ستارمر وواقع مسؤولية الحكم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ستارمر وواقع مسؤولية الحكم

 فلسطين اليوم -

ستارمر وواقع مسؤولية الحكم

بقلم: عادل درويش

المعارضة في بلدان تحذو برلمانياً حذو بريطانيا ومجلس عمومها الأشهر والأقدم في العالم، تسمى «حكومة الظل». المعارضة الرسمية في بريطانيا يمثلها حزب المقاعد الأكثر بين مجموعات المعارضة (المحافظون بـ121 مقعداً)، تسمى «حكومة الظل» لأن البنش الأمامي فيها هو ظل أو انعكاس مجلس وزراء الحكومة في جميع المناصب.

غالبية المؤرخين والأكاديميين الدستوريين يعدُّونه النظام الأفضل والأكثر ثباتاً؛ وتأثير تغيير الحكومة على الأسواق والمجتمع لا يكاد يذكر. فالناخب يعرف وزراء الظل قبل التصويت. ونذكر كيف تغيرت الحكومة من «محافظين» إلى «عمال» بكاملها، بعد 14 ساعة فقط من إغلاق مراكز الاقتراع في 650 دائرة بريطانية، الصيف الماضي.

السير كير ستارمر، المحامي الذي كان النائب العام (رئيس جهاز النيابة، أو المدعي العام) قبل انتخابه للبرلمان في 2015، اكتشف أن الانتقال من ظل المعارضة (التي تزعمها منذ 2020) إلى شمس مقاعد الحكومة يعني تعرضه لوهج المسؤولية السياسية وحرارتها. وبدلاً من إطلاق الانتقادات اللاذعة على الحكومة يبحث اليوم في كل حضور برلماني عن درع تقيه رماح المعارضة.

والسلطة الرابعة من منصتها فوق كرسي رئيس البرلمان تراقب كل حركة وكلمة، منه، ومن وزرائه في الصف الأمامي، وردود أفعال نوابه في البنشات الخلفية، بحثاً عن «متمردين» على خطه السياسي؛ لأنهم عادة «مصادر» للصحافة عن التوتر داخل الحزب الحاكم.

مجلس العموم في عطلة عيد الفصح حتى 21 من الشهر الحالي، ولكن ستارمر لا يزال في وهج شمس سدة الحكم وقيظها؛ فالأحداث يا ولدي العزيز -كما قال الزعيم البريطاني الراحل السير هارولد ماكميلان- لا ترحم في مفاجآتها.

وبينما يلهث «العمال» (والمحافظون) لشهرين في استطلاعات الرأي، محاولين اللحاق بحزب «الإصلاح» الحديث التكوين (وله 5 نواب فقط)، يُفاجَأ ستارمر بأرقام جديدة غير مطمئنة: «الإصلاح» يملأ دوائر انتخابات البلديات التي تجري الشهر القادم بمرشحين (1631 أو 99.4 في المائة من الدوائر) أكثر من «العمال» (94 في المائة من الدوائر) وبدورهم أقل من «المحافظين» (97.3 في المائة).

حزب ستارمر لا يجد مرشحين عماليين محليين قادرين على إقناع الناخب في الأرياف والمدن الصغيرة (خارج العاصمة، لندن، والمدن المتروبولية الكبرى) بأن سياسات الحكومة العمالية (بخاصة المالية الضرائبية والاقتصادية) ستكون ذات فائدة على المستوي المحلي (مدينة برمنغهام، ثاني أكبر مدن البلاد، تتراكم فيها تلال القمامة لأكثر من شهر منذ إضراب عمال النظافة بعد أن خفض مجلس المدينة العمالي، المفلسة خزانته، أجورهم).

ورغم عطلة البرلمان يتجول ستارمر، وخلفه المجموعة الصحافية البرلمانية، بين مراكز الصناعة والخدمات، في تراجع واضح عن سياسات اقتصادية تبناها بدوافع آيديولوجية، في مقاعد الظل، ولم تصمد لشمس الواقع.

النموذج الأوضح التراجع عن سياسات البيئة الخضراء ومعادلة الصفر الكربونية، وإن كان ستارمر يمسك بشمسية (مظلَّة) الاستجابة للتعريفات والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الواردات.

في زيارته لمصنع سيارات، أعلن التراجع آيديولوجياً عن سياسة الرسوم والالتزامات على منتجي السيارات ببيع 28 في المائة سيارات كهربائية (ترتفع إلى 80 في المائة في 2030، ومائة في المائة في 2035) من إنتاجهم وإلا تعرضوا لغرامة؛ ففي الواقع يُحجم أغلبية الناس عن شرائها لارتفاع أثمانها، ولعدم توفر نقاط ومراكز كافية لإعادة شحن البطاريات. وكذلك من أجل منع إنتاج سيارات محركات الاحتراق الداخلي من 2030 إلى 2035.

الأحداث فاجأته بحالة طوارئ ليستعين بالفحم (العدو الأول للمهووسين بآيديولوجية البيئة، كالخضر واليسار العمالي) لإنقاذ ما تبقى من صناعة الصلب البريطانية من الغرق الأبدي.

فشركة «جينغي» الصينية (المالك لمصانع «الصلب البريطاني») استغاثت بالحكومة بأنها ستضطر إلى إغلاق آخر أفران باقية لصناعة الصلب في البلاد، وتسريح 27 ألف عامل، مما ينهي صناعة تعود إلى الثورة الصناعية (ثلاثينات وأربعينات القرن الـ19)، بسبب عدم توازن التكاليف اقتصادياً، واستيراد المواد الخام، والمصنع يخسر ثلاثة أرباع مليون جنيه يومياً.

حكومة ستارمر، استدعت البرلمان من العطلة لجلسة طارئة أمس، السبت (كان آخر مثيل لها في 1982 لحرب الفوكلاند) لمنح صلاحيات مؤقتة لجوني رينولدز، وزير الأعمال والتجارة، لإدارة الشركة ومصانعها مباشرة، واستيراد ما يلزم من خام الحديد والفحم الكوك من خارج البلاد. «العمال» كانوا قد أصدروا قوانين البيئة في 2008، ويلومهم المنتقدون في الاندفاع الآيديولوجي لإغلاق مناجم الفحم وخام الحديد، بينما طالب حزب «الإصلاح» بتأميم «الصلب البريطاني».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستارمر وواقع مسؤولية الحكم ستارمر وواقع مسؤولية الحكم



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday