ممكنات جديدة للوجود
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ممكنات جديدة للوجود

 فلسطين اليوم -

ممكنات جديدة للوجود

زياد خداش
بقلم : زياد خدّاش

كلما جلست في مسرح القصبة استعداداً لفيلم أو مسرحية أشتاق ولا أعرف لماذا، إلى رؤية (جميل السلخة) جالسا بجانبي يتحسس المقاعد ويصيح بفظاطة سائقي (الفوردات): يا الله ما أنعمها والله أنعم من جلد البنات يا أستاذ، هو سائق فورد من مخيم الجلزون والمشهور بالتعرض لإهانات وصفعات الجنود دائما لأنه يعبر فينا إلى بيوتنا في المخيم، من طرق فرعية ممنوعة، جميل السلخة والذي لم يكمل الصف الثالث، هذا يعشق فيروز ويفكر دائما في تأسيس جمعية أصدقاء فيروز ويستشيرني في الإجراءات، صحيح أنه لا يفهم ما تقول، لكنه يحس بأنها تقول كلاما رائعا، بهذا الصوت الدافئ كما يصفه:
(بتقاتل مع مرتي يا أستاذ، ولما أسمع فيروز بهدأ، بضربني الجنود وبنقهر من جوا، بس أسمع فيروز بشعر إني مش زعلان حتى من الجنود اللي ضربوني)

منذ ست سنوات لم أزر بحر بلادي، أنا الكائن المائي القادم من برج السرطان، المصنوع من رمل وعواصف وصخور مبللة وأمواج، وقوارب عتيقة، وتنهدات أشباح بحارة ميتين، أعيش في رام الله، منذ ستة آلاف سنة، أنتظر غرقاً غامضاً وجميلاً، يحييني وفق صياغة أخرى، في بحر قريب، بحر يعرفني وأعرفه يريدني وأريده، لا يبعد عني سوى عشرين سنة ضوئية، البارحة تسللت ليلاً إلى بحر بلادي، على أطراف أصابعي رأيت نفسي أقترب رويداً رويداً من أضخم وأعنف موجاته، أستدرجها إلى قلبي اليابس العطش، فتهرع إليه بجنون لتطفئ جفافه وتنقذ رمقه الأخير، وهناك أغلق عليها جدران روحي وأهرب بها إلى رام الله، أغلق باب نوافذ وأبواب غرفتي بإحكام، ثم أطلق سراحها برفق ومحبة، أشرع في تربيتها وترويضها كغزالة البر المذهولة، وفي صباح اليوم التالي أعلن في الصحف خبر اصطياد وطني.
وفجأة وبينما أنا غاط في نوم أبله، أشعر ببلل في جسمي، فأصحو فزعاً ومشوشاً فإذا بالموجة الضخمة والعنيفة تزحف على وجهي غاضبة ومستاءة، تلطم صدري، تتجاوز جسدي متسلقة النوافذ ودافعة الباب أمامها. متجهة صوب حيفا.
في الحلم الأول اصطدت موجة وفي الحلم الثاني هرّبتها إلى بيتها ليش اعملت هيك يا أبو الذوذ؟؟، هكذا سألتني نانسي ابنة جاري الأمورة الصغيرة ذات الأربع سنين.
نانسي تلثغ بحرف السين، وهي اللثغة اللذيذة التي تكاد تطيح بعقلي، من فرط عذوبتها، لم أستطع أن أجيبها إجابة عاقلة مقنعة، اكتفيت بقولي: إنه مجرد حلم يا صغيرتي،
فأسمعها تهمس لأمها: (عمو ذوذو بحكيلي قصص كذابة).
وفي مدرستي، في الصف الرابع تحديداً، مطبقاً حصة إشغال لغياب معلمها، أروي للتلاميذ المندهشين الصامتين حكايتي مع الأفعى والأسد في الغابة.
فأقول لهم، في نهاية حكاية خرافية: وهكذا يا أحبائي الصغار أقنعت الأفعى بأن ترقص معي فرقصنا وصرنا أصحاباً.
فأسمع همساً آخر في المقعد الأخير بين تلميذين: هذا الأستاذ كزاب، بضحك علينا، كيف برقص مع الحية، مهي ممكن توكله.
فأهمس أنا الآخر بيني وبيني: آه يا أصحابي اللذيذين ومن قال إن الأدب والفن ليسا وهماً وكذباً؟
ولكنه الوهم الجميل والرائع الضروري والمفيد، الوهم الذي ينقذ البشرية من السقوط السريع المدوي في حفرة الحقيقة، الأدب والفن لا يمنعان السقوط لكنهما يبطئانه، ويزينانه بالألوان والعطور، ويفلسفانه، ويعمقانه، بحيث تتكشف من خلاله أبعاد أخرى للعالم، وممكنات جديدة للوجود،
نانسي ناسي البارحة حلمت -------------
كمان كذبة يا أبو الذوذ يا الله بكفي تكذب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممكنات جديدة للوجود ممكنات جديدة للوجود



GMT 14:24 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 17:48 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

GMT 17:49 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

صـــفــقــــة الــعـــــدو

GMT 17:48 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

وهذه معرة النعمان

GMT 17:46 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday