عندما يتقمّص ترامب دور الفهلوي والكومبارس
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عندما يتقمّص ترامب دور الفهلوي والكومبارس

 فلسطين اليوم -

عندما يتقمّص ترامب دور الفهلوي والكومبارس

عبد المجيد سويلم
بقلم : عبد المجيد سويلم

الرئيس الأميركي صام وصام ولكنه رضي أن يقتصر فطوره على قشرة بصلة، كما يقول المثل الفلسطيني المعروف لدينا.
نعم إنها قشرة بصلة!

قشرة بصلة؛ لأن الرئيس ترامب بعد سنوات وشهور من "التشويق"، وبعد مراحل بكاملها من "الغموض"، أو افتعال الغموض، وبعد سنوات وشهور من ادعاء الدراسة والبحث والتمحيص، وجد نفسه يهرول وبسرعة لافتة للإعلان عن هذه الصفقة في الوقت المستقطع من مباراة الانتخابات الإسرائيلية، وقبل عدة أيام فقط من إعلان "الحَكَم" نهاية نتنياهو السياسية، وحرمانه من الحصانة التي تحولت

إلى الأمل والملاذ الوحيد للهروب من تلك النهاية المدوية، من حيث طريقة السقوط، ومن حيث المصير المأساوي لرئيس وزراء حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة. نعم لقد باع الرئيس ترامب صفقته بأبخس الأسعار، ورمى بها في سوق البضائع المستعملة، وحوّلها إلى بضاعة من النخب الثالث في الأسواق الإسرائيلية فقط لا غير. باختصار مع نيته الإعلان عن بنود هذه الصفقة في الأيام القليلة

المقبلة، أثبت الرئيس ترامب أنه فهلوي ساذج، وأنه ليس بمستوى الفهلوي الحقيقي القادر على الظهور بمظهر القادر أو المقتدر عندما تداهمه الأحداث أو تصدمه التطورات. خوفه على نتنياهو من السقوط المدوي، كان ـ وما زال ـ يعني له من بين كل ما يعنيه أن "صفقته" ستتبخر في الهواء الطلق، وأن أحداً في إسرائيل لن يحتفل معه بالحماسة المطلوبة عند الإعلان عنها بعد أن يتوارى نتنياهو

عن المشهد السياسي في إسرائيل، أو بعد أن يتوارى كامل حكم اليمين عن ذلك المشهد. وخوفه أن يؤدي ذلك، من بين كل ما يمكن أن يؤدي إليه، إلى تصدع جبهة اليمين اليهودي المتحالف عضوياً مع اليمين الصهيوني المسيحي في الولايات المتحدة، وما يمكن أن تنطوي عليه نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة قبل نهاية هذا العام. وخوف ترامب بل وشعوره بالرعب من تصدع جبهة اليمين في

إسرائيل وفي الولايات المتحدة على حد سواء سيضع في مهب الريح كل ما اعتقد أنها "إنجازات" غير مسبوقة قام بتحقيقها في السنتين الأخيرتين على مستوى الأداء الاقتصادي فيها، وعلى مستوى ما "بناه" من ملامح جبهة عالمية لليمين المتطرف في العالم، وما يصبو إليه من توطيد لحلف دولي متغطرس ينذر بمجيء فاشية جديدة تحت مسميات جديدة من السيطرة والتحكّم والنفوذ. وقع الرئيس

ترامب في فخ فريقه "المحنّك"، وتحوّل إلى ضحية جديدة من ضحايا هذا الفريق. فريق مؤدلج، بكامل أسلحة العدوانية والعنف والتطرف، وبكامل الاستعداد لخوض معركة بناء الحلف الجديد عالمياً، يعد العدة لمرحلة طويلة من السيطرة الهجومية المنسقة. الرئيس ترامب ليس أكثر من فهلوي ساذج ومن كومبارس على خشبة مسرح هذا الفريق. أزعم هنا أن أمور الإدارة الأميركية قد شهدت ما

يكفي من الهزات والاستقالات والمغادرات حتى استقرت على ما استقرت عليه اليوم من وضع هو في الحقيقة جعل استقرارها في قبضة هذا الفريق، وبعد أن تم الإطباق على مقدرات هذه الإدارة في وزارتي الدفاع والخارجية بالتنسيق التام مع الخزانة الأميركية، ومع مفاتيح القطاعات الاقتصادية التي تسيّر هذه الإدارة عبر خيوط رئيسية يمسك بها هذا الفريق بالذات. الرئيس ترامب على "قناعة"

تامة بأن العرب لا يملكون خيار الوقوف ضد صفقته الفريدة، وأن العالم الإسلامي أعجز من أن ينبري لمواجهتها، وأن أوروبا حتى وإن جاهرت بالوقوف ضدها فإنها لن تخطو خطوة عملية واحدة لمجابهتها، وأن الفلسطينيين في وضع يستحيل عليهم الصمود طويلاً على الوقوف في وجهها. أما إسرائيل فكلها سترحب بهذه الصفقة، وستعمل بكل ما لديها من قوة وبطش لفرضها، وإجبار العرب

على السكوت والخضوع لمقتضياتها. التجربة التي عاشها ترامب بعد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبعد أن نقل سفارة بلاده إليها تعزز من قناعة ترامب، وتزكي وتزين له الإعلان الأرعن عن الصفقة في سوق الانتخابات الإسرائيلية. ليس هذا فقط وإنما شعور ترامب بأنه حقق ردعاً كافياً بعد الإقدام على اغتيال سليماني، وتراجع إيران عن تهديداتها، بل والحديث المتجدد عن

استعداد هذه الأخيرة للتفاوض مع الولايات المتحدة دون شروط مسبقة (من الناحية العملية) ربما يكون قد عزز من شعوره بأن طرح الصفقة بهذا التسرع، وفي إطار المعركة الانتخابية في إسرائيل ربما لم يعد مثلباً سياسياً، وأن بإمكانه أن يسوّق فهلوته على العالم بغض النظر عن رائحتها الانتخابية التي تزكم الأنوف كلها. السيرك الإسرائيلي هائج ولا يعوّل على وضعه بهذه الصورة القائمة.

واللاعبون الإسرائيليون على المسرح لا يهمهم الصفقة بقدر ما يهمهم الانتخابات الإسرائيلية لأن الغنائم باتت في أيديهم. والعالم يعرف أن اللاعب الحقيقي يقف خلف الباب، والعالم العربي ليست لديه القدرة على لعب دور شاهد الزور حتى ولو أراد. وأما ترامب فهو لاعب من الدرجة الثانية، والمسرح الحقيقي لن يفتح قبل البشائر الأولى لمصير نتنياهو. وكل ما سنشاهده من عروض على مسرح

صفقة ترامب قبل ذلك هي مجرد عروض تجريبية قابلة للتعديل. وسنرى إن كان التاريخ سيسجل أن فلسطين نفسها التي أراد ترامب أن يقزّمها وأن يقطّعها ويفصّلها على مقاس إسرائيل ستكون هي عنوان هزيمة هذا الحلف الشرس.

قد يهمك أيضا :  

هل ستُعْلَن الصفقة قبل الانتخابات الإسرائيلية؟

   30 قائمة حزبية تخوض الانتخابات الإسرائيلية القادمة وتوحيد غالبية الكتل السياسية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يتقمّص ترامب دور الفهلوي والكومبارس عندما يتقمّص ترامب دور الفهلوي والكومبارس



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday