مفتاح عرفات… ليس بيد عبّاس
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مفتاح عرفات… ليس بيد عبّاس؟

 فلسطين اليوم -

مفتاح عرفات… ليس بيد عبّاس

بقلم : نبيل عمرو

أمضى ياسر عرفات قرابة نصف قرن قائداً مركزيّاً للحالة الفلسطينية بجملتها وتفاصيلها. ومنذ تسميته ناطقاً رسمياً باسم حركة فتح وترشيحه ليكون رئيساً لمنظّمة التحرير، خلفاً لرئيسها المؤسّس أحمد الشقيري، وإلى أن توفّاه الله، وهو يكيّف الحالة الفلسطينية مع قيادته الدائمة لها على مبدإٍ وضَعه لنفسه: “أنا فلسطين وفلسطين أنا”.

ورث عن سلفه أحمد الشقيري منظّمة التحرير بإطاراتها ومؤسّساتها المثبتة في ميثاق تأسيسها. حافظ عليها هي هي، لكنّه أضاف إليها ما يسهّل عليه الإمساك القويّ بزمامها، فاستحدث إطاراً وسيطاً بين برلمانها “المجلس الوطني” وقيادتها اليومية “اللجنة التنفيذية”، هو المجلس المركزي الذي تمتّع بصلاحيّاتٍ موازية لصلاحيّات “المجلس الوطني” وأحياناً ما هو أوسع منها، وذلك بفعل الصعوبات والمعوّقات التي كانت تحول دون دورية انعقاد “الوطني”. حتّى اتّفاقات وتفاهمات أوسلو على أهمّيتها تمّت بإقرار من الحلقة الوسيطة لا الأساسيّة العليا.

منذ تسلّمه رئاسة منظّمة التحرير عمل بدأب ومواظبة وبراعة على أن يُحكم قبضته على القرارات الأساسية، معتمداً على قوّة “فتح” وتحالفها مع الشخصيات الاعتبارية المستقلّة التي حقّقت له غالبيّة ثابتة حيّدت تأثير القوى المعارضة له، سواء من داخل المنظّمة أو من النظم العربية ذات الامتدادات العضويّة فيها، كالبعثين العراقي والسوري.

نظام عرفات

مع الزمن وبفعل سلسلة المعارك الكبرى التي قادها على الجغرافيات العربية المحاذية لفلسطين، وما نتج عنها من إنجازات سياسية، تكرّس نظام سياسي يستحقّ تسميته بنظام عرفات. كانت واجهته مؤسّسات “فتح” والمنظّمة، التي توفّر شرعيّة مستقرّة له، ومحتواه إمساك الرجل المركزي بكلّ المفاتيح والأقفال التي تجعل من السيطرة عليه مستحيلةً على غيره، فلسطينياً كان أم عربيّاً أم دوليّاً.
رحل عرفات بعد ما يربو على نصف قرن وهو في قلب الحالة الفلسطينية ومركزها

رحل عرفات بعد ما يربو على نصف قرن وهو في قلب الحالة الفلسطينية ومركزها. وقبل رحيله وقعت جائحة أودت بحياة كلّ المرشّحين لخلافته ممّن يسمّون بالتاريخيّين المؤسّسين، خليل الوزير، صلاح خلف، خالد الحسن وفاروق القدومي، ولم يبق من هذا الجيل سوى محمود عبّاس الذي قيّضت له الأقدار أن يكون الخليفة التلقائيّ لعرفات، والوارث لنظامه، الذي يشبه صندوقاً مغلقاً مفتاحه بيد عرفات وحده. وفي هذه الحالة وخلال أيّام معدودات، تبيّن للخليفة التلقائي أنّ الراحل أخذ أقفاله ومفاتيح صندوقه معه.

عبّاس لم يكن شريكاً في التّأسيس

كان عبّاس جزءاً من نظام عرفات ولم يكن شريكاً في تأسيسه وتشغيله، وحين آلت كلّ الأمور إليه وجد نفسه على رأس جيش أسّس غيره بناه وتقاليد عمله وكتائبه وألويته وفرقه.
في حياة عرفات حاول العالم وضع حلٍّ لهذه المعضلة بإيجاد صيغةٍ يكون فيها عبّاس شريكاً فعليّاً في إدارة النظام السياسي الذي نشأ بفعل أوسلو

في حياة عرفات حاول العالم وضع حلٍّ لهذه المعضلة بإيجاد صيغةٍ يكون فيها عبّاس شريكاً فعليّاً في إدارة النظام السياسي الذي نشأ بفعل أوسلو. كان نظاماً مزدوجاً، المنظمة والسلطة في مكان واحد. وقد تأسّست شراكة بين الرجلين على رأس النظام المستجدّ من خلال استحداث موقع رئيس الوزراء الذي يتقاسم السلطات والمسؤوليّات مع رئيس السلطة. إلّا أنّ التجربة فشلت تماماً بفعل هيمنة عرفات ونفوذه الشامل في الحياة الفلسطينية، وهو ما حمل عبّاس على فضّ الشراكة بالاستقالة المبكرة بعدما دامت أقلّ من أربعة شهور أنتجت حالةً تحوّلت فيها رئاسة الوزراء من شريك إلى موظّفٍ ملحق بالرئاسة العليا، وهذا ما بقي حتّى الآن.

عرفات

لسوء حظّ عبّاس أنّه ورث حالة لا يقوى على إدارتها سوى صانعها.

كان صندوق عرفات مستجيباً تماماً لزمن الثورة ومتطلّباته، وأمّا ما نحن فيه الآن من تشتّت في القوى وتهميش للإطارات وانحسار في الالتفاف الشعبي حول فتح والمنظّمة والسلطة، فكثير منه راجع لغياب المؤسّس. وما يجري الآن من محاولات للمعالجة تحت عنوان الإصلاح، لا صدقيّة عمليةً لها، بل هي تحسينات تصيب القشرة ولا تصل إلى الجوهر.

إقرأ أيضاً: الميليشيات والشّرعيّات: استدامة مستحيلة

تتطلّب الحالة الفلسطينية صندوقاً جديداً، وما دمنا بصدد الحديث عن شعبٍ حيٍّ يُعدّ بالملايين وقضيّة تشغل بال العالم كلّه، فالجديد حتميّ وممكن، ولدى الفلسطينيين عقول مبدعة تقدر على إنتاجه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفتاح عرفات… ليس بيد عبّاس مفتاح عرفات… ليس بيد عبّاس



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday