دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

 فلسطين اليوم -

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

بقلم : عثمان ميرغني

بهزيمة «قوات الدعم السريع» وإخراجها من الخرطوم، يكون مخططها للاستيلاء على الحكم والسودان قد تلقى ضربة قاصمة، لكن هذا لا يعني أن المؤامرات على البلد انتهت أو ستتوقف. فالجولة الكبيرة التالية للحرب انتقلت الآن إلى دارفور وكردفان، وعليها سيتوقف الكثير بالنسبة للسودان، ووحدته، وسلامة أراضيه، وهزيمة بعض المشاريع والمخططات المتربصة به.

أول من أمس، أرسل لي صديق تسجيلاً صوتياً لأحد منظري مشروع دولة عرب الشتات الأفريقي يؤكد فيه وجود مخطط «توطين عربان غير سودانيين في السودان»، على حد تعبيره، ويصفه بأنه مشروع قديم وسابق حتى لظهور «قوات الدعم السريع».

كنت قد تابعت في فترات سابقة تسجيلات أخرى لهذا المتحدث، تكلم فيها بحماسة عما وصفه بمشروع للقومية العربية المتناثرة في عدد من الدول الأفريقية، وفرصة جمعهم في دولة تضمهم، وهي الفرصة التي ربطها بالحرب التي اندلعت في السودان. ولم يخفِ الرجل دعمه لـ«قوات الدعم السريع» إذ دعا لإنشاء صندوق لجمع التبرعات المالية لصالحها، ولحملة لتجنيد الشباب للقتال في صفوفها بغية تمكينها من الانتصار. ومن فرط حماسته ذهب إلى حد تحذير عرب تشاد من أن فشل مشروع «الدعم السريع» في السودان سيعني نهاية حلم دولة عرب الشتات الأفريقي. وإمعاناً في التخويف من تبعات هذا الفشل، زعم أن مذابح انتقامية ستحدث ضد العنصر العربي في تشاد، ولإبادة القبائل التي وقفت مع «الدعم السريع».

ما أثار انتباهي في التسجيل الأخير الذي تلقيته أن المتحدث ركّز هذه المرة على أن مشروع توطين «عربان البادية الكبرى» لا يرتبط بـ«قوات الدعم السريع»، بل سابق لها، ويعود إلى عام 2006. وخلافاً لتسجيلاته السابقة، أورد هذه المرة سردية جديدة سعى من خلالها إلى ربط الموضوع بحزب المؤتمر الوطني قائلاً إنه (أي الحزب) كانت لديه رؤية «غير معلنة» بشأن توطين عربان غير سودانيين في السودان، وإنه كان هناك اتفاق «سري غير مكتوب» بين الرئيس السوداني السابق عمر البشير والرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي بمقتضاه يُسهل لعربان تشاد الاستيطان في السودان، بينما يُسهل للأفارقة غير العرب من السودان الاستيطان في تشاد.

المشكلة في مثل هذه الروايات هو استنادها إلى أشياء، مثل «اتفاق سري غير مكتوب» أو «رؤية غير معلنة» يصعب التوثق منها، اللهم إلا إذا تطوع أحد أطرافها المباشرين بتأكيدها، وهو ما لم يحدث. كذلك كان لافتاً أنه بقدر حرص المتحدث هذه المرة على نقل المسؤولية إلى المؤتمر الوطني، فإنه لم يتطرق لهذا الجانب سابقاً، ما يثير التساؤلات حوله وحول مراميه.

لا أدري إن كان الكلام يرمي إلى مجرد السرد، أم أنه يرمي إلى إثارة بلبلة ومحاولة زرع فتنة بين الجيش السوداني والقوات المشتركة التي تقاتل في صفه. فليس سراً أن هناك جهات تعمل على زعزعة الثقة وإثارة المشاكل بين هذه الأطراف بغرض التأثير على مجرى الحرب.

في كل الأحوال فإن «قوات الدعم السريع» تبقى رأس الرمح في محاولة تغيير التركيبة الديموغرافية في دارفور أولاً، ثم في مناطق أخرى إن كانت تمكنت من فرض سيطرتها على الدولة. وليس سراً أنها ظلّت تجند مقاتلين من دول الجوار ومن عرب الشتات الأفريقي تحديداً للقتال في صفوفها. وبعد الهزائم المتلاحقة التي تلقتها من سنار إلى الجزيرة فالخرطوم، سمعنا «قائد الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشقيقه ونائبه عبد الرحيم يلوحان بتجنيد مليون شخص في قواتهما، وهو كلام قد يكون محاولة لرفع المعنويات، لكنه أيضاً يكشف عن أن الرجلين ينظران عبر الحدود لاستقدام المقاتلين من الحواضن الاجتماعية لعرب الشتات سواء في تشاد أو أفريقيا الوسطى أو النيجر ومالي. صحيح أنهما لأسباب تكتيكية تحالفا مع حركات مسلحة أخرى ليست من حواضنهما المعروفة، لا سيما بعد الهزائم المتلاحقة منذ أشهر، إلا أنهما ظلا ينظران دائماً إلى المدد من عربان الشتات الأفريقي.

الآن بعد أن تبدد حلم السيطرة على الحكم، فإن «قوات الدعم السريع» مع داعميها تركز على معركة دارفور، وهو ما يجعل هذه المعركة مصيرية بكل المعايير، لا لهذه القوات فحسب، بل لوحدة السودان.

الجيش حسم أمره وأعلن مراراً وتكراراً أنه سيقاتل حتى آخر نقطة حدودية وسيحرر دارفور وكردفان، وذلك رداً على مَن يروجون أنه لن يكون حريصاً على مواصلة القتال بعد استعادة الخرطوم، أو أن هناك اتفاقاً مزعوماً لفصل دارفور وتركها لـ«الدعم السريع» مقابل انسحابها من مناطق تمددها السابق.

دارفور جزء مهم من السودان، وواهم مَن يعتقد أن انفصالها سيكون حلاً وبوابة للاستقرار في السودان، فدرس الجنوب على اختلافه ماثل أمام الأعين، وأي انفصال جديد سيكون أكبر تكلفة وأخطر على السودان ومستقبله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday