لا حرب إيرانية  إسرائيلية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لا حرب إيرانية - إسرائيلية

 فلسطين اليوم -

لا حرب إيرانية  إسرائيلية

بقلم : خالد الدخيل

أخذت تتردد في الأيام الأخيرة أحاديث إعلامية عن إمكان مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران على المسرح السوري المستباح. كانت البداية مع إسقاط سلاح الجو الإسرائيلي طائرة درون (من دون طيار) إيرانية داخل فلسطين المحتلة. بعدها بأيام نفذت إسرائيل هجوماً جوياً دمر وفق صحيفة هآرتز الإسرائيلية، ما وصف بأنه نظام دفاع إيراني في قاعدة تي فور (T4) السورية. عندها بدأت التقارير والتحليلات تتراءى عن أن احتمالات المواجهة المباشرة بين الطرفين آخذة في الاقتراب.

وقد تعزز ذلك قبل يومين بتبادل تصريحات نارية متبادلة بين الطرفين. نائب قائد الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، خاطب الإسرائيليين بقوله «الأيادي على الزناد، وصواريخنا جاهزة للإطلاق... أنتم محاصرون... وتعيشون في فم الثعبان. لا تعقدوا أمالاً على أميركا وبريطانيا. لن يبقى لكم أثر عندما يصلون. في حال اندلاع حرب كونوا على يقين بأنها ستؤدي إلى محوكم». هذه تذكرنا بتصريحات الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، عام 1990، وهي تصريحات أكثر تواضعاً. إذ قال حينها بأنه إذا تعرض العراق لهجوم إسرائيلي فإن العراق مضطر لإحراق نصف إسرائيل. من جانبه نصح وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، «جميع من هم على الحدود الشمالية أن يفكروا جيداً قبل أي فعل». مضيفاً أنه « ليس من مصلحتهم اختبار الجيش الإسرائيلي. نحن جاهزون لأي سيناريو».

هل يحمل هذا التراشق الإعلامي مؤشراً على اقتراب مواجهة مباشرة؟ أبداً. هذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها إيران بإزالة إسرائيل. هو تهديد يؤخذ ضدها سياسياً في حسابات الغرب والشرق. لكنه لا يؤخذ على محمل الجد. لو كان هدف إيران الحقيقي إزالة إسرائيل، لما دأب بعض قادتها، خصوصاً من الحرس الثوري، على ترديده عند كل مناسبة. مثل هذا الهدف يعني حرفياً في نظر الغرب العودة إلى سياسة المحرقة، فضلاً عن أنه يستهدف إعادة رسم الخريطة الجغرافية والسياسية للمنطقة. وليس من العقل والمنطق ترديد المجاهرة بذلك من قبل دولة لا قِبل لها أبداً بمثل هذه المهمة. وهي مهمة تضعها في حال صدام مدمر مع الغرب، بما في ذلك روسيا التي تتحالف معها طهران في سورية. وما صمت الغرب على تصريحات إيران إلا لأنهم يدركون بأن المستهدف من ترديدها ليس إسرائيل، وإنما عواطف وخيالات العرب والمسلمين، وهي عواطف مكلومة على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي.

تهديدات إيران هذه لم تعد تؤخذ على محمل الجد حتى بين العرب والمسلمين. إذ كشفت ثورات الربيع العربي أن إيران تشترك مع إسرائيل في احتلال دول وأراضٍ عربية تتجاوز في حجمها كثيراً ما تحتله إسرائيل. السؤال في هذه الحالة، وبعد وضع موضوع القدرات جانباً: لماذا تريد إيران إزالة إسرائيل وهي توفر لها غطاء لاحتلال لا تستطيع المجاهرة به كما تفعل تل أبيب؟ احتلال إسرائيل معلن ومباشر، ويحظى بدعم غربي وروسي نهائي. أما احتلال إيران (في كل من العراق وسورية ولبنان) فهو في أغلبه احتلال بالوكالة من خلال ميليشيات ترتبط بها مذهبياً. ترى هذه الميليشيات أن نجاح إيران في مشروعها المذهبي في المنطقة يمثل رافعة لها داخل بلدانها. وبقدر ما أن الاحتلال بالوكالة يؤكد حرج إيران، إلا أنه يوفر لها غطاء يسمح لها بالمناورة في رفض تهمة الاحتلال بدعوى أنها مدعوة من قبل حكومات «شرعية». تسمح لها هذه الحكومات بإنشاء وتدريب وتسليح الميليشيات لصالح حمايتها من أعدائها السنة. يتكامل هذا الغطاء في شكل مزدوج مع الغطاء الإسرائيلي. إسرائيل كما تصورها إيران، ويصورها إعلام «المقاومة» الذي يعتاش على طهران، هي العدو الأول والأخير للعرب والمسلمين. أي محاولة لمواجهة إيران والحال كذلك تنطوي على تخل عن مواجهة احتلال مباشر لصالح الوقوف في وجه احتلال غير مباشر. سفسطة الأول، فالأول. من ناحية ثانية، إذا كان هدف إيران من احتلال دول عربية هو تحرير فلسطين، وإزالة إسرائيل من الوجود، فلماذا الاحتجاج؟! سؤال انتهازي فاقع، يتداخل مع سذاجة مصطنعة يستسلم لها بعض العرب تحت وطأة الشعور بالضعف والهزيمة.

هل من مصلحة إيران إزالة إسرائيل في هذه الحالة؟ هناك اعتبارات أخرى لا تقل أهمية تمنع المواجهة. أولها أن إسرائيل ترى في الدور الإقليمي لإيران جوانب إيجابية لها. فمن حيث أنه دور يرتكز إلى أيديولوجيا طائفية، وأداته ميليشيا من الصنف ذاته، هو يضاعف الانقسامات العربية طائفياً، ويتوافق مع مصلحة إسرائيلية قديمة. الفرق الآن أن إسرائيل تقطف ثماره من دون ثمن. منذ إنشائها عام 1948 كانت إسرائيل تواجه مقاومة شرسة من كتلة عربية سنية هائلة في حجمها تمتد من المغرب العربي في شمال أفريقيا إلى المشرق العربي في شرق آسيا. دخول إيران إلى هذا المشرق بأيديولوجيا وميليشيات مذهبية شيعية، بالتعاون مع حكومات محلية من المنطلق المذهبي ذاته، يخدم تفكيك هذه الكتلة، وإضعاف هيمنتها على المنطقة. وهذا بدوره يصب في مصلحة إسرائيل وإيران بغض النظر عن النوايا والأهداف النهائية لكل منهما. منطلق كل منهما في مشروعه هو منطلق ديني طائفي. لا يعني هذا أن بينهما مؤامرة مشتركة. ما بينهما تواطؤ تاريخي ضد العرب. وهؤلاء العرب كهدف مشترك هو ما يمنع الصدام بينهما حتى الآن.

المشروع الإسرائيلي أوجد لنفسه أرضية في فلسطين. يتخذ حتى الآن شكل الشعب من أجل الجيش وليس العكس. لكنه يحظى بقوة تدميرية كبيرة، وبشرعية دولية واسعة، فضلا عن تعهد غربي واسع بحمايته. أما المشروع الإيراني فلا يزال في بداياته، ولا يحظى بقوة عسكرية وازنة في ظل غياب سلاح للجو، وتجميد البرنامج النووي باتفاق دولي. يضاف إلى ذلك أنه مشروع لا يحظى بأي شرعية إقليمية أو دولية. بل يبدو أنه لا يحظى بشرعية واسعة حتى داخل إيران. أي مواجهة عسكرية مباشرة في هذا الإطار ستكون مدمرة بالنسبة لإيران. القيادة الإيرانية تدرك ذلك، خصوصاً الجناح السياسي الذي يبتعد في شكل واضح ومتعمد عن التورط في عنتريات مكشوفة. وهو ابتعاد يوحي بانقسام داخل القيادة. قبل هذا وذاك لا تملك إيران القدرة على فتح جبهة مباشرة مع إسرائيل وهي تتفوق عليها عسكرياً، وجبهاتها في العراق وسورية واليمن لا تزال مفتوحة وفي بداياتها. لنتذكر بأن عمر جبهتها العراقية يقترب من العقدين الآن. وجبهتها اللبنانية غير قابلة للإغلاق منذ 1982. أي حديث عن مواجهة وشيكة مع الدولة العبرية هو من نوع التهويل الذي يطرب له المرشد في طهران، وحسن نصرالله في بيروت. ليس أكثر من ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا حرب إيرانية  إسرائيلية لا حرب إيرانية  إسرائيلية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق

GMT 02:16 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني عيسى يُحضّر لأغنية جديدة بعد "أهلية بمحلية"

GMT 08:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سنحاريب ملكي يعتذر عن قبول عرض "الهلال" في الوقت الحالي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday