حماس القدرة والمصير
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حما..س القدرة والمصير

 فلسطين اليوم -

حماس القدرة والمصير

بقلم : نبيل عمرو

ردّت “حماس” على المقترح الإسرائيلي الذي وصلها عن طريق وسطاء بالرفض، مفسّرة موقفها بأنّ الاقتراح ينطوي على مطالب تعجيزية. وقبل تلقّيها المقترح علمت بأنّ إسرائيل من خلال المبعوثين الأميركيَّين، ستيف ويتكوف وآدام بوهلر، تطالب بتجريدها من سلاحها، وهذا ما اعتبرته “الحركة” خطّاً أحمر غير خاضع للتفاوض. وفي تفسيرها لموقفها من سلاحها، قالت إنّه أمرٌ يتعلّق بالكرامة، وإنّ السلاح سيبقى بحوزتها ما دام الاحتلال قائماً.

حركة “حماس” التي أخذت على عاتقها بدء معركة “طوفان الأقصى”، التي تنصّل حلفاؤها  من المشاركة في إصدار قرارها، واصلت الحرب قتالاً وتفاوضاً وكادت تحقّق الكثير ممّا سعت إليه من خلال الصفقة المتكاملة التي وضعتها إدارة جو بايدن، والتي رأت فيها “حماس” فرصة للبقاء في غزّة، وإن لم تكن حاكمةً كالسابق، لكنّها شريكة في الحكم، من خلال وجودها المسلّح الذي استعرضته في عمليّات التبادل، التي تمّت عدّة مرّات، ضمن المرحلة الأولى للصفقة الأميركية.

تحت وطأة ضغط إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وافق بنيامين نتنياهو على الصفقة، لكنّه أضمر انقلاباً عليها قبل الوصول إلى استحقاقات المرحلة الثانية، التي تنصّ على انتهاء الحرب وانسحاب إسرائيل وفتح المعابر لدخول المعدّات اللازمة لإعادة الإعمار.

الانقلاب على الاتّفاق

اعتبرت “حماس” هذا السيناريو الأميركي انتصاراً لها، من دون أن تحسب بدقّة أنّ واضعي السيناريو من إدارة بايدن سوف يغادرون البيت الأبيض عمّا قريب، وأنّ نتنياهو الذي قبِل بالصفقة قبِل بالفعل بالمرحلة الأولى منها فقط، تاركاً الثانية والثالثة للتفاوض عليهما، بحيث يتزامن التفاوض مع قدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وساعتئذٍ يتمّ الانقلاب على كلّ ما بقي من الصفقة للدخول في مرحلة جديدة من الحرب والمساومات تحت ضغط النار.
يواجه الفلسطينيون أخطر ما واجهوه منذ بداية نكبتهم، ولا خيار لديهم سوى مواصلة الحياة والأمل مهما كان الثمن

ما حدث مع قدوم ترامب كان مخالفاً تماماً لحسابات ورهانات “حماس”. وفي زمنٍ قياسيّ، بدا كلمح البصر، لم تعُد إيران سنداً استراتيجيّاً فعّالاً، ولم يعد “الحزب” شريكاً تضامنيّاً على أيّ مستوى، وتلاشت واسطة العقد سوريا من مشهد “الممانعة”، وكانت النتيجة أنّه وقع في المنطقة أعمق انقلابٍ للقوى وتموضعها وأدوارها. وهذا كلّه جاء ضدّ “حماس” وحساباتها ومعسكر الممانعة من أساسه.

معركة حياة أو موت

وجدت نفسها “حماس” بعد كلّ ذلك أمام معركة حياة أو موت، وإسرائيل لم تعد تريد تسوية معها كما كانت مضطرّة إلى ذلك تحت ضغوط إدارة بايدن. فهي تريد في عهد ترامب استسلاماً كاملاً وصريحاً لـ”حماس” يكون بحجمٍ يسمح لنتنياهو تصويره انتصاراً مطلقاً له حارب من أجله ويراهن عليه لإنقاذ رقبته من مقصلة  المساءلة وقضايا الفساد.

إسرائيل

أميركا التي في عهد بايدن، بقصدٍ أو من دون قصد، وفّرت لـ”حماس” فرصاً للبقاء في غزة، أميركا هذه، جاء إلى حكمها رئيسٌ يزايد حتى على بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير ونتنياهو في القضاء على “حماس” وإنهاء وجودها. وما حكاية شرط تسليم السلاح إلّا للإذلال، وهي تعرف أنّ ما بقي لـ”حماس” من سلاح لا يكفي لتكرار ما حدث في السابع من أكتوبر، ولا حتى لما هو أقلّ منه بكثير.

هذا التطوّر الفادح، الذي لم تحسب له “حماس” حساباً، وقع دفعةً واحدة، وفي زمن قياسي كلمح البصر، فوضع الحركة أمام خيارين أحلاهما أشدّ مرارةً من الآخر: إمّا مواصلة القتال بلا حلفاء، وبإمكانات تتضاءل يوماً بعد يوم، وإمّا القبول بما يُعرض عليها. وهذا يعني هزيمة محقّقة لن تقوم لها من بعدها قائمة، على الرغم من كلّ ما يمكن اختراعه من مظاهر تجميلية.
لا أحد يعرف إلى أين ستصل “حماس” في موقفها الراهن ممّا يُعرض عليها من قِبل أميركا وإسرائيل

لا أحد يعرف إلى أين ستصل “حماس” في موقفها الراهن ممّا يُعرض عليها من قِبل أميركا وإسرائيل. غير أنّ ما هو معروف هو ارتفاع أصوات أهل غزّة المفترض أنّهم حاضنة “حماس”، مطالبين بوقف الحرب تحت شعار محقّ: “بدنا نعيش”. وما هو معروفٌ أيضاً ويشاهَد على الأرض أنّ إسرائيل تستغلّ كلّ يوم وكلّ ساعة لتغيير جغرافية غزّة ورسم خريطتها الجديدة، وهذا ما تفعله فيها لا ينفصل عمّا تسعى إليه في الضفّة الغربية.

يواجه الفلسطينيون أخطر ما واجهوه منذ بداية نكبتهم، ولا خيار لديهم سوى مواصلة الحياة والأمل مهما كان الثمن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماس القدرة والمصير حماس القدرة والمصير



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday