خطوة متقدمة لدعم التنمية العنقودية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

خطوة متقدمة لدعم التنمية العنقودية

 فلسطين اليوم -

خطوة متقدمة لدعم التنمية العنقودية

سامر سلامة
بقلم : سامر سلامة

أصدر مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة قراراً يقضي بإنشاء الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني، في خطوة أستطيع أن أصفها بأنها إستراتيجية ومتقدمة على طريق رفد سوق العمل الفلسطيني بالأيدي العاملة التي تتمتع بالكفايات والمهارات التي تحقق متطلبات التنمية العنقودية التي أطلقتها الحكومة في وقت سابق من العام الماضي.هذه الخطوة تأتي في إطار توفير كافة المتطلبات الواجب إعدادها لتأمين نجاح خطة التنمية بالعناقيد. فهي خطوة تتكامل مع خطوات أخرى اتخذتها الحكومة في نفس السياق، أهمها تأسيس الجامعة المهنية والتحضير لإنشاء بنك التنمية الحكومي، واستهداف الشباب من خلال رزمة من البرامج والتدخلات التي تستهدفهم في كافة المجالات. فهيئة التعليم والتدريب المهني هامة جداً، لا بل ضرورة إستراتيجية للحد من البطالة في صفوف الشباب وخطوة متقدمة لدعم التنمية العنقودية.  

بدأت مسيرة تطوير منظومة التعليم والتدريب المهني والتقني منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994، حيث عملت وزارات العمل، والتربية والتعليم، والتعليم العالي بمشاركة الشركاء الاجتماعيين من نقابات عمالية وممثلي القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني على إعداد وتطوير الإستراتيجية الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني، حيث أنجزت في العام 1998 لتكون أول استراتيجية للتعليم والتدريب المهني في المنطقة. وقد توجت الاستراتيجية بقرار مجلس الوزراء رقم 145 للعام 2004 القاضي باعتماد الإستراتيجية وتشكيل المجلس الأعلى للتعليم والتدريب المهني والتقني.

واستمرت الجهود حتى العام 2006 بقرار مجلس الوزراء رقم 36 القاضي بإنشاء المركز الفلسطيني لتطوير التعليم والتدريب المهني والتقني، في خطوة وصفت بالهامة على طريق توحيد مرجعيات منظومة التعليم والتدريب المهني في فلسطين. إلا أنه ومنذ ذلك التاريخ وكأن الزمن توقف لتتوقف معه كافة الجهود الرامية إلى تنفيذ قرارات الحكومة بهذا الخصوص. فاستمرت حالة التشتت والتشرذم على كامل المنظومة، الأمر الذي انعكس سلباً ليس على منظومة التعليم والتدريب المهني فقط وإنما على زيادة معدلات البطالة بين الشباب، بسبب الخلل الواضح في تحقيق المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل. فالمشكلة الأساسية التي واجهت ولا تزال تواجه منظومة التعليم والتدريب المهني هي حالة التشتت والتشرذم لهذه المنظومة، وعدم وجود مرجعية واضحة لعملها، الأمر الذي تركها غير فعالة لا بل ضعيفة الإنجاز والإنتاجية. وبسبب التشتت والتشرذم فإن المنظومة لم تستطع النهوض أو فرض أجندة وطنية واضحة للنهوض بالتعليم والتدريب المهني، وتمكينه من تقديم خدمات نوعية متميزة قادرة على ردم الفجوة العميقة في سوق العمل بين العرض والطلب.  


إن قرار إنشاء الهيئة يعتبر قراراً استراتيجياً، ولكن يبقى التحدي في قدرتنا على إخراج هذه الهيئة إلى النور، وخاصة أن هناك قرارات مشابهة اتخذت في العام 2004 و2006 إلا أنها بقيت تحت رحمة ممثلي الوزارات ذات العلاقة الذين انحدروا في نقاشاتهم إلى كيفية تبادل الأدوار وتوزيع الموارد فيما بينهم، بدلا من البحث في كيفية توحيد المنظومة من خلال المجلس الأعلى في ذلك الوقت. ويمكن أن يتكرر هذا النقاش عند البحث في دور الهيئة الجديدة وإطار عملها. ومن هنا فإنني أعتقد ان مَن وضع يده على المحراث ونظر إلى الوراء فإنه سيفقد عنصر المبادرة، فإن ترك تنفيذ قرار الحكومة الأخير للجان من الوزارات دون البدء الفوري في عملية تأسيس الهيئة سيعيدنا إلى الوراء وسيجرنا لنقاشات ماراثونية حول مكانة الهيئة ومرجعيتها ودورها وحدود صلاحياتها التفصيلية، الأمر الذي سيستنزف الوقت الذي يمكن الاستفادة منه في عملية التأسيس الفعلية للهيئة.

أقول هذا لأننا نملك من الادبيات والدراسات ومقترحات الأنظمة والقوانين والتعليمات ما يكفي لإنشاء هيئة فعالة وقادرة على السير قدماً في وسط التحديات التي تواجهنا. وأعتقد ان الهيئة عليها ان تباشر عملها فوراً وأن يكون باكورة أنشطتها وعملها إنهاء القانون الناظم لها، وتحديث الاستراتيجية الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني ومواءمتها ومتطلبات التنمية العنقودية، وإنهاء واعتماد الإطار الوطني للمؤهلات والتصنيف المعياري للمهن، وتحديث شروط وانظمة الترخيص والاعتماد وضبط الجودة في التعليم والتدريب المهني، وتنظيم العمل المهني، ووزن الشهادات المهنية وفقًا لكافة التصنيفات المعتمدة. فقد يعتقد القارئ ان إنهاء كل ما ذكر يتطلب عقوداً، ولكن لحسن الحظ فإن جميع ما ذكر قد تم إنجازه فعلياً خلال السنوات الماضية، ولم يتبق سوى مراجعة هذه الأنظمة والقوانين والاستراتيجيات والتعليمات واعتمادها من مجلس الوزراء ووضعها موضع التنفيذ الفوري.

فمن تجربتي السابقة خلال العقدين الماضيين إذا لم نبدأ فوراً بالعمل فإننا سنغوص في نقاش الكلمات والمسميات والعبارات، وما ان يمضي الوقت حتى نجد أنفسنا أسرى للذاتية وتوزيع الأدوار والموارد بين الوزارات ليصبح مصير الهيئة مثل مصير المجلس الأعلى الذي راوح مكانه بالرغم من قرار الإنشاء وإعادة التفعيل. فالسؤال هنا: ما هو المطلوب للبدء في عملية تأسيس الهيئة؟أعتقد ان الموضوع يجب ان يخرج كلياً من أيدي لجان الوزارات وأن تكلف نواة تأسيسية للهيئة تضم عدداً من الخبراء من الوزارات ذات العلاقة ومن المؤسسات الشريكة، على أن يتم تكليفهم على أساس وظيفي وليس على أساس تمثيلي لتلك المؤسسات، والبدء في العمل الفوري في عملية التأسيس ومراجعة كل ما أُنجز من أنظمة وقوانين واستراتيجيات وتعليمات. فعملية التأسيس في ظل ما هو متوفر لن تأخذ وقتاً طويلاً، وستعفي الجميع من الدخول في حوارات ونقاشات يمكن أن تكون عقيمة بين الوزارات لتحديد متطلبات عمل الهيئة، ومن هنا أستحضر قول الشاعر «اضرب حديداً حامياً لا نفع منه إن برد».

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

اشتية يفيد بخطورة مؤشرات سوق العمل الفلسطيني للعام الماضي

السلطة الفلسطينية تؤكد أن أي قرار إسرائيلي بضم الأغوار سيخلق مرحلة جديدة من الصراع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطوة متقدمة لدعم التنمية العنقودية خطوة متقدمة لدعم التنمية العنقودية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday