فانس الحضارة الغربية والأعمار السبعة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

فانس... الحضارة الغربية والأعمار السبعة

 فلسطين اليوم -

فانس الحضارة الغربية والأعمار السبعة

بقلم : محمد أمين

أوائل أبريل (نيسان) الماضي، وفي وسط مؤسسة «هيرتيج» الأميركية، مركز التفكير الرئيس لإدارة الرئيس دونالد ترمب، وفي حضور كيفن روبرتس، رئيس المؤسسة، ورسام خرائط البيت الأبيض الحالي، تحدث نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، في معرض مناقشته لكتاب «لا تعش بالأكاذيب» للكاتب الأميركي رود دريهر، القريب من قلب وعقل فانس، عن الأسباب التي تدفع الحضارة الغربية تحديداً إلى التراجع في حاضرات أيامنا.

كتاب دريهر يتناول قصة القمع الديني والإيماني في الاتحاد السوفياتي السابق.

الغريب والعجيب في تلك الأمسية، هو أن فانس كاد يرى تماثلاً بين ذلك القمع الذي جرت به المقادير، وطوال سبعة عقود تقريباً في حلف وارسو، وما يجري اليوم سواء داخل الولايات المتحدة، أو في كثير من الدول الغربية؛ حيث تُقمع الرؤى الإيمانية التي شكَّلت يوماً ركيزة أساسية في بنية الحضارة الغربية، لصالح العلمانية غير المستنيرة والمتطرفة.

وبنص فانس، فإن الأفكار الدينية المؤسِّسة للغرب لم تفقد شعبيتها فحسب، ولم تصبح أقل رواجاً مما كانت عليه في الداخل الأميركي قبل مائتي سنة، وألف سنة في أوروبا؛ بل باتت غير مرغوب فيها من الأصل.

فانس يقطع بأن كثيراً من النخب الحاكمة الغربية أضحت معادية للروحانيات، وباتت المادية الجدلية هي محور ومرتكز حياتها، ولا سيما بعد أن ظللت رأسمالية السوق وحسابات الربح والخسارة سماواتها، ومن دون أي متنفَّس إيماني أو وجداني.

يرى فانس أن الإنتلجنسيا الغربية تتمسك اليوم بالأكاذيب المغلفة بالحوافز والمكافآت المالية، والفوائد الاجتماعية، ما يجعل التضحية بالروح وبالحضارة والعائلة؛ بل وبالوطن، أمراً معروفاً وموصوفاً ومألوفاً.

ولعل الأكثر إثارة في مداخلة جي دي فانس في تلك الأمسية، هو محاولته الربط بين استنهاض القوى الحضارية الغربية، والإجراءات والأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس ترمب خلال المائة يوم الأولى، مؤكداً أن طريق النصر النهائي طويل، وقد يحتاج إلى 20 أو 30 سنة، الأمر الذي يحمل ضمناً إيحاءات بوجود رؤى ومخططات لدى جماعة مؤسسة التراث، تتجاوز فترة ولاية ترمب أو ما يليها.

يعمد فانس إلى تقديم الولايات المتحدة كصنو ومرادف لفكرة الحضارة الغربية، وعنده أن الغرب في مجمله لن يستعيد تلك الحضارة وبناء مجتمع الفضائل، إلا بالخلاص من القيم الليبرالية التي اختُرعت قبل 20 أو 30 سنة، حسب وصفه، في إشارة لا تخطئها العين لسياسات تيار اليسار الديمقراطي بقيادة باراك أوباما وهيلاري كلينتون، ومؤخراً جو بايدن.

أحسن فانس صنعاً بالحديث عن الشجاعة اللازمة لقول الحقيقة والبحث عنها، في طريقه لكشف الوجه الزائف للحضارة الغربية التي قزَّمت الإنسان، ولا سيما عبر أوليغارشية وادي السليكون.

غير أنه يعنُّ لنا التساؤل: هل الأمر بالفعل على هذا النحو؟ أم أن ما يعيشه الغرب اليوم ما هو إلا تمثل لدورة الحضارة الإنسانية، كما رآها كثير من المؤرخين الثقات؟

عند المؤرخ الأميركي الشهير كارول كويغلي (1910- 1977)، المنظِّر لتطور الحضارات، والرجل الذي علَّم طلابه في معهد جورج تاون للخدمات الخارجية، وكان من بينهم شاب أصبح فيما بعد الرئيس بيل كلينتون، أن الحضارات مثل الإنسان: لها سبعة أعمار: المزج، والتطور، والتوسع، والصراع، ثم الوصول إلى مرحلة الإمبراطورية العالمية الشاملة، قبل الوصول إلى آخر مرحلتين: الانحطاط، ثم الاجتياح.

شرح كويغلي نظرية دورة الحياة بمقطع تقليدي قال فيه: «إنها عملية تطور... إن كل حضارة تولد وتدخل فترة من التوسع الحيوي، وتزداد في الحجم والسلطة، حتى تظهر أزمة في التنظيم».

أيكون ما قاله كويغلي عن أزمة التنظيم هو ما يضرب اليوم في جنبات الغرب، أوروبا وأميركا معاً؟

الثابت أنه عندما تمر الأزمة، ويعاد تنظيم الحضارة، تضعف إذَّاك حيويتها ومعنوياتها، ثم تدخل تلك الحضارة مرحلة الخمود، ثم الركود.

لكن متى تظهر الأزمات الداخلية؟

عادة يحدث ذلك بعد ما يطلق عليه أصحاب تلك الحضارات «العصر الذهبي»، أي المنطوق نفسه الذي يردده سيد البيت الأبيض، محاولاً صبغ ولايته الثانية بهذه الصبغة.

هنا يبرز -وكما نرى بالفعل- ضعف أخلاقي ومادي، الأمر الذي يطرح أسئلة جوهرية ووجودية عن قدرة الحضارة على الدفاع عن نفسها ضد أعدائها الخارجيين، ولا سيما في ظل تناحر أبنائها في الداخل، ما يسمح بغرقها في نهاية الأمر.

هل بلغت الحضارة الغربية مرحلة كويغلي العمرية السابعة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فانس الحضارة الغربية والأعمار السبعة فانس الحضارة الغربية والأعمار السبعة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday