ليبيا وسيناريو التقسيم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ليبيا وسيناريو التقسيم

 فلسطين اليوم -

ليبيا وسيناريو التقسيم

بقلم : جمعة بوكليب

 

حين تكون ليبيّاً، أينما كُنتَ وحيثما حَللتَ، لا بُدّ أن تشعرَ بغُصّة في قلبك، من المآل الذي آلت إليه الأوضاع، في تلك البقعة الجغرافية من العالم. صبرنا نفد. ثرواتنا نُهبتْ. حُدودنا انتهكتْ. وسيادة أراضينا تتلاشى، ووحدة بلادنا تتفكَّك. ورغم ذلك، ما زلنا في أعماق قلوبنا لم نقطع ارتباطَنا بالأمل، وما زلنا نَعضُّ عليه بالنواجذ، لإيماننا وقناعتنا بأنّ دوامَ الحالِ من المُحالِ.

إلا أنَّ الحقائق على الأرض، وما نرصده يحدث من حوادث وأزمات متتابعة، تصدمنا وتسبب في ارتباكنا، وتؤدي إلى انخفاض سقف توقعاتنا، وتزيد في حيرتنا، وتفاقم من مخاوفنا، يوماً إثر آخر، مما يجعل ذلك الخيط المتبقي من ضوء فتيل الأمل داخلنا يصير شحيحاً حتى إنه لا يكاد يبين، ونحسُّ بالخوف يزحف في صدورنا مقتحماً ما تبقى من طمأنينة نفوسنا، لعلمنا بأن زيت فتيل الأمل على وشك النفاد، واقتراب حلول ظلام دامس.

قد يرى البعضُ أن هذه قراءة متشائمة، ولا تتسق مع شدّة الإيمان بضرورة تغيّر الأحوال، وأن المسألة تتوقف على الزمن، والصبر على المكروه، وعدم الاستسلام لليأس والركون إليه.

لستُ شخصاً متشائماً. لكنّي أرى بعينيَّ التشاؤمَ يتقدم حثيثاً على حساب التفاؤل، ويعزز مواقعه بسرعة في القلوب والعقول. ومن الممكن رصد ذلك فيما ينشر من آراء وتحليلات سياسية بأقلام ليبية عن الأزمة، في مختلف وسائل الإعلام. كما يمكن ملاحظته في سلوك وتصرفات الليبيين عموماً، وفيما يستجد في قاموسهم اللغوي من مفردات ليس من الصعب استجلاء معانيها ودلالاتها، وكذلك تزايد مساحات الحيرة التي تسكن في نظرات عيونهم، والأسئلة التي تتفاقم في أذهانهم، يوماً بعد آخر، ولا تجد إجابات. المفارقة، أن الأمور على السطح تبدو هنية مرضية.

السؤالُ الأكثر حضوراً، هذه الأيام، يتمحور حول وحدة الأراضي الليبية. ومن الأخير، هناك خوفٌ يتصاعد من أن تؤدي الوضعية الحالية من الخلافات إلى تقسيم ليبيا إلى دولتين، وربما إلى ثلاث. هناك كثير من المؤشرات المعززة لهذا الرأي ولأصحابه. لعل آخرها في نظري وأكثرها وضوحاً، ما تبدّى عقب انتهاء معرض النيابة العامة للكتاب بطرابلس، في أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول). التسريبات التي وصلت إليّ مثيرة جداً للقلق. فقد هاتفني أحد الناشرين الليبيين ذات مساء، وأعلمني بأن الناشرين العرب الذين حضروا وشاركوا في المعرض المذكور، أرادوا المشاركة في معرض للكتب يقام في مدينة بنغازي. إلا أنهم أُبلغوا بأن تأشيرات دخولهم إلى ليبيا الممنوحة لهم من قبل حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس غير معترف بها، وعليهم تقديم طلبات تأشيرات جديدة إلى حكومة بنغازي إن أرادوا المشاركة!!

ولولا ثقتي بصديقي الناشر الذي هاتفني لما صَدّقت الخبرَ. والخبرُ، في الوقت ذاته، لا يترك فسحة للتخمين أو فرصة لحسن الظنّ، ويؤكد أن سيناريو التقسيم يزداد رسوخاً وتوطداً على أرض الواقع. وإذا رأى البعض في ذلك مبالغة في التفسير تقتات على التشاؤم، فنحن على أتم الاستعداد لقراءة أو سماع تفسيراتهم إن وجدت، لعلها تفيد في إضاءة ما خفي من تفاصيل لم تبدُ لنا واضحة، وهم على دراية بها. وما لم يقوموا بذلك، فسيظل التفسير المذكور أعلاه، لذلك التصرف غير المتوقع، والغريب والمستهجن، هو الممكن والأقرب للحقيقة. وهذا المثال ليس إلا واحداً من عدة أمثلة، ولا يتميّز عنها، إلا بكونه الأكثر وضوحاً، عما يضمر من نيات، وما يتم التخطيط له وراء أبواب مغلقة، وبالتنسيق مع دول أخرى، بما يتسق وأطماعها في ليبيا وحماية وتطوير ما حققته من مصالح خلال الأعوام الماضية.

الليبيون على الجُملة لن يربحوا من تقسيم بلادهم إلى دولتين أو ثلاث، لأن تفتيتها يقود إلى كوارث قد لا تبدو للعيان واضحة حالياً على حقيقتها. وهم يعرفون ذلك، ويدركون حقيقة ما يحاق بهم وببلادهم من أطماع وشرور تتربص من جهات عدة، تتحيّن الفرصة للانقضاض. وفي الوقت ذاته، يعلمون بأن من فرضوا الوضعية الحالية ويحرصون على استمرارها، سعياً إلى التقسيم، لديهم حسابات ومنافع شخصية تتعارض مع حسابات الليبيين ومنافعهم. وامتلاكهم للسلاح يمنحهم الفرصة، ويرجح كفّتهم. وندعو الله القدير أن يحبط تدبيرهم، ويجعل كيدهم في نحرهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وسيناريو التقسيم ليبيا وسيناريو التقسيم



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday