت وسائل الإعلام المحلية خبراً باعثاً على القلق يتعلق بمحاولة اغتيال وزير في حكومة طرابلس، بإطلاق النار على سيارته في وضح النهار، وإصابته بجروح. كما تابعت وسائل الإعلام نشر آخر ما أصدره مكتب النائب العام من أوامر تتعلق بتوقيف واعتقال لمديرين وموظفين كبار في شركات نفطية، وفي إدارات مصارف، نتيجة أعمال فساد وسرقة لأموال عامة تقدر قيمتها بالملايين. ويواصل الليبيون في «مرابيعهم» أحاديثهم عن آخر ما وصل إلى أسماعهم من صفقات مشبوهة. ولعل آخر المستجدات الجديرة بالذكر حقاً، أن المصارف الليبية تنفست أخيراً الصُّعَداء، بعد أن قام مصرف ليبيا المركزي مؤخراً، بالعطف عليها من خلال ضخّها بجرعة إنعاش من سيولة نقدية، ظلت محرومة منها منذ شهر فبراير من العام الماضي!

ما حدث لانتفاضة الشعب الليبي في فبراير 2011 ليس جديداً. والذين منّا قرأوا سِير الثورات الشعبية في مختلف أنحاء العالم وفي مختلف الحقب الزمنية، ربما يعرفون، أكثر من غيرهم، ما حلَّ بأغلبها من انتكاسات. وما لحق بها من كوارث. والحقيقة التي لا تقبل جدالاً هي أن أغلب تلك الثورات تعرضت للسطو والسرقة، من قبل جماعات، حزبية أو مسلحة، أو الاثنين معاً، لم يكن لها أي دور في إضرام نيرانها. ومن ثمّ، لا أحد يلوم شباباً ليبيين حالمين واعدين على ما أصابهم من إحباط، وهم يرون ويلمسون ويعايشون، يوماً بآخر، ما يحدث في أنحاء بلادهم من فساد ورِشاً وتطاحن وحروب، وأدركوا فداحة الهاوية التي تسير نحوها، وليس بمقدورهم فعل شيء.

في الأعوام الأولى، التي أعقبت انتفاضة فبراير 2011 في ليبيا، كانت الاحتفالات بذكراها سنوياً شعبية مائة في المائة. وفي طرابلس على سبيل التذكير، يتحول ميدان الشهداء مساءً إلى مهرجان شعبي تختلط فيه أصوات آلاف الليبيين، من الجنسين، ومن جميع الأعمار، وهم يرددون الأناشيد، فرحين بالنصر على الاستبداد.

خلال زياراتي المتكررة لطرابلس في تلك الأعوام، كنت أشاهد شباباً من مختلف مناطقها، في الأيام التي تسبق يوم الاحتفال بذكرى الانتفاضة، يتحركون على شكل فرق بمهام محددة. فريق لتعليق الأعلام في عقود طويلة بين أعمدة الإضاءة، وآخر لطلاء الجدران، وثالث لتنظيف الشوارع... إلخ. ميزة تلك التحركات الشبابية الجماعية أنّها كانت تطوعية. وما ينفق خلال تلك الحملات من أموال كان حصيلة تبرعات من سكان الأحياء. ولا مكان لتدخل الحكومة أو مؤسساتها، ولا درهمَ يُنفَقُ من خزائنها.

تذكرت ذلك هذه الأيام مؤخراً، خلال تطوافي متجولاً بشوارع مدينتي طرابلس في مختلف مناطقها، وقبل أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الرابعة عشرة لـ17 فبراير. وفي الواقع، كان في المركز من جولاتي البحث عن أولئك الشباب المتطوعين، وهم يزينون أحياءهم، فرحين بتخليص البلاد من الاستبداد. لكنني، لم أر منهم أحداً. وأدركت أن شيئاً غير عادي قد انتصب حائلاً بين الليبيين وبهجة الاحتفالات بالمناسبة التي خلصتهم من قيود وأصفاد الاستبداد.

هذا العام، اكتسى الطابع الرسمي الاحتفال بالذكرى الرابعة عشرة. الأعلام عُلقت في الشوارع، والأضواء أضيئت، لكن بأيدي عمال وفنيين مؤجرين من قبل الحكومة أو شركات متخصصة. إلا أن البهجة الشعبية لم تكن حاضرة. وهذا يعزز ويؤكد مجدداً حقيقة تترسخ، يوماً تلو آخر، في الأذهان. وهي أن الانتفاضة التي جاءت لتحرر البلاد والعباد من الاستبداد انقلبت رأساً على عقب، وصارت أمراً آخر، لم يكن يوماً في الحسبان. وأن الحلم بليبيا ديمقراطية وحرّة تحوّل إلى كابوس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا النصر على الاستبداد انقلب حزناً على العباد ليبيا النصر على الاستبداد انقلب حزناً على العباد



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday