رحلة الانتقال المكسور من عبد الناصر إلى أبنائه وأحفاده
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

رحلة الانتقال المكسور من عبد الناصر إلى أبنائه وأحفاده

 فلسطين اليوم -

رحلة الانتقال المكسور من عبد الناصر إلى أبنائه وأحفاده

بقلم :حازم صاغية

لا يزال شريط جمال عبد الناصر المسجّل يثير ضجيجاً بعضه يتّصل بفكرة الاكتشاف الذي حمل، هذه المرّة، انعطافاً كبيراً عن المصنوع السائد، وبعضه نابع من أنّ المُكتَشف هو عبد الناصر إيّاه الذي يختبر الكثيرون مواقفهم، معارضةً أو موافَقةً، بالتفاعل مع موقفه. أمّا السبب الأهمّ وراء أهميّة الشريط فأنّه مسألة راهنة فجّرها «طوفان الأقصى» وآثاره، ولا تزال، لا سيّما في ما خصّ ثنائيّات الحرب والسلم، والتطرّف والاعتدال، والمزايدة والواقعيّة السياسيّة.

بطبيعة الحال يأتي الكثير من هذا الاهتمام مصبوغاً بالمديح أو بالهجاء، وبالموافقة أو المعاتبة أو التشكيك والاعتراض، أو الدفاع عن سمعة مهدّدة، أو ممّا يندرج في «ألم نقل لكم ذلك؟»، وهذا فضلاً عن إثارة ومناكفة تبلغان أحياناً حدّاً فضائحيّاً يستهويه التواصل الاجتماعيّ.

لكنْ يبقى أحد معايير المحاكمة، بناء على الشريط، قياس الموقف الناصريّ على مواقف أبناء عبد الناصر وأحفاده، بالمعلن منها أو الضمنيّ، وفي المقابل، قياس مواقف الأبناء والأحفاد على الموقف الناصريّ المعلن أو الضمنيّ. ومن هذا النشاط المتبادل الذي يشبه التلصّص تطلع رائحة غير طيّبة، فيها كثير من الكذب، وكثير من المخادعة باسم فلسطين ومن خداع الفلسطينيّين، وهذا فضلاً عن افتقار كلّ منهما إلى شرعيّة يأبى الموقف الآخر أن يمدّه بها. فكأنّنا أمام تكسّر في السياسات الراديكاليّة يحرمها الاستمراريّة، بحيث يلوح الجدّ عاقراً من دون أنسال، والحفيد لقيطاً آتياً من لامكان.

والأبناء المذكورون هم مقلّدو عبد الناصر الذين عاصروه وراحوا، في سنواته الأخيرة، يتناتشون زعامته مُعوّلين على وراثتها. يندرج في هذه الخانة حافظ الأسد وأحمد حسن البكر وصدّام حسين ومعمّر القذّافي وجعفر نميري... وهؤلاء كلّهم استولوا على السلطة، ما بين 1968 و1970، بالانقلاب والتآمر، على النحو الذي فعله الأب في 1952.

أمّا الأحفاد فهم الذين واظبوا على حمل راية الصراع، وتصوير الذات والعالم تصويراً صراعيّاً، من غير أن يتفرّعوا بالضرورة عن أصول قوميّة عربيّة. وأمّا الصدارة، هنا، فتحتلّها القوى والميليشيات الإسلامويّة، كـ»حماس» و»حزب الله»، التي كان «طوفان الأقصى» بوّابتها إلى التاريخ الكبير.

وربّما كان أهمّ ما يُلاحَظ في المسار هذا أنّ الأساسين الوطنيّ والقوميّ للنزاع العابر للحدود تقلّصا، بل اندثرا. فمع الأبناء، بات عارياً ومكشوفاً توظيفُ فلسطين والفلسطينيّين في خدمة المشاريع السلطويّة «القُطْريّة»، واستدراج الحروب الأهليّة وإثارتها للغرض نفسه. أمّا مع الأحفاد، فجاء التعويض باستدعاء أساس أمميّ للنزاع يصعب ردّه إلى بلد معيّن أو ربطه بشؤون محدّدة لبلد معيّن. هكذا لعبت إيران، وهي بطبيعة الحال غير عربيّة، دوراً مركزيّاً وجد ما يوازيه في حركات احتجاجيّة مثّل الطلاّب في الولايات المتّحدة رأس حربتها. وبمعزل عن رغبة الطرفين أو نيّتهما، كانت إيران الخمينيّة التجسيد الأكبر والأقوى لـ»التصدّي للإمبرياليّة» و»نزع الاستعمار».

وربّما جاز القول إنّ عبد الناصر، خصوصاً بعد ما كشفه التسجيل الأخير، قد انسحب، في سنواته الأخيرة، من فهم للسياسة قوامه «التضامن» العابر للحدود إلى فهم آخر سبق له، هو نفسه، أن دفنه بيديه. فمع شعار «إزالة آثار العدوان»، والتركيز حصراً على سيناء، وإعلانه أنْ «لا دخل لنا بالقضيّة الفلسطينيّة»، تتأكّد أولويّة تركيزه على بلد ودولة بعينهما. وهذا ليس مردّه إلى هزيمة 1967 فحسب، بل أيضاً إلى ما سبقها من انتكاستين أدّت إليهما سياسته في أولويّة «التضامن». ذاك أنّ وحدة 1958 التي قيل أنّ ما أملاها «إنقاذ سوريّا من التهديد التركيّ والهاشميّ»، تأدّى عنها الانفصال السوريّ عن «الجمهوريّة العربيّة المتّحدة» في 1961. وبدورها فالحرب اليمنيّة والتدخّل المصريّ «دعماً للجمهوريّة وإنقاذاً لليمن من براثن الإمامة والرجعيّة» لم ينجم عنها سوى إضعاف مصر في مواجهة 1967.

أمّا الأمر الآخر الذي يميّز عبد الناصر في سنواته الأخيرة عن الأبناء والأحفاد فإقراره بالهزيمة واستقالته بسببها واستخلاصه درساً يتعلّق بالحروب وتوازنات القوى، إذ «حنحارب الدنيا كلّها؟!» كما قال للقذّافي مستنكراً ومتهكّماً. وهذا علماً بأنّ مصر كانت يومذاك تحظى بدعم الاتّحاد السوفياتيّ – القوّة العسكريّة الثانية في العالم.

ونعلم أنّ الأبناء لم يتصرّفوا على هذا النحو بتاتاً. فصدّام حسين مثلاً كان ينتقل من «أمّ معارك» إلى أخرى، فيما يهرب حافظ الأسد، تجنّباً منه لمواجهة واقع مسدود، من أزمة إقليميّة إلى أختها.

بيد أنّ تجنّب الإقرار بالهزيمة بلغ، مع الأحفاد، سويّة فلكيّة. ذاك أنّ قوى الممانعة لا تزال تعلن انتصاراتها فوق ركام البلدان والشعوب المطعونة. وهذا ليس غريباً عن سياسات لا تهمّها بلدانها وشعوبها، فتعمل على تجزئتها كما فعلت «حماس» في انقلابها، أو حوثيّو اليمن المجعول يمنين، ويتحوّل الارتباط المتفاوت بإيران مُحدّداً للأهداف والاستراتيجيّات. وهذا ما لا يمكن قوله في مصريّة عبد الناصر حتّى لو لم يعبّر عنها دائماً بطريقة تغري بالموافقة عليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة الانتقال المكسور من عبد الناصر إلى أبنائه وأحفاده رحلة الانتقال المكسور من عبد الناصر إلى أبنائه وأحفاده



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday