نحو مقاضاة المتنمرين على المدافعات والمدافعين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحو مقاضاة المتنمرين على المدافعات والمدافعين

 فلسطين اليوم -

نحو مقاضاة المتنمرين على المدافعات والمدافعين

ريما كتانة نزال
بقلم : ريما كتانة نزال

لفتني ما قاله مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاستراتيجية في رده على الأسئلة المثارة حول مواجهة خطة الضم ومنها ما يتعلق بالفساد في السلطة، لدى اعتباره أن مقاصد بعض الأسئلة إشغال الحكومة وحرف النقاش نحو قضايا جانبية، ومن ثم ربطها بالأسئلة التي يوجهها بعض الدوليين التي تركز على قضايا الجندر والمساواة بين المرأة والرجل والعنف المنزلي في اجتماعات مع بعض الأوروبيين لتهريب النقاش في القضايا الرئيسية نحو المسائل الجانبية.

سأوافق على ما ذهب إليه د. أحمد عزم في افتعال استحضار قضايا ليست على جدول الأعمال من الجهات الخارجية وأهدافها السياسية المعروفة أو الخفيّة التي تتموضع على منحنى قوس من الأسباب: العجز عن تقديم الحلول أو بسبب الأولويات الدولية والتخلي عن المسؤوليات وتأثير الابتزاز التاريخي الإسرائيلي. أتفق ولكن لا أتفق مطلقاً لدى انسحاب الفكرة أوتوماتيكياً على أسئلة الواقع المحلي وكذلك الأسئلة المتصلة بأداء الحكومة تجاه قضايا محلية لا تتعارض مع الأولويات الوطنية التي يتوحد المجتمع عليها.

ولا أتفق أيضاً مع اصطناع الفصل بين القضايا الوطنية ومصالح القطاعات المطلبية والبرنامجية إذا ما اتفقنا على أن تقوية القطاعات المجتمعية جزءٌ لا يتجزأ من عملية مواجهة خطة الضم وتوفير مقومات الصمود، وأن أحدهما بمثابة الشرط لتحقيق الآخر ضمن سياسة تلازم وتوازي المسارات.. حيث لا ننتظر إنجاز التحرر الوطني والاستقلال لنبدأ العمل بالقضايا الاجتماعية وتنظيم العلاقة بين الدولة ومكونات المجتمع عن طريق القوانين والتشريعات وتقوية المجتمع بالقانون، فمن البديهي أن المرأة القوية والمشمولة بالحماية ضرورة بديهية للمشاركة في معركة المواجهة مع الاحتلال والصمود والثبات على الأرض ونيل الحرية، علاوة على أن إصدار القوانين بمثابة عمل من أعمال السيادة وأحد مظاهرها وإعْمالها.

وإذا ما ربطنا ما سبق مع توجه الحكومة نحو تحديث أجندة السياسات والاستراتيجيات القطاعية ومراعاة النوع الاجتماعي في التخطيط، نعرف ان الانطباعات المتشكلة لدى أغلبية الحركة النسائية من أن الحكومة قد تراجعت كثيراً عن التزاماتها حتى لو ورد ضمن الركائز التي جرى الاطلاع عليها أفكار عن تعزيز المساواة والشباب والبيئة والمرأة أو عن عمليات المواءمة بناء على انضمام فلسطين للاتفاقيات الدولية، قبل أن يجري استدراك الحديث التقني بعدم ربط العملية بتخصيص الموارد اللازمة لأنها موضوع آخر.

لا حاجة لتكرار المُكرّر والنتيجة المأساوية المرئية على الأرض لكل من يرى، أن الحكومة قد تخلت عن خططها في وضع القوانين ذات الصلة بالمرأة جانباً ليس بسبب عدم أهميتها، فالكل يعلم أهميتها في ضوء البيانات العلمية الموضوعة من قبل الحكومة والحالة التي وصل لها المجتمع بما هي حالة شقاق وخلاف وعنف وكراهية، تملي على أصحاب القرار التوجه إلى إصدار القوانين، ليس قانون حماية الأسرة من العنف فقط بل بالتوازي مع قانون العقوبات وقانون الأحوال الشخصية.

التردد عن إصدار القوانين أو التخلي عنها يُعبران عن أن السلطة ليست فقط سلطة بلا سلطة على الأرض التي يعبر عنها غالباً أصحاب القرار في الدولة، بل أصبحت سلطة بلا سلطة على المجتمع، ولمزيد من الوضوح لا سلطة على قطاع المرأة، والشواهد حاضرة بكثافة على صفحات التواصل الاجتماعي والهجمة على المدافعات والمدافعين عن حقوق المرأة وعلى مواقع التواصل للمحطات التلفزيونية والإذاعية التي تفتح الحوار حول حقوق المرأة..!

نحن في هذا المقام ومع الخيبات المتوالية التي مُنيت بها قضية المرأة من الحكومة المتأسسة على فكرة الإشغال، لا زال البحث جاريا عن سدّ الفجوات بين موقف الحكومة والحركة الحقوقية والنسوية وتجييرها، لكن الموقف المتردد والحيادي والصامت على هجمة الاتجاهات المتطرفة والسلفية دون فعل بمستوى المسؤولية يوجه رسالة مُدوية عن تخلي الحكومة عن مسؤوليتها عن قطاع المرأة وإحالتها للجهات السلفية والعشائرية التقليدية، وأن مرجعية وثيقة الاستقلال والنظام الأساسي والاتفاقيات الدولية قد انتهى أمرها.

بعد ما سبق، انتهى المشهد إلى نفض اليد من البنى الرسمية والتعويل عليهم، وعليه كان التوجه للقضاء في ظل التخلي الفادح عن المسؤولية، الانتقال من موقع الانتظار والرهان على العقل إلى موقع الهجوم الشجاع وخيار الدفاع عن النفس بالقانون ورفع الشكاوى وجلب المتنمرين إلى القضاء باسم القانون والدفاع عن موقعه، الذين هبطوا بمستوى النقاش والحوار إلى القاع، السباب والشتم وتوجيه الاتهامات الباطلة، التوجه النسوي نحو قلع الأشواك من الطريق بالسواعد الحرة، تعبيراً عن الولاء للقانون ودولة القانون.     

قد يهمك أيضا :  

الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين

   عن تحريض الأصوليين على قانون حماية الأسرة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو مقاضاة المتنمرين على المدافعات والمدافعين نحو مقاضاة المتنمرين على المدافعات والمدافعين



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday