زيارة ترامب… حدود التّوقّعات الفلسطينية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

زيارة ترامب… حدود التّوقّعات الفلسطينية..

 فلسطين اليوم -

زيارة ترامب… حدود التّوقّعات الفلسطينية

بقلم : نبيل عمرو

منذ أعلن الرئيس دونالد ترامب أنّ المملكة العربية السعودية ستكون المحطّة الأولى في زياراته الخارجية، قبل أن يضيف إليها دولتَي الإمارات وقطر. ومن دون ارتباطٍ مباشرٍ وتركيب دلالات خاصّة على استثناء إسرائيل من هذه الجولة، نظر العالم للزيارة آنذاك من زاوية التطبيع السعودي مع إسرائيل، انطلاقاً من أنّ الرئيس ترامب هو الرائد الأوّل لمسار أبراهام الذي أنتج علاقاتٍ دبلوماسيةٍ رسميةٍ بين العديد من الدول العربية وإسرائيل، وأنّه وعد ببلوغ الذروة من خلال تطبيعٍ سعوديٍّ يجعل من الدول العربية غير المطبّعة كمّاً ونوعاً أقلّيّة. إلّا أنّ الملاحظ هو خفوت النغمة “الإبراهيمية” كثيراً هذه الأيّام إلى حدّ التلاشي.

تميّزت المملكة العربية السعودية في زمن التقلّبات الجذرية التي حدثت على مستوى الشرق الأوسط والعالم بأنّها توظّف بميزانٍ دقيق أوراقها وإمكاناتها في لعبة الأمم الجديدة، وأوّل ما بلورته المملكة وأسّست عليه سياستها تجاه كلّ التطوّرات في الإقليم والعالم أنّ الذهاب إلى جذور الصراعات والحروب ومعالجتها بتسوياتٍ متوازنةٍ ودائمةٍ هو السبيل العمليّ الوحيد لإنهاء “دوريّات الحروب” التي لم تعد ظاهرةً شرق أوسطيّة، بل انضمّت إليها أوروبا التي فُرضت عليها حربٌ لا مغالاة حين توصف بالمصيريّة من كلّ النواحي.

تصفير المشاكل

بدأت المملكة بنفسها من خلال تبنّي سياسة صفر مشاكل، وبدأتها مع الجار الإيراني بما له وما عليه في الماضي والحاضر. وأظهرت مرونةً مدروسةً لكن حذرةً تجاه مسار أبراهام، ووظّفت كلّ ما لديها من أوراق نفوذ لجعله متوازناً وأساسه حلّ القضيّة الأمّ، وفقاً لإجماعٍ دوليٍّ ساهمت في بلورته بهدف إخراج حلّ الدولتين من ثلّاجة المبدأ والشعار إلى واقعٍ عمليّ أساسه قيام الدولة الفلسطينية التي ما تزال ممنوعةً مع أنّها مصدر النزاعات والحروب والاضطرابات في الشرق الأوسط، والعقبة الكأداء أمام استكمال مسار أبراهام إلى محطّته المفصليّة.
لزيارة ترامب مزايا تستحقّ أن تؤخذ في الاعتبار، أولاها ما هو متاحٌ للمملكة من تطوير لعلاقاتها الثنائية مع الدولة العظمى في كلّ المجالات

المملكة وهي ماضيةٌ في هذا الاتّجاه تمكّنت من إحداث تحوُّل إيجابي في مفهوم الواقعية السياسية، من خلال الفرز الذي أوجدته في مسألة التسوية الجذرية للقضيّة الفلسطينية، التي يقف العالم كلّه معها في شأنها، بينما المواقف المناوئة للفكرة والهدف باتت معزولةً تماماً.

قبل عمليّة السابع من أكتوبر، وما تلاها من حربٍ إقليميةٍ غير معلنة بهذه التسمية جرت على جبهاتٍ عدّة في وقتٍ واحد وأحدثت دماراً ونزفاً دمويّاً غير مسبوقٍ في تاريخ حروب الشرق الأوسط، كانت احتمالات فتح مسارٍ سياسيٍّ في شأن القضيّة الفلسطينية أكثر منطقيّةً على ضعفها ممّا هي عليه الآن، فوجدنا أنفسنا أمام واقعٍ مستجدٍّ يجعل من الحديث عن تسوية سياسيّة ضرباً من ضروب اللامنطقية واللامعقول، ذلك أنّ القضايا المستجدّة وأشدّها تعقيداً قضيّة غزة، وعصفها الخطر على الضفّة الغربية، وامتدادها غير المحسوم حتّى الآن على الجبهة الشمالية ونزولاً حتّى باب المندب، واستفحال المضاعفات الكارثية للعجز الدولي عن إيجاد حلولٍ لمأساة غزّة، كلّ ذلك جعل من الحديث مع المملكة عن تطبيعٍ، ولو بخطواتٍ أوّليةٍ محدودة، أمراً غير منطقي، فلا المملكة في وارد الإصغاء للكلام القديم حول هذه الحكاية، ولا ترامب يملك الأوراق الحاسمة التي تفرض على إسرائيل مرونةً في شأن التسوية الفلسطينية، ولا الواقع على الأرض، حيث الحرب لم تضع أوزارها بعد، يسمح بفتح مسارٍ سياسيٍّ تشارك فيه أو ترعاه الإدارة الأميركية المنهمكة في نزاعاتٍ مع معظم دول العالم الحليفة والمعادية والمنافسة.

شروط حتميّة للنّجاح

غير أنّ لزيارة ترامب مزايا تستحقّ أن تؤخذ في الاعتبار، أولاها ما هو متاحٌ للمملكة من تطوير لعلاقاتها الثنائية مع الدولة العظمى في كلّ المجالات، وترى المملكة، الدولة الإقليمية العظمى ذات الحضور القويّ في الحياة الدولية المعاصرة، أنّ هذه العلاقات تصبّ في مصالحها.
بدأت المملكة بنفسها من خلال تبنّي سياسة صفر مشاكل، وبدأتها مع الجار الإيراني بما له وما عليه في الماضي والحاضر

هي أيضاً فرصةٌ ليسمع الرئيس الأميركي حقائق إمّا غائبة عنه أو تُقدّم له بصورةٍ مضلّلة تقوده إلى قراراتٍ على شاكلة صفقة القرن وفتح أبواب جهنّم على غزّة وأشياء كثيرة من هذا القبيل.

في هذا الشأن سيسمع لغةً واحدةً من دول بعضها قام بالتطبيع، والبعض الآخر لا يعارض الفكرة ولا يحاربها، بل يضع شروطاً حتميّةً لنجاحها، إذا كان القصد هو إنهاء حروب الشرق الأوسط واستبدالها بتسوياتٍ جذرها حلّ القضيّة الفلسطينية بما يرضي العرب والفلسطينيين والعالم.

تتأهّب المملكة بمشاركةٍ فرنسيّةٍ وحضورٍ دوليٍّ شامل لإطلاق مؤتمر الدولة الفلسطينية لوضعها بقوّة على جدول أعمال العالم كقضيّةٍ بحاجةٍ ملحّةٍ إلى الإنجاز، ولا بدّ من مناقشة الأمر مع ترامب لما لأميركا من قدراتٍ فعليّةٍ في إنجاح أيّ مسعىً نحو التسوية أو إفشاله، وإلى أن تتبلور خلاصات الزيارة المرتقبة بإعلاناتٍ رسميّةٍ من أطرافها مباشرةً، فليس لنا ولغيرنا سوى محاولة التوقّع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة ترامب… حدود التّوقّعات الفلسطينية زيارة ترامب… حدود التّوقّعات الفلسطينية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday