نجاح ساطع ومفرح، ونجاح أعرج مشكوك
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نجاح ساطع ومفرح، ونجاح أعرج مشكوك

 فلسطين اليوم -

نجاح ساطع ومفرح، ونجاح أعرج مشكوك

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

أما النجاح الساطع والمفرح فهو نجاح القائمة المشتركة لأهلنا فلسطينيي مناطق 1948.لقد نجحت القائمة في إيصال عدد غير مسبوق من النواب إلى الكنيست (15). وجاء النجاح تعبيراً عن درجة غير مسبوقة من الحضور ومن وحدة القوى ومن الزخم الجماهيري المؤيد للقائمة المشتركة والملتفّ حولها (بلغت نسبة التصويت 65% تقريباً، ذهب 87% منها تقريباً لصالح القائمة المشتركة) ما يشكّل بحد ذاته بشارة خير وفرح.
يؤكد البشارة والفرح أن هذا النجاح تحقق بالتحدي والغضب من أشكال متعددة من المجابهة لها، ومحاولات شرسة لحصارها والدعوة إلى مقاطعتها وعزلها من أكثر من جهة ومصدر، أبرزهم وأكثرهم شراسة حملة نتنياهو نفسه وحزبه الليكودي اليميني العنصري.

ويؤكده أن مندوباً أو أكثر للقائمة انتزع نجاحه من الحصة الإجمالية التي كانت مقدرة لمعسكر اليمين.أما النجاح الأعرج والمشكوك في جدواه فهو نجاح نتنياهو و»ليكوده» وحلفه الانتخابي، وعدم استطاعته الحصول على أغلبية تصل إلى 61 عضواً كحد أدنى ليكون من حقه تشكيل الحكومة.حتى لو حصل نتنياهو وحلفه على هذه الأغلبية باستمالة قوى صغيرة وثانوية، وهذا صعب... أو عبر النجاح في استمالة أو «شراء» العدد القليل المطلوب من قوائم منافسة، فإن ذلك فيما لو حصل، قد يمكّنه من تشكيل الحكومة، لكنها تبقى حكومة قلقة ولا يمكن أن تكون مستقرة متماسكة وفاعلة، خصوصاً في مجالات التشريع والقرارات الرئيسية التي تمس الرؤى الأيديولوجية والتوجهات السياسية الأساسية.

ولا يمكن أن تكون متماسكة ومستقرة أيضاً، في مواجهة تبعات وضرورات مثول نتنياهو أمام القضاء وهو يواجه ثلاث تهم من العيار الثقيل: تلقى الرشى، الخداع، وخرق الثقة. ويزيد التهم ثقلاً أنها تشكلت ضده وتجري محاكمته عليها وهو في موقع المسؤولية الأول في الدولة.ولكن، ومع كل ما تقدم، فإن النجاح الأعرج والمشكوك يبقى نجاحاً لليمين الصهيوني «الأصل»، وتبقى الأطراف اليمينية الأخرى مجرد نسخ تقليدية. لقد خاض نتنياهو انتخابات الإعادة الثالثة وكأنها معركة حياة أو موت. ونجح في جعلها تتمحور وتدور حول ذاته وكأنها استفتاء يتقرر فيها مستقبله ودوه السياسي: استمرار حياته السياسية ودوره في موقع السلطة، أو انتهاء حياته السياسية والضياع بين قاعات المحاكم وربما غياهب السجون. 

لقد سخّر نتنياهو لتحقيق هذا الفوز كل مؤهلاته وإمكانياته وخبراته وعلاقاته، وكل قدراته الكبيرة جداً على المناورة والتحايل... وصولاً إلى الادعاء حتى لو كانت ادعاءاته غير واقعية، أو تقوم على دغدغة آمال معينة لدى الناخب، مثل دغدغة أحلام الناخبين بتحقيق أمل تطوير العلاقة مع الدول العربية وإنهاء مقاطعتها، وصولاً إلى علاقات طبيعية واتفاق عدم اعتداء متبادل معها. وارتكزت حملته الانتخابية على ركيزتين أساسيتين: الصداقات والوعود.

بالنسبة لركيزة الصداقات، كان في المركز والأساس منها صداقته مع الرئيس الأميركي ترامب والدرجة غير المسبوقة في التفاهم معه، والدعم والإسناد له حتى لو كان في موضوعات ما زالت في حيز الوعد وقيد التحضير. وظل العنوان الآني والطاغي لهذه الصداقة هو «صفقة القرن» وتنفيذها السريع، وقد حرص نتنياهو على تكرار القول: إن هذه الصفقة هي «صفقة العمر» بالنسبة لدولة الاحتلال.أما الوعود فقد توجهت أولاً وأساساً إلى اليمين الأكثر تطرفاً وعنصرية في دولة الاحتلال، وفي مركزه حركة الاستيطان، وجاء بشكل مفرط من الكرم غير المسبوق استجداءً لأصواته الانتخابية. 

كل الوعود تقريباً قامت على حساب الأرض الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية والأمن الفلسطيني والمستقبل الفلسطيني بكل تطلعاته في التحرر من الاحتلال، وفي دولة قابلة للحياة وعاصمة في القدس الشرقية وحق العودة.  وقامت تلك الوعود على الضم والإلحاق بدءاً من الأغوار إلى إقامة مستوطنات جديدة، والاعتراف بالبؤر «غير الشرعية»، والتوسع في المستوطنات القائمة بآلاف الوحدات السكنية التي تفصل القدس وتعزلها تماماً عن محيطها الفلسطيني، إضافة إلى أنها تعزل شمال الضفة عن جنوبها.

كل الوعود المذكورة تحظى بالموافقة المسبقة من الإدارة الأميركية، وتستفيد بدرجة كبيرة من حالة سكون المجتمع الدولي بدوله وهيئاته، وباكتفائه في أحسن الحالات بمواقف عامة تقول بعدم الموافقة أو تعلن الرفض المؤدب دون أي إجراء رادع أو حتى معيق لما تقوم به دولة الاحتلال، ولا حتى تهدد بذلك.وكل وعود نتنياهو وأفراد طاقمه جاءت مشروطة، وجاء زمن تحقيقها مشروطاً (خلال شهرين فقط)، بشرط واضح، ومباشر وصريح لدرجة الوقاحة، وهو التصويت لنتنياهو وليكوده لضمان بقائه رئيساً لوزراء دولة الاحتلال.

أما القاعدة السياسية الحقوقية التي أقام عليها نتنياهو وعوده فعناوينها الأساسية كما ظل يرددها:
- «هذا هو بلدنا، هذا هو وطننا».
- في أي تسوية بخطة أو من دونها، «لن يتم اقتلاع أي مستوطنة، ولن يتم اقتلاع أي مستوطن من منزله».- و»سيواصل الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن السيطرة على الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن، بما في ذلك وادي الأردن».
- التكرار الدائم للعناوين المعروفة مثل التمسك بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال، ونفي حق العودة، ووجوب الاعتراف المسبق بيهودية دولة الاحتلال و... و...
رغم كل الاحتفالات المستعجلة جداً، فإن الأمور لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات بالنسبة   لتشكيل حكومة دولة الاحتلال، ومفتوحة أكثر حول قدرة نتنياهو وحلفه الانتخابي على تنفيذ وعوده واسعة السخاء بقدر ما هي بعيدة عن الواقعية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاح ساطع ومفرح، ونجاح أعرج مشكوك نجاح ساطع ومفرح، ونجاح أعرج مشكوك



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday