ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»؟

 فلسطين اليوم -

ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

تعابير الفرح وصيحات الانتصار والحركات الاستعراضية التي صدرت عن بنيامين نتنياهو في حفل الإشهار عن «صفقة القرن»، لا تعكس مواقف الرجل الحقيقية من الصفقة ذاتها، على الرغم من أنها منحت إسرائيل ما لا تستحقه، وما لم تكن تحلم به في يوم من الأيام ... لكن الرجل، ومن خلفه تيار عريض من اليمين المتطرف ولوبي الاستيطان، يراهنان على شيء آخر تماماً.
يعلم نتنياهو أن «صفقة القرن» جائرة إلى الحد الذي لن تَجِد معه فلسطينياً واحداً، يمكنه أن يضع خاتمه عليها، وأنها في مضامينها ولغتها، أقرب إلى «صك الإذعان» الذي يمليه المنتصر على المهزوم ... نتنياهو كان يعلم أن أي استحقاقات ستترتب على إسرائيل بموجب الصفقة، تشترط مسبقاً، قبول الفلسطينيين بها وموافقتهم عليها، ولذلك قرر أن يلعب لعبته التي اشتهر بها وأسلافه على أية حال.
يعني ذلك، أن «فِرَق بسط السيادة» على الغور الفلسطيني وشمال البحر الميت، التي سارع نفتالي بينيت لتشكيلها، ستبدأ عملها مطلع الأسبوع المقبل ... الفرصة لن تتكرر، ويجب اهتبالها، هكذا صاح وزير الدفاع الإسرائيلي الأكثر تطرفاً وعنصرية ... يعني ذلك أن قانون ضم المستوطنات، جميع المستوطنات، يجري وضع آخر النقاط على آخر حروفه، وربما يجري تمريره في الأسبوع ذاته، حتى قبل الانتخابات، وفي ظل حكومة تصريف أعمال، فمن يجرؤ على الرفض، ومن يجرؤ على السجال القانوني والدستوري ... الوقت من ذهب، وعلى إسرائيل استثمار سانحة ترامب حتى الثمالة... لن تنشغل الجرافات الإسرائيلية بحفر «الممر الآمن» بين الضفة وغزة، ولا بتشييد الأنفاق والجسور التي تربط جزر «الأرخبيل» الفلسطيني المعزولة بعضها ببعض.
كل ما ستجده إسرائيل في مصلحتها، وهو كثير، ولا يتطلب موافقة أو اعترافاً أو توقيعاً من الفلسطينيين، ستعمل على إنجازه فوراً ومن دون إبطاء أو تأخير ... وستطلق العنان لسرطان الاستيطان الزاحف للعمل بأقصى طاقته، طالما أنه بات محمياً بالاعتراف الأميركي ومحصناً بالفيتو الأميركي ... أما القدس، وبالذات الشطر الشرقي منها، فإن عمليات التطهير العرقي وهدم المنازل وخنق الساكنين، ستتكثف على نحو غير مسبوق.
لدى إسرائيل مهلة أربع سنوات لإنجاز عمليات القضم والهضم للوجبة الدسمة التي قدمها ترامب لها من كيس الفلسطينيين وعلى حساب حقوقهم ... هي ذاتها المهلة الممنوحة للرئيس عباس للتقرير بشأن موقفه النهائي من العرض الأميركي، وربما تكون هذه أطول مهلة في التاريخ تمنح لطرف من أطراف الصراع للحسم بشأن مبادرة للحل أو مشروع للتسوية ... إسرائيل لن تحتاج لهذه السنوات الأربع، ولا لأشهر أربعة، إسرائيل ستمضي بأسرع مما فعلت من قبل، لضمان ابتلاع حصتها من صفقة القرن، كاملة غير منقوصة.
أما عن مهلة السنوات الأربع، فأظنها «مزحة سمجة»، ذلك أن ترامب نفسه سيكون في العام الأخير من ولايته الثانية إذا قُدّر له الفوز – لا سمح الله – في الانتخابات المقبلة ... أو ربما، لكأني بترامب ونتنياهو، يعطيان «ملاك الموت» فرصته ومهلته للتعامل مع الرئيس الفلسطيني، على أمل أن يصدر عن خَلَفِه ما يرضي الأميركيين والإسرائيليين ويشبع طموحاتهم السوداء.
أياً يكن من أمر، فإن السيناريو الواقعي الذي قد ينتظم الأحداث على ساحة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، هو تمكين إسرائيل من التصرف بـ"مكتسباتها" من الصفقة، وبعد ذلك ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وستكون لدى واشنطن وتل أبيب في مطلق الأحوال، الحجة والذريعة لتبرير أفعالهما الشائنة: الفلسطينيون أهدروا الفرصة، كدأبهم دوماً، وليس بالإمكان أبدع مما كان.

قد يهمك أيضا : 

  هل من "نصف ممتلئ" لصفقة القرن؟

  "حل الدولتين": في نقد التفكير الرغائب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن» ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»



GMT 14:24 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 17:48 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

GMT 17:49 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

صـــفــقــــة الــعـــــدو

GMT 17:48 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

وهذه معرة النعمان

GMT 15:32 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

أخبار مهمة من حول العالم

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday