بريطانيا مشكلة غياب التعامل بالنقد
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

بريطانيا: مشكلة غياب التعامل بالنقد

 فلسطين اليوم -

بريطانيا مشكلة غياب التعامل بالنقد

بقلم : عادل درويش

دعت لجنة الخزانة في مجلس العموم البريطاني هذا الأسبوع إلى اتخاذ إجراءات تلزم المتاجر والخدمات بقبول النقد بعد تزايد اعتماد بطاقات الائتمان البلاستيكية بديلاً عن النقد.

اللجنة، برئاسة نائبة عمالية، تضم ستة أعضاء عماليين، واثنين محافظين، واثنين من الديمقراطيين الأحرار، حذرت من أن تنامي رفض قبول النقد سيحرم شرائح اجتماعية مثل كبار السن والمعاقين من حرية اختيار السلع والخدمات. وطلبت من وزارة المالية تزويدها دورياً بتقرير مفصل عن منشآت لا تزال تقبل النقد.

فالمواصلات العامة ومراكز انتظار السيارات والجراجات معظمها لم تعد تقبل النقد بل بطاقات الائتمان أو الهواتف الذكية.

وقد انخفضت نسبة التبادلات التي اقتصرت على النقد في السلع والخدمات من 51 في المائة خلال عام 2013 إلى 14 في المائة خلال 2022، ثم إلى 12 في المائة (ستة بلايين تبادل) في 2023. وحسب الإحصاء نفسه فإن أكثر من 22 مليوناً (39 في المائة) من البالغين يستخدمون العملات النقدية أقل من مرة واحدة في الشهر، وبالمقابل مليون ونصف المليون بالغ اقتصرت تعاملاتهم تقريباً على النقد.

وبلغت عمليات سحب النقود من الصراف الآلي مليوناً و279 ألف عملية في 2023؛ 3 في المائة أقل من 2022، في حين ارتفع إجمالي المبالغ المسحوبة بنسبة واحد في المائة إلى 114 بليوناً (مليار).

أجهزة الصراف الآلي في الأماكن العامة، مثل البنوك ومكاتب البريد والمستشفيات والمطارات، كانت مصدر 91 في المائة من سحب النقود في 2023. لكن كبار السن وغالبية من لا يستخدمون بطاقات الائتمان الذين تحاول لجنة الخزانة حمايتهم، قاموا بـ121 مليون سحب للنقد في العام نفسه بالشيكات أو دفاتر التوفير من مكاتب البريد وجمعيات الإقراض والبنوك، ولا يستخدمون ماكينات الصراف الآلي التي استخدمها قرابة 46 مليون شخص في 2023، أكثر من نصفهم (52 في المائة) مرة على الأقل شهرياً.

وكانت حكومة المحافظين السابقة في صيف 2023 حذّرت البنوك وجمعيات التسليف والادخار من الاستمرار في إغلاق الفروع، خصوصاً في الريف وضواحي المدن الكبرى، ومعظم سكانها من كبار السن والمتقاعدين الذين يستخدمون النقد أو الشيكات، لا الصراف الآلي. كما أن ماكينات الصراف الآلية الموجودة في محطات الوقود أو المتاجر الصغيرة تخصم رسوماً مقابل السحب، أما الماكينات التي لا تتقاضى رسوماً فتبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن نحو 4 في المائة (مليونان وثمانمائة ألف) من السكان، معظمهم من كبار السن. وقد أغلقت البنوك 62 في المائة من فروعها خلال السنوات العشر الأخيرة (6161 فرعاً ما بين 2015 و2024).

ويشكو أصحاب الأعمال الصغيرة والمحال والخدمات من أن إغلاق البنوك فروعها، يجبرها على رفض قبول النقد؛ فماذا يفعل صاحب المنشأة بمبالغ كبيرة في نهاية اليوم؟ وكيف سيدفع الالتزامات وأجور العاملين وبقية النفقات التي تُدفع من حساب البنك مباشرة إذا لم تكن هناك وسيلة لإيداع النقود في البنك؟

كما حذرت اللجنة البرلمانية من خطورة اعتماد البطاقات الإلكترونية البلاستيكية بديلاً عن النقد على الاقتصاد في حال وجود عطل تكنولوجي مثل انقطاع التيار الكهربي كما حدث في إسبانيا والبرتغال في أسبوع نشر تقرير اللجنة. وفي حين كان وزراء حكومة السير كير ستارمر العمالية قالوا للجنة نفسها في مطلع العام إنهم لا ينوون إصدار لوائح وتعليمات تلزم المؤسسات والمنشآت قانونياً بقبول النقد بجانب بطاقات الائتمان، فإن عدداً من الساسة والمعلقين يتهمون ما يسمونه «المؤسسة الحاكمة» بسعيها «في الخفاء» إلى تقليص التعامل بالنقد إلى أقصى حد من أجل «السيطرة على الأفراد». فبطاقات الائتمان الممغنطة والإلكترونية تتيح مراقبة ومتابعة حاملها ومعرفة كل تحركاته، ليس فقط من المقاهي والمتاجر، بل أيضاً من استخدامها في دفع تذاكر المواصلات ورسم انتظار السيارة المؤقت.

وعلى الرغم من أن تغير أساليب التسوق وعوامل مثل توفير النفقات من أهم الأسباب التي تسوقها المؤسسات المالية لإغلاق الفروع وتقليص استخدام النقد، فإن حركة معتبرة تمتد من تيارات أقصى اليسار مثل الفوضويين، إلى اليمين مثل الليبريتاريين تشير إلى اتجاهات ديستوبية لإنهاء حرية الاختيار لدى الأفراد في استخدام النقد ومنع المواطنين من التحرك بحرية بعيداً عن متابعة أجهزة الدولة. ففي حالة غياب النقد ماذا لو استخدمت الحكومة، سواء المحلية أو المركزية، سلطتها بتعطيل بطاقة المواطن، وبالتالي شل حياته حتى يرضخ لمطلبها سواء بدفع مخالفة، أو رسوم تعسفية دون اللجوء إلى القضاء كما هو النظام المتبع حالياً؟ تساءلت مدونات معروفة بسلبياتها تجاه مركزية السلطة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا مشكلة غياب التعامل بالنقد بريطانيا مشكلة غياب التعامل بالنقد



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday