المليارديرات والسياسة وحرية التعبير
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المليارديرات والسياسة وحرية التعبير

 فلسطين اليوم -

المليارديرات والسياسة وحرية التعبير

بقلم: عادل درويش

 

الملياردير مارك زوكربيرغ، صاحب «ميتا» (فيسبوك سابقاً) اختطف مانشيتات الصحف ونشرات الأخبار على الوسائل التقليدية والحديثة هذا الأسبوع من الملياردير الأكبر، أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، صاحب «إكس» (تويتر سابقاً). الأخير يستحوذ على اهتمام الصحافة والشبكات لفترة أطول في معركة تغريد متصاعدة على منصته ينتقد فيها الحكومة البريطانية العمالية بزعامة السير كير ستارمر، وبدورها تتناقص شعبيتها وفي مأزق اقتصادي وسياسي.

ماسك يركز على أحداث ومطالب وراء تدهور شعبية ستارمر؛ مطالب تتوحد فيها المعارضة وقطاعات من الشعب (76 في المائة عموماً و65 في المائة من ناخبي العمال في الاستطلاعات) خصوصاً المزارعين، ومناطق الريف، والطبقات غير الميسورة من السكان البريطانيين الأصليين، ومعظم الصحف باستثناء أقلية في الإعلام اليساري. مستشارو ستارمر قلقون من سياسات تضر بالتجارة البريطانية قد يتخذها دونالد ترمب بعد توليه الرئاسة الأميركية؛ وكان رسميون في حزب العمال ساعدوا منافسته كامالا هاريس أثناء الحملة الانتخابية، كما أن وزراء عماليين يجاهرون بعداوتهم لترمب. الأخير منح ماسك منصباً مؤثراً في إدارته، وهو السبب، في رأي أغلبية المراقبين، الذي دفع زوكربيرغ إلى إعلانه إلغاء لجنة أو خدمة ما يعرف بالتدقيق في صحة المعلومات (وهي في الحقيقة «رقابة» على النشر «لفلترة» أو تصفية ما قد يجرح المشاعر لأقليات وتيارات أو يتسبب في قلق لإدارات وحكومات ومؤسسات أغلبها ليبرالية). كثيرون يرون توقيت زوكربيرغ «انتهازياً»، والبعض الآخر «مراضاة لترمب» الذي كان زوكربيرغ منع حسابه من النشر، دعماً للديمقراطيين، والبعض الثالث يضيف عامل المنافسة مع منصة «إكس». ففور امتلاك ماسك «إكس»، أعلن دعمه التام لحرية التعبير وإنهاء الرقابة بإلغاء اللجان المماثلة لتلك التي سرح زوكربيرغ موظفيها من «ميتا». والأخير يعرف أن الجمهور الأميركي يعطي أولوية بالغة لحرية التعبير والنشر؛ حسب المادة الأولى من الدستور الأميركي التي تحمي حق المواطن في إهانة الرموز الوطنية، كحرق العلم الأميركي نفسه بوصفه وسيلة تعبير عن الاحتجاج.

وزوكربيرغ يحاول اللحاق بـ«إكس» حول العالم، خصوصاً أن حكومات (لا تصنف في أميركا وأوروبا على أنها «ديمقراطية») تحجب بعض - وأحياناً معظم أو كل - ما ينشر على «إكس»، والنتيجة تصوير ماسك لنفسه فارساً نبيلاً يقود حملة عالمية دفاعاً عن حرية التعبير. المفارقة التاريخية أنه في السنوات الأخيرة، أصبحت التيارات المعروفة تقليدياً بـ«التقدمية» - والمقصود اليسار بأطيافه من الليبرالية إلى الماركسية - هي التي تدعو إلى الرقابة وتحجب النشر، وتمنع مشاركة مفكرين وشخصيات بارزة من مخاطبة الجموع بذرائع مختلفة وما عرف بالصوابية السياسية؛ بينما يحمل المحافظون وجماعات ووسائل إعلام يمين الوسط لواء حرية التعبير والنشر. وحتى اليمين القديم (المتطرف أو الشعبوي في قاموس صحافة اليسار) انضم إلى حملة الدفاع عن حرية التعبير؛ سواء إيماناً بالمبدأ أو بسبب مقاطعة أغلبية الإعلام الليبرالي واليساري لهم. ماسك بدوره في تغريداته يغازل هذه الأحزاب والتيارات في أوروبا؛ وهو ما دفع بكثير من الشخصيات الإعلامية ونجوم المجتمع في بريطانيا وأوروبا إلى إعلانهم هجرهم منصة «إكس» وإغلاق حساباتهم فيها. لكن ماسك أدرك بحسابات رجل السوق أن استطلاعات الرأي ونتائج الانتخابات في بلدان وسط أوروبا وإيطاليا وفرنسا تشير إلى تقدم هذه الأحزاب والتيارات.

زوكربيرغ بدوره يدرك أن رفع سقف الحرية بإلغاء التقييم من «فيسبوك» ومنصات «ميتا» موجه لأميركا، ولن يستفيد منه المستخدمون في بلدان أوروبا، التي تتبع قوانين الاتحاد الأوروبي، أو قوانينها الخاصة، الأكثر صرامة في محاسبة منصات التواصل الاجتماعي كأنها دور نشر، مسؤولة عن المحتوى الذي يوضع عليها. المبرر لإصدار هذه اللوائح بدأ بحماية الأطفال والقصر، ثم بدأت تتوسع تدريجياً لتشمل حماية ما يثير حساسية أو يهين الأقليات والعرقيات، والجماعات والتيارات ذات التوجهات المتعددة، وأضيفت إليها بنود يصعب على المحامين تعريفها بشكل محدد مثل خطاب الكراهية، أو إهانة طائفة أو مجموعة أو ترويج أكاذيب مضللة تسبب أضراراً.

تحت البند الأخير وجهت حكومة ستارمر وحدة أمنية في وزارة الداخلية مخصصة لمكافحة التطرف لمتابعة تغريدات ماسك، وتقرير ما إذا كانت تهدد الأمن، أم لا، خصوصاً بعد شكوى وزيرة من أن هجوم ماسك عليها أثار المئات من التهديدات وخطاب الكراهية ضدها. خطوة غير موفقة من الزعيم البريطاني، فبجانب المجازفة باستفزاز إدارة ترمب، فإن المعلقين يقارنون حكومة العمال بحكومات في العالم الثالث يعدّها ستارمر غير ديمقراطية، اتخذت إجراءات لحجب «إكس» في بلدانها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المليارديرات والسياسة وحرية التعبير المليارديرات والسياسة وحرية التعبير



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday