ثورة «الإرهابيين» في طرابلس
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ثورة «الإرهابيين» في طرابلس!

 فلسطين اليوم -

ثورة «الإرهابيين» في طرابلس

جوزف طوق
بقلم : جوزف طوق

يجتمع الإرهابيون كل يوم في طرابلس، يرصّون الصفوف بالآلاف منذ 18 يوماً مدجّجين بالأسلحة والعتاد، وأدمغتهم مغسولة بالأفكار التدميرية والتكفيرية، يحتشدون في ساحة النور فيَشلّون المدينة باعتصامهم، يحملون مكبّرات الصوت ويعبّرون أمام اللبنانيين والعالم أجمع عن فكرهم الذي اعتدنا على نبذه وحتى كرهه ومحاربته... يجتمع الإرهابيون في طرابلس كل يوم ليكشفوا للناظرين عن وجه شيطانهم الذي غَذّاه الإعلام والأفكار النمطية والأحكام المسبقة.

يأتي صيّاد السمك من المينا، وبائع الخضار من سوق التبّانة، ويأتي معلّم المغربية والفول وحلاوة الشميسي من السوق العتيق، والحرفي من سوق النحّاسين، ويأتي بائع الصابون البلدي من سوق البازركان، وينضمّ إليهم الحلونجي من ساحة التلّ، والصائغ والتاجر من شارع عزمي، وينزل إبن جبل محسن إلى ساحة الاعتصام عن طريق سوق القمح والحارة البرّانية، ويمرّ آخرون بجانب القلعة أو فوق نهر أبو علي، ويتوافد جيرانهم من شارع الراهبات وشارع الكنايس... وعندما يكتمل العدد، يشتعل الإرهاب أمام عدسات الكاميرات وتليفونات المتحمّسين.

يا طرابلس... ماذا فعلت يا طرابلس؟

تلذّذنا لسنوات بجَلدك ورجمك وقتلك ودفنك، إستثمرنا كثيراً من طاقتنا ومواردنا لخنقك وإفقارك وتجويعك، وتباهت كرافاتاتنا بوحشيتك وتخلّفك...

يا طرابلس... كيف تغلّبت على جلّاديك؟ كيف انتفضت على واقعك؟! كيف قمت من الموت؟ كيف انبعثت من الأعماق؟!... وبأيّ قدرة اعتليت المنابر والشاشات والنظرات؟ وأي سحر فيك جعلك نابضة في قلوب اللبنانيين في الجنوب والشمال والبقاع وبيروت؟!

طرابلس، أخبرينا ما سرّ الحياة فيك، بربّك أخبرينا كيف تُبعَث مدينة وكيف يُبعَث شعب من الموت قبل يوم القيامة؟

يشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول تظاهرات واحتجاجات على كامل أراضيه، فلم تكد أي منطقة تنأى بنفسها عن الغضب الشعبي، ولكن كل المناطق في مَيل وطرابلس في ميل آخر، ليس لخصوصيتها أو فرادتها، وإنما فقط بسبب قدرة شعبها الذي ثار مع اللبنانيين على واقعه، وأضاف إلى ثورته انتقاماً... إنتقاماً من كل تلك الأيام التي ظلمته بعتمة لياليها وفقر نهاراتها، إنتقاماً من فصول الطبيعة التي لم ترحمها من مطر أو شمس، إنتقاماً من الأعياد التي مرّت كالأحزان، وانتقاماً من كل مسبّب لهذه الحال التي فُرضت على المدينة بسياسة التجويع والتخوين والتخويف، فانصاعت عاصمة الشمال بإرادة كرامتها وليس تحت نير ذلّها.

نسمع الأغاني الثورية في كل المناطق، وعندما نسمعها في طرابلس نجد نكهتها مختلفة. نرى نفس العلم اللبناني والشعارات في كل المناطق، وعندما نراها في طرابلس تكتسب عمقاً آخر. يحلّ نفس الظلام على كلّ المناطق، ولكن عندما يغمر سماء طرابلس، تُنيره الأصوات الصادحة والأضواء المتمايلة بتزامن مع وجع أهل المدينة.

أضاعت طرابلس السلفي والعلوي والماروني والسنّي والشيعي والارثوذكسي والعلماني، أضاعتهم في الساحات يتّكئون على أكتاف بعضهم البعض ويمسكون يداً بيد ثوب الثورة التي تتراقص بينهم. أضاعت طرابلس هويات أهلها ومذاهبهم، ووجدتهم شعباً واحداً صارخاً في برية الفساد.

أضاعت طرابلس أهلها لتجدهم مجتمعين وموحّدين في ساحة النور... وجدتهم هناك يثبتون للبنانيين أنّ تلك الساحة التي تتوسّطها كلمة «الله» هي للجميع، في بلد كلّ فريق يريد الله على مقاس طائفيته ومشاريعه.

تركت طرابلس قلاع بعلبك وجبيل وقرطاج وتدمر وبترا ومدناً لبنانية وعربية للمهرجانات، ونصّبت نفسها قلعة للثورة وعاصمة للحياة والسلام. وأثبتت أنها مدينة الإرهاب، بعدما أرهبت مدن الساحل والجبل والداخل، وبعدما أرهبت صوَر الثوّار فيها عواصم العالم ووسائل إعلامه بتنظيمهم وسلميتهم، وبجمال اللوحات التي يرسمونها برقصات أصواتهم وأيديهم.

يمكن يا طرابلس نحن ما منقدر ننقل نفوسنا إليك، ولكن تأكّدي أننا نقلنا عقولنا وقلوبنا... واعرفي أنك نقلت أخلاقك وكرامتك وعنفوانك إلى منزل كل لبناني ولبنانية. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة «الإرهابيين» في طرابلس ثورة «الإرهابيين» في طرابلس



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق

GMT 02:16 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني عيسى يُحضّر لأغنية جديدة بعد "أهلية بمحلية"

GMT 08:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سنحاريب ملكي يعتذر عن قبول عرض "الهلال" في الوقت الحالي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday