الربيع المؤامرة من الصراع الداخلي إلى الدولي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الربيع المؤامرة من الصراع الداخلي إلى الدولي

 فلسطين اليوم -

الربيع المؤامرة من الصراع الداخلي إلى الدولي

أحمد محمد الشحي
بقلم: أحمد محمد الشحي

شهد العالم العربي في أواخر 2010 ومطلع 2011 موجة من الاضطرابات والفوضى التي اجتاحت دولاً عدة، وارتكزت هذه الفوضى على إثارة الشعوب على حكوماتها، واستغلال الشعارات البراقة لتغذية ذلك، وقد استغل المنتفعون الراغبون في الاستيلاء على السلطة هذه الاضطرابات، فركبوا موجتها، وصبوا الوقود على نيرانها، وساهمت بعض الدول في ذلك عبر تدخلاتها في شؤون هذه الدول، وخاصة عبر أدواتها الإعلامية التي فقدت أي نوع من أنواع المهنية بما كانت تمارسه من تحريض وتهييج وتفريق وتمزيق.

وقد كانت لربيع المؤامرة إفرازات سلبية كثيرة بإشعال الصراعات، سواء صراعات داخلية أو صراعات إقليمية ودولية، فقد تطوَّرت الاضطرابات في بعض الدول إلى حروب وصراعات داخلية دامية لا تزال نيرانها مشتعلة وضارية إلى يومنا هذا، وخلَّفت هذه الأحداث آلاف الضحايا ما بين قتيل وجريح ومشرد ولاجئ، وأدت إلى تدمير البنى التحتية، وتحويل مدن كاملة إلى أنقاض وركام، وتدهور الأحوال المعيشية والاقتصادية، وانتشار الفقر والأمراض والكوارث الإنسانية المؤلمة، وتحويل بعض الدول إلى ساحات مشاعة للتدخلات الخارجية والتنافس الإقليمي والدولي.

كما أدى ربيع المؤامرة إلى خلق الصراعات الداخلية أيضا بتمهيد الطريق أمام التيارات المؤدلجة وبالتحديد التيارات الإخوانية لاقتناص السلطة، فنجح بعضها في الوصول إليها، وخاصة في مصر، وكان لذلك نتائج سلبية كبيرة أدت إلى تغذية الاحتقان الداخلي، فقد كان الإخوان وهم في سدة الحكم أسوأ حالاً مما كانوا عليه من قبل، حيث احتكروا السلطة، وحاولوا أخونة الدولة بالتوغل في مفاصلها وتمكين الكوادر الإخوانية منها، وإقصاء الآخرين، مع سوء إدارة لشؤون البلاد، وتخبُّط في السياسة الداخلية والخارجية، ودعم للمتطرفين، بل تمكينهم من بعض المناصب، مما أدى إلى احتقان الشارع وغليانه، وتطور ذلك ليؤدي إلى إسقاط الحكم الإخواني، وبعد سقوطهم حاول الإخوان إدخال الدولة المصرية في صراعات دامية وحروب أهلية كادت أن تودي بالبلاد في الهاوية لولا لطف الله تعالى، وكل ذلك في سبيل الوصول إلى السلطة والحكم.

ومن إفرازات ربيع المؤامرة أيضاً والتي أدت إلى زيادة موجة الصراعات الداخلية في الدول صعود التنظيمات الإرهابية المتوحشة، وخاصة تنظيم داعش الذي أدى صعوده إلى ارتفاع موجة الإرهاب والتطرف والطائفية، واقترن بهذا التنظيم جرائم وحشية لم يسبق لها نظير في بشاعتها وطريقة الدعاية لها، والتي اعتمدت على أحدث أدوات التصوير والمؤثرات الصوتية والبصرية مع استغلال شبكة الانترنت العالمية لنشرها وترويجها، وعمل هذا التنظيم على تغذية صراع الأديان والطوائف والحضارات، وترتَّبت على ذلك نتائج عدة، منها ظهور ميليشيات طائفية اجتاحت الساحة العراقية، وأصبح العراق بين فكي هذه الكماشة الطائفية، أي بين سندان تنظيم داعش ومطرقة الميليشيات المسلحة المناوئة له، كما حاول تنظيم داعش أن يتوسع إقليمياً في عدة دول، وكان من أبرز مخططاته نشر الصراع الطائفي في المنطقة، سواء بين أتباع الطوائف الإسلامية، أو بين أتباع الأديان عموماً، وقام بعمليات إرهابية عدة في عدة بلدان لتأليب أتباع المذاهب والأديان بعضهم على بعض، واستمر التنظيم في هذا المسار لخلق الصراعات الداخلية في الدول إلى أن تحوَّل إلى مصدر تهديد عالمي، فانعقدت التحالفات الدولية للتصدي له، وتم شن حرب واسعة عليه لدحره.

ولم تتوقف عجلة ربيع المؤامرة في إشعال الصراعات عند هذا الحد، بل أخذت في التطور، وهو ما نلحظه في الآونة الأخيرة من تغذية الصراعات الإقليمية والدولية، وتحريض الدول بعضها على بعض، وتوجه بعض الدول كإيران وتركيا إلى التوسع الإقليمي، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، ومحاولة إدخال المنطقة في صراعات لا تحمد عقباها.

إن هذه الحقائق والأحداث التي ذكرنا نماذج منها لتكشف بوضوح عن أن من أخطر مهددات الاستقرار هي خلق الصراعات الداخلية والإقليمية، ومن أخطر عواملها التي تغذيها التيارات المؤدلجة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات الطائفية والحكومات التوسعية والإعلام المغرض الموجه، وأن من واجب الشعوب أن تكون سنداً لحكوماتها في المحافظة على أمن واستقرار الدول، والتحلي باليقظة والوعي والحس الوطني والحكمة والثقافة الإيجابية.

وقد كانت دولة الإمارات سباقة في التصدي لهذه المهددات على كافة المستويات، فعلى المستوى الداخلي عززت قيم الوسطية والاعتدال والتعايش والتسامح ومبادئ الأخلاق الحميدة في تعامل الناس بعضهم مع بعض على اختلاف أديانهم وأعراقهم وبلدانهم، ومكافحة التطرف والطائفية، وسنت القوانين التي تخدم ذلك، وعملت على توفير بيئة مليئة بالتنمية والازدهار وجاذبة للطاقات والمواهب، حتى أصبحت واحة أمن وأمان يأوي إليها الناس من مختلف أقطار الأرض، وكذلك على المستوى الخارجي عززت دولة الإمارات الخطاب الوسطي الداعي للسلم والاستقرار في المحافل الدولية، وكانت عضواً فاعلاً في التحالفات الدولية والعربية لمكافحة الإرهاب والتطرف والتصدي لقوى الشر، وكانت خير سند لأشقائها في دعم استقرارهم، ومساندتهم على تجاوز أزماتهم، وهي دوماً نموذج مشرق بأفعالها ومواقفها على الإدارة الحكيمة للتحديات والأزمات، حتى أضحت صمام أمان للسلم الإقليمي والدولي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الربيع المؤامرة من الصراع الداخلي إلى الدولي الربيع المؤامرة من الصراع الداخلي إلى الدولي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق

GMT 02:16 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني عيسى يُحضّر لأغنية جديدة بعد "أهلية بمحلية"

GMT 08:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سنحاريب ملكي يعتذر عن قبول عرض "الهلال" في الوقت الحالي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday